قادة الجيش يدرسون “خطة أغناشيوس”.. وإسرائيل إزاء “الصفقة”: السنوار ليس كـ “حزب الله”

حجم الخط
0

عقد أمس “كابينت الحرب” لنقاش آخر حول الجهود المبذولة لعقد صفقة من أجل إطلاق سراح عدد من المخطوفين. على الأجندة اقتراح تم التباحث فيه بين حين وآخر منذ بضعة أسابيع، إطلاق سراح 50 امرأة وطفلاً، رغم أن العدد قد يكون أعلى من ذلك في نهاية المطاف. السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة مايك هرتسوغ، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جون فاينر، تحدثا أمس عن تقليص الفجوة في المفاوضات، ولكنهما لم يتعهدا بإتمام التوقيع على الصفقة.

كالعادة، الكثير من ذلك يرتبط برئيس حماس يحيى السنوار. في الأسبوع الماضي، لا سيما بعد دخول الجيش الإسرائيلي إلى مستشفى الشفاء، قطع السنوار الاتصالات غير المباشرة مع الوسطاء القطريين لبضعة أيام. ولكن يبدو أن الاتصالات استؤنفت معه مرة أخرى. تعتقد إسرائيل والولايات المتحدة أن كلمة الطرف الفلسطيني ستكون له. تأثير قيادة حماس في الخارج ضئيل. يدعي جهاز الأمن في إسرائيل بأن السنوار يتصرف من خلال نشوة الانتصار في المذبحة التي قام بها في 7 تشرين الأول، لذلك، هو يطرح مواقف مساومة متصلبة ويتجاهل معاناة سكان القطاع الكبيرة التي تسبب بها.

ولكن على خلفية التحليل نفسه، هناك من يعتقدون أن على إسرائيل استغلال الفرصة لعقد الصفقة، رغم أنها لن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع المخطوفين في المرحلة الأولى. الادعاء هو أن يحيى السنوار أقل عقلانية من “حزب الله”، على سبيل المثال، وربما يقطع الاتصال فيؤدي ذلك إلى فقد الاتصال مع المخطوفين، إذا اشتدت الحرب لاحقاً. من هنا، ثمة حاجة ملحة إلى تخليص كل من يمكن إطلاق سراحه قريباً من ظروف الأسر الصعبة.

في النقاشات الأسبوعية الأخيرة، قاد وزير الدفاع يوآف غالنت، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، خطاً يقول بأنه يجب الاستمرار في الضغط العسكري، وأن هذا سيزيد احتمالية التقدم في المفاوضات. هذا ادعاء مشروع، لكن يبدو أن على القيادة العسكرية العليا الإدراك بأنها تتحمل مسؤولية الاهتمام بإطلاق سراح جميع المخطوفين الذين يمكن إطلاق سراحهم الآن وفي أسرع وقت. هذا واجب أخلاقي تجاه المخطوفين بعد الفشل العسكري الفظيع الذي أدى إلى الكارثة.

       لا يطلقون النار على المبعوث

جرى أمس قتال واسع نسبياً بين الجيش الإسرائيلي وحماس في شمال قطاع غزة على خلفية العملية الإسرائيلية للسيطرة على أحياء أخرى، في شمال وشرق مدينة غزة. ولكن أحد التطورات الدراماتيكية حدث بعيداً عن هناك، في البحر الأحمر. فقد استولى الحوثيون في اليمن على سفينة تجارية بملكية إسرائيلية على نحو غير مباشر. على متنها 22 من أعضاء الطاقم، وليس بينهم أي إسرائيلي.

في الأسبوع الماضي، بعد عدة حالات أطلقت فيها صواريخ بالستية وصواريخ مجنحة ومسيرات من اليمن نحو إيلات من مسافة نحو 2000 كم، بدأت جهات حوثية رفيعة تهدد بأنها ستمس أيضاً بالملاحة البحرية إلى إسرائيل، التي تمر قرب شواطئ اليمن في البحر الأحمر. كانت السفينة في طريقها من تركيا إلى الهند، وعليها شحنة سيارات. وهي بملكية جزئية لشركة بريطانية تعود لرجل الأعمال رامي أونكر. وأصدر كل من مكتب رئيس الحكومة والمتحدث بلسان الجيش، بيانات شديدة اللهجة يدينان فيها عملية الاختطاف، وقد اتهما تنظيم الحوثيين بذلك.

ثمة تهديد من اليمن للملاحة البحرية في المنطقة منذ بضع سنوات. وفضل المجتمع الدولي حتى الآن تجاهل ذلك خشية فتح جبهة مباشرة مع الحوثيين الذين انتهت المواجهات بينهم وبين السعودية مؤخراً. في هذه الحالة، يظهر أنها إحدى عمليات إيران، بواسطة مبعوثيها، بهدف الإثبات أن نظام طهران يوفر الدعم لحماس في حربها ضد إسرائيل. وقدر وزير الدفاع يوآف غالنت، أمس، بأن إيران ستحاول توسيع استخدام المليشيات الشيعية في العراق وسوريا من أجل مهاجمة إسرائيل بواسطتها عن طريق إطلاق الصواريخ والمسيرات، هذا إضافة إلى عمليات الحوثيين في اليمن و”حزب الله” في لبنان.

أمس، تم تسجيل إطلاق ثقيل نسبياً من قبل “حزب الله” على طول الحدود الشمالية بدون إصابات، كما يبدو بفضل الطقس العاصف. أطلق من لبنان أكثر من ألف صاروخ وقذيفة مضادة للدبابات منذ بداية الحرب. تقدر خسائر “حزب الله” والتنظيمات الفلسطينية بنحو 100 قتيل، عشرة أضعاف القتلى الإسرائيليين على الحدود مع لبنان.

ولأن البحر الأحمر جزء من مسار الملاحة الدولية الرسمية، فسيكون هناك بالتأكيد توقع أمريكي للتدخل فيما يحدث هناك. في بداية الحرب، إلى جانب المساعدة في الدفاع ضد الصواريخ، ربما يعالج الأمريكيون أمر الحوثيين وقت الحاجة. لم يحدث هذا حتى أمس، ولكن قد تتغير الأمور لاحقاً. كعادتها، تخاف أمريكا من إشعال ساحة أخرى في المنطقة والانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع إيران. عملياً، يزداد الاحتكاك مع مبعوثي إيران في المنطقة، ويبدو أن الولايات المتحدة ستضطر إلى فحص القيام بعملية. نشرت وسائل الإعلام الأمريكية أمس أن هناك انتقاداً متزايداً للبنتاغون على تردد الرئيس بايدن في الرد على عشرات هجمات الصواريخ والمسيرات من قبل المليشيات المؤيدة لإيران ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.

       مستشفى مدخن

يعمل في القطاع الآن نطاق كبير من القوات، يركز هجومه على مخيم جباليا وحي الزيتون وبعض الأحياء القريبة من مدينة غزة. هذه المناطق الواقعة شمال وشرق المدينة لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي على الأرض في الأسابيع الثلاثة الأولى للعملية. تتحرك الوحدات العسكرية في منطقة مكتظة جداً ومع مخاطرة كبيرة، واستخدام النيران الكثيف يؤدي أيضاً إلى خطر متبادل بين القوات. إضافة إلى ذلك، هناك أحداث مرتبطة بالتآكل بعد أسابيع من العمليات المتواصلة ومشاكل غير قليلة تنبع من عدم الحرص على الانضباط العملياتي.

يبلغ الجيش الإسرائيلي عن قتل كبير بين صفوف المخربين، سواء في الأهداف الجديدة وفي مناطق تم احتلالها من قبل في الأسابيع الأخيرة. التقدم نفسه بطيء، والمقاربة العسكرية منذ بداية العملية تقوم على تفضيل استخدام قوات كبيرة، تتحرك ببطء وتحافظ على أمنها، دون المخاطرة بدخول سريع إلى مناطق لم يتم تطهيرها من المقاومة بالقصف الجوي أو إطلاق المدفعية. إضافة إلى ذلك، فإن الأسهم الهجومية المرسومة على الخارطة لها أيضاً ذيل طويل من القوات الثانوية والمراكز اللوجستية، التي من الصعب حمايتها من التوتر العملياتي مثلما في رأس السهم.

المحلل في “واشنطن بوست”، ديفيد أغناشيوس، الذي يزور البلاد والذي قدم له عشرة ضباط كبار في جهاز الأمن إحاطات حول الحرب، عرض أمس تكهنات حول عملية إسرائيلية لتدمير الأنفاق. وقد ذكر أغناشيوس: “حقيقة جغرافية مثيرة للاهتمام، وهي أن قطاع غزة واقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وأن للمياه قوة طبيعية تكون أكبر عندما يتم تعزيزها بالمضخات. الأنفاق معرضة للغرق حتى لو بني فيها منظومات لتصريف المياه. الجيش الإسرائيلي بالتأكيد يفكر في هذا الأمر”.

 عاموس هرئيل

هآرتس 20/11/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية