عمان- “القدس العربي”:
التقاط ما هو جوهري في آخر رسالة صوتية مسجلة للدكتور موسى أبو مرزوق، بخصوص عودة “أردنيي حماس” إلى بلدهم يتطلب الانتباه جيدا إلى جرعة سياسية مفعمة بالدهاء رافقت ذلك التصريح الذي أثار مجددا ضجة في عمّان كالعادة.
أبو مرزوق وقبل زيارته الحالية إلى الصين، أنتج زوبعة سياسية مقصودة على الأرجح، عندما أسس جملة شرطية في حال مغادرة قادة حماس لدولة قطر، فكرتها أن غالبية هؤلاء يحملون الجنسية الأردنية، ومن الطبيعي إذا ما اضطروا لمغادرة قطر وتركيا، فإن المواطن الأردني يعود إلى بلده.
لا تشرح حركة حماس ما هي مقاصد أبو مرزوق القيادي البارز في مكتبها السياسي.
لكن المقترح مرة أخرى مرتبط بجملة شرطية أمريكية في حال اشترط الأمريكيون مغادرتهم قطر، ويعكس الانطباع بأن كل شائعات مغادرة قيادة حماس في قطر مصدرها ومردّها الضغوط الأمريكية على الدول التي يوجد فيها قادة الحركة، والتذكير بأن صفقة إبعاد قادة الحركة عن الأردن إلى الدوحة، كانت أصلا بترتيبات أمريكية.
ما قاله أبو مرزوق مهم جدا سياسيا، وهو يكشف عن وجود مئات من أبناء حركة حماس في الخارج يحملون جنسيات أردنية، وإذا ما أغلق الأمريكيون أبواب إقاماتهم في بعض الدول، فمن الطبيعي أن يعود هؤلاء كأردنيين إلى بلدهم و”وسط شعبهم ” لمتابعة قضيتهم.
ويمكن سياسيا وضع عشرات الخطوط تحت عبارة: “وسط شعبهم”.
مصادر مقربة من حركة حماس شرحت لـ”القدس العربي” بأن التصريح المنقول عن أبو مرزوق بعنوان “الوجهة الثانية لحماس هي الأردن” ليس صحيحا، بل محرف، ولم يصدر على لسان القيادي الذي يدير ملف العلاقات الدولية في حركة حماس.
وعند العودة للتسجيل الأصلي للمقابلة بالصوت والصورة التي سجلها أبو مرزوق، لم ترد عبارة الوجهة الثانية هي الأردن، بل ورد عرض تاريخي لقصة استقبال دولة قطر لقادة حماس بعد إبعادهم من الأردن في إطار أمريكي أصلا.
وبالتالي، يصبح ما يقصده أبو مرزوق هو أن تتحرك الماكينة الأردنية للضغط على الأمريكيين حتى يوقفوا ضغطهم على دولة تستضيف قادة حماس “الأردنيين”، معتبرا أن مسألة المغادرة إلى أي مكان مثل سوريا أو لبنان أو الأردن ليست واردة أصلا ولم تُناقش.
وأوضحت مصادر حماس، بأن أبو مرزوق كان يرد على سؤال لمذيع عن الوجهة التالية في حال مغادرة دول في المنطقة.
لكن المعلومة الجديدة والتي أثارت زوبعة في الأردن، هي تلك التي تكشف أن مئات من أبناء حماس الأردنيين في الخارج كما ورد على لسان أبو مرزوق، وردود الفعل الساخطة على التصريحات التي تشكل الحقائق والوقائع ولها هدف سياسي تبناها وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة قبل غيره، عندما طالب بالانتباه لتلك المخاطر التي وردت في تصريح أبو مرزوق.
القيادي في حماس، تقصّد لفت النظر إلى أن النظام الأمريكي عليه أن يضمن إذا ما قرر الاستمرار في إغلاق بعض العواصم والمدن أمام قيادة الحركة، عودة مئات من أبناء حماس الأردنيين إلى بلدهم وبين شعبهم بحكم الواقع الدستوري والقانوني؛ ولأنهم يحملون أصلا الجنسية الأردنية.
امتنعت الحكومة الأردنية عن التعليق. لكن الواضح والملموس أن تصريحات أبو مرزوق مناورة ذكية سياسيا، حاولت إرباك الخط الأمريكي الذي يضغط لإبعاد قادة في حركة حماس.