قبلة دمشق

حجم الخط
1

كان يمكن أن أحيا
أكثر مما ينبغي
غابة تلتمع تحت عيني
ولا تنكسر كحصان على الأحجار
في الشارع الذي لن يجعل ذلك ممكنا
لكن
ها نحن نبقى كما دوما
في مدن الآخرين
غير جديرين إلا بأسرع قبلة
تهتز لها بلاطات الممر
حيث تسكب سيدة نبيذا في كأس عزلاتها
أية غيوم سفحت دمي
حفلة الأشواك التي كانت تنفتح في رئتي
وأنا أمضي في المدينة التي لم تمنح قلبي
غير مقعد خلفي في ميكرو
بسائقين يدخنون أعمارا مدفونة في الإسفلت
لا متسع للمسة حرام
إلا للعاهرة وقوادها
أي وشم بالحليب والرماد
كنت تضعينه في مجيئي
الذي اندلق في ظلال عبيدك
جوهرة المنفى واللامبالاة
حولوك أيتها السيدة العجوز
ولن ينفع بعد اليوم مزيل الآثام
ولا السيف الذي يطعن السماء
أيتها الغزالة المنزلقة
في بورصة العداوة
وكان ما كان
أنني اجتزت حلما راودني
لاصطدم بسرير لم يقترب مني
إلا ليهبط كسفينة جف من تحتها البحر
حيث تغرق أجيال
في انتظار الفراشة التي ستجتاز بين خطوتين
شارعا مسقوفا بالعيون
ويفتح الباب على الجائزة الخشنة
ما الذي كشط السماء
جاعلا من التنفس
فيزيولوجيا فقط
أتراه كان الصراخ الذي يهيم
في ما تبقى من العتمة
فيما الهواء يشتعل بين يدينا
تاركين رصيفا مصابا باليرقان
أم حشد البزاقات التي ترتع منذ أول الخليقة
أمثالا انهارت في مقدم جبابرة
شحذوا في محراب الليل المغموس بالخمر
بالأعصاب والارتعاش
زهرة الرهافة المفقودة
وانشدوا بعيون مليئة بكهرباء الانكشاف
جارية مليحة تتلوى
عميقا في الإغواء
تبعثر بخفيف مضيّها علوما مخصية
وأنني تمنيت
سلالة غائبين عن العالم
مناجم يأس لا يفلح معها السهو
حيث تنفتح الدهشة
ويصل البحار إلى معنى الملوحة
ليس لي
أنا العائد من جمر المسالك
هذا الدلال المزيف
معرض المجد المرمم
لا
مضاء بنجمة انتظرتها
وانسكبت في دمي
مديرا ظهري عما تبقى
انسل من أول منعطف
وهذه رؤاي تصعد
أعمق من أن تصلها جذور.

٭ شاعر سوري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدالرحيم احمي:

    السيدة العجوز فخورة بك استاذ آلان علي
    كل الشكر للقدس

إشترك في قائمتنا البريدية