دمشق ـ «القدس العربي»: صدر عن دار نينوى للنشر والتوزيع، حديثاً، كتاب «قبل أن تمتلك الأرض» (دمشق 2019)، للشاعر السوري عمر الشيخ.
وهو عبارة عن مجموعة شعرية مقسمة إلى «قصائد» و«نصوص» حيث اختار لها الشاعر تبويباً مشتركاً، تصدر غلاف المجموعة تحت اسم «يوميات شعرية».
وقد كُتبت القصائد في فترات متفاوتة من أيام وجود الشاعر في مدينة دمشق، حيث كان يعيش منذ ولادته عام 1987 إلى حين خروجه إلى قبرص نهاية عام 2015، وكانت النصوص مؤرخة بين عامي 2011 و2013، إذ يتابع الشيخ اشتغاله الإنساني من خلال صور شعرية يومية يلتقطها من حياته في ظل الأحداث السورية، ليصل حلقات كتبه الثلاث السابقة التي أصدرها بين عامي 2008 و2014، عن الحب والحصار والوحشة والعابرين والأمكنة والأصدقاء وتفاصيله الشخصية وتجاربه، محاولاً إكمال تجربته الشعرية في صناعة مناخ خاص به على خريطة الشعر السوري.
تتميز قصيدة الشيخ في هذه التجربة ببساطة الصورة الحسية وصداميتها المقبلة من قاموس طفولي، إذ اشتغل ما يقارب أربع سنوات على النصوص لتكون بمثابة خلاصة مكثفة عن الألم والمدن المغلقة بالرعب والأسلحة والحواجز.
وفي قسم «قصائد» هناك ما يشبه «الضربات» الشعرية التي كتبها الشاعر في مختبره اللغوي البصري، محاولاً الابتعاد عن الشكل والمحتوى المتعارف عليه لقصيدة النثر، ليترك بعض القصائد بلا عناوين، ربما يدعها برسم العالم ليكونوا شركاء في هذه التجربة. أمّا في قسم «نصوص» الذي اختار له الشاعر عنوان «يدور رأسي كزمور إسعاف» كناية عن الترقب اليومي لتداعيات الأحداث الدموية التي عايشها في الداخل السوري، فقد ذهب نحو سردية شعرية، يقارب عبرها تفاصيله الشديدة الخصوصية، لتكون بمثابة لوحات صاخبة عن شوارع المدينة وأحداثها، وعن ألوان الحبيبة بساتين الأرياف الدمشقية المغدورة وصرخات بيوت العتمة السورية.
الكتاب يقع في نحو 138 صفحة من القطع المتوسط.