اربيل- (أ ف ب): ترك فؤاد شريف وزوجته عملهما وباعا كل مايملكان وغادرا اقليم كردستان العراق مع ابنائهم الثلاثة متوجهين للهجرة إلى الولايات المتحدة لكن قرار الرئيس دونالد ترامب اجبرهم على العودة.
وعائلة فؤاد بين عدد كبير من العراقيين الذين منعوا، بعد صدور القرار الذي شمل سبع دول ذات غالبية مسلمة بينها العراق منع مواطنوها لتسعين يوما على الاقل من دخول الولايات المتحدة لاسباب امنية ولحمايتها من “الارهابيين الاسلاميين المتطرفين”.
قال شريف (51 عاما) لفرانس برس “بعد سنتين من الانتظار (…) اكدوا باني لا امثل اي تهديد للولايات المتحدة والاميركيين. على هذا الاساس منحوني تأشيرة هجرة الى الولايات المتحدة”.
عمل شريف مع معهد الابحاث الدولي “ار تي ايه ” الذي تعاقد مع الحكومة الاميركية خلال الاعوام التي اعقبت اجتياح العراق عام 2003.
وبدا الحزن وخيبة الأمل واضحين على وجه شريف وهو يجلس مع زوجته وابنائه الثلاثة واكبرهم في التاسعة عشرة، في منزل في اقليم كردستان، وبجانبهم حقائب السفر.
وردد الرجل “ساعدت الحكومة الأمريكية وعملت معهم في وقت الازمات عرضت حياتي للخطر (…) لكن، ترامب وادارته الجديدة خذلونا”.
توجهت عائلة شريف الى القاهرة في طريقها الى الولايات المتحدة لكنهم منعوا هناك من المغادرة .
وقال شريف إن موظف المطار اعطاهم بطاقة المغادرة، لكن “نفس الموظف عاد وقال: لحظة لحظة انتم ممنوعين من السفر إلى الولايات المتحدة”.
ــ لا عمل ولا مدارس
وذكر شريف بانه لدى سؤاله موظف المطار عن السبب قال له “وصلتنا رسالة الكترونية من السفارة الأمريكية في بغداد نبهنا الى انكم ممنوعين من السفر”.
وانتظر شريف وزوجته واولاده في مطار القاهرة 25 ساعة للعودة في أول رحلة إلى اربيل.
ويسكن شريف وعائلته حاليا في منزل شقيق زوجته الفارغ من اي اثاث بعد ان باع منزله وسيارته وكل مايملك اثر حصوله على تأشيرة الهجرة.
وقال شريف “اضطررت إلى بيع ممتلكاتي والاستقالة من عملي. وزوجتي استقالت كذلك من عملها واطفالي تركوا المدارس. اي شخص في مكاني كان سيفعل الشيء نفسه”.
واضاف “علي الان أن اعيش مما لدي من مال (…) ليس لدينا عمل، واطفالي بدون مدارس”.
واثار قرار ترامب بحظر دخول رعايا العراق وإيران وسوريا والسودان والصومال وليبيا واليمن الى الاراضي الأمريكية لمدة 90 يوما على الاقل، اعتراضات ورفضا في العراق.
ودعت زارة الخارجية العراقية الاثنين الولايات المتحدة الى اعادة النظر في قرارها “الخاطئ”، وطلب مجلس النواب العراقي الحكومة الى التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة.
ولا يعرف شرف وكثيرون مثله ما عليهم أن يفعلوه.
وقال “ارسلت إلى السفارة الأمريكية في بغداد اسألهم بماذا ينصحونني. وحتى الان لم استلم ردا”.