قصائد قصيرة

نغـنّي صفوفـاً
السلامُ على ضوئها الغـضّ
يطوي الممالكَ، مَمْـلكةً، مَمْـلكةْ
وعلى الشِّعْر حين يقـاتلُ، دون الجمالِ
المهيبِ، ونيرانه المُـرْبِكةْ..
وعليَّ السـلامُ مع الثملـينَ:
نغنّي صفوفاً، ونبكي صفوفاً على المَلِكةْ..

نساءٌ مزدهراتٌ كما الخيل
وانتظرنا قروناً..
ننادي على حلُـمٍ شـاردٍ:
يا غيومُ، البلادُ مضتْ قشرةً إثْرَ قشرةْ..
يا هواءُ، اقتحمْ حقل أوهامنا علّها تتكشّفُ
عن مـدنٍ ونسـاءٍ وخضرةْ..
يا نساءُ تعالينَ مزدهراتٍ كما الخيلُ،
أو مثلما لغةُ النفّـريّ،
وزِحْزِحْـنَ هـذا اليباسَ عن النصّ
حتى تفيضَ الرؤى والمسرّةْ..

إنكمـا اثنـان في واحـدٍ
خـلِّ بيني وبين شبيهِكَ،
أعني: عَـدوِّيْ..
فلا شيءَ ينجيهِ منّيْ سـواكَ،
ولا شيءَ يحميكَ منهُ ســوايْ..
غير أنكما اثنانِ في واحدٍ
فابتعدْ عن كثـافة ليـلي
وفوضى دمـايْ..

حبيبـان
أهـديا جدولاً من سرابٍ إلى شـجرةْ..
حاولا أن يضمّـا جنوبَ البلادِ إلى غربها
فغدا ضوءُ ماضيهما واحـداً
ثم يمضي الحبيبـان..
حفلهما نادرٌ ونهاياتُهُ مبْهـرةْ..
كلٌ يفيءُ إلى رايـةٍ واحـداً ووحيداً..
وكلٌّ إلى صالةٍ مقـفـرةْ..

وشـاح اليتيـم
أعَـلى طللٍ كنتُ أبكي؟
عَـلى طللٍ سوف أبكى؟
ومـا بـينَ هـذي وتلكَ..
أشـدُّ على منكِبيَّ وشـاحَ اليتيمِ المُهلْهلِ..
أعْـرِضُ أسْـمالَهُ للهـواءِ الحـزينْ
ثـمّ أسألها أن تلـينْ..

سـيّدتـي الأولـى
أتلك سـيّدتيَ الأولى؟
أذاك أنا الوحـيدُ؟ انهـضُ من بئرٍ،
فيخطفني الهواءُ، أمضي كمـا الأعمى..
أسـيرُ إلى ضريحها، تلك أقمـارٌ مبعثرةٌ على الطريقِ
وشمـسُ اللهِ قد عبرتْ تجـرُّ أسـمالها في الدربِ..
لي بلـدٌ مهشماً مـرَّ بـيْ يبكـي..
أقـولُ لهُ: مهمـا تشرّدْتَ..
مهمـا ضِعْـتَ: أنتَ هنـا..
وكم سُـئِلـْت: ومَن تلك المضيئةُ في
أقصى البلادِ رغيفـاً، وردةً، كفنـا؟
هممْتُ أخبرهـم: أمّـيْ،
فقلـتُ: أنـا..

مصْطبـة
أنـا اليتيـمُ..
أغنّي في الظـلامِ،
وليـس لي نخـلةٌ تصغي إلى تعبيْ..
تشدُّني للضحى أشـلاءُ أغنيةٍ..
وأرتمي في طريق الريحِ مصطبةً..
من وحشةٍ تتلـظّى
لا من الخشبِ..

شاعر عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية