ماريا دو سامييرو باروسو طبيبة وشاعرة برتغالية. ولدت في براغا البرتغال 1951. نائبة رئيس «نادي القلم» في البرتغال ما بين 2012 و2014.
ممثلة «الحركة العالمية للشعر» والمندوبة الثقافية للمعهد الشعري لبنيدورم في البرتغال عضو شرفي في «دائرة كتاب الموزمبيق في الشتات». حاضرة في أكثر من 100 أنطولوجيا شعرية داخل البرتغال وخارجها، تعد من الأصوات الشعرية القوية في الساحة الشعرية البرتغالية ولديها ما يزيد عن 42 كتابا في الشعر والترجمة والنقد. أخرجت العديد من الأنطولوجيات الشعرية كما اضطلعت في تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية واللقاءات الشعرية داخل البرتغال وخارجها.
المرأة الأسطورة
كنتِ الليلَ وكنتِ تبسمين بعيون مخرومة بسنابلِ الوقت
أنتِ القناعُ، العطرُ، الفم المجروحُ
الأرضُ الندية، اللحن الزُّلالُ
المِنسج السريُّ الذي كنتِ فيه تنسُجين صوفَ الأيام الخالصَ
أنتِ الليل، قيثارةُ الريح العظيمة كنتِ تضعين قدميكِ في زنابق الماء
تخرجين من البحر وترقصين في الرمل
ثم تسيرين في موج من بلور لتشعلي ضوء العالم
أنتِ الليلُ، الضوءُ، الريحُ
كنتِ تبسمين وتغطين عيونك بأفاع
أعتقتْ خيولا راحتْ تعدو
تحت قمرٍ وتفاحٍ ذهبيٍ
أنتِ الليل وأنتِ الصمتُ
كنتِ تعرفين الأقنعةَ والزنازين
كنتِ تعرفين السلاسل والسجون العذْبةَ
ورجْلاكِ كانتا تطآن أوراق الحمى
في زرقة السماء
عنزة عمياء
عصفور تحت جلدي يتغنى بموتي
زنبق يرتطم بهيكل الملائكة
قضْمٌ حتى النهاية
نصْبٌ مخروم قفزَ فوق الأسوار
وصل إلى الجانب الآخر
أتلاشى بعدها في حقل من الذرة
شربت عصير الرمان
وأنا أطفو فوق أنهار النسيان
في الليطي ٭ من يعرفه؟
صغت الشمسَ، الشعرَ
الجسدَ، اللغزَ، الكلمةَ
بنظرة سريعة
رأيت الحب والمسافة التي تنتظرني
بين عواصف الذهب
وهدير البحر والبخار المحروق
في الشاطئ المغمور بالطحلب وقطع العنبر وغربان البحر
تغني الغيوم داخل شَعري
وتحفر أظافري في هذيان السماء
ما بين الكمنجات وتوت العليق وربيع الشمس يبسم وجهك تعوي الكلاب عميقا
في القبر اللامع للظلام
قيثارة
كل شيء يولد من صمت عظيم
من الزهرة التي ترتطم بوجهك
من فوهات البراكين التي ما يزال الماء فيها حيا
يفرز اليشم الذي يتنبأ بالساعات التي تغذيك
والزمن الذي يطاردك والقيثارة التي تقولك
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى
أنا البقية الباقية من كلمة عديمة الجدوى
ولهذا فأنا أنام تحت يرابيح٭٭
الليل الهائل
لست الآن سوى بذرة لقاح في أجنحة السنونو السوداء التي تطير وترفرف
في الأوردة الزرقاء لألفتها السرية
تحليق
قرأت في تحليق الطيور علمَ الكهنةِ القديم
منذ قليل ابتكرَ الصمتُ العالمَ
لذلك يجب المُضِيُّ وابتلاعُ الثلج والضباب
ولآلئ المطر حتى في الشتاء تلمعُ نزواتُ الحظ وتتسع قطراته
يتجدد القمر تستفيق زهور الشتاء
تجذبُ السماءَ بين الأزرق والخوف
بين الخطوط المتداخلة التي تفرغ الأسود
وتفرز البحر والصَّدَف
في النَّفَسِ المخاتل للأوهام النجومية
إلى أنجيلا فيكيرا أيْمريش٭٭٭
لا نعلم شيئا عن خيوط الشمس
عن الساعات الطوال عن الغيوم ودوامات الرياح في السماء
فقط بلور الكلمات ما يشعل دمك
بشجر البلوط الحلو وشجر الكستناء في أرضك ذات الروائح
في بيتك تتنسمين الظل البنفسجي
والنور البريء وتكتبين في الليل غناءك
زاوية عارية حيث تصنع الخطاطيف عشها
وفي صم تقلِّب في عينيك هجرتها الربيعية.
نبات قفاز الثعلب
قلتَ لي إنك كنتَ تقرأ الغيوم في وجهي
أن المطر كان صمت شفاه زرقاء
أن ازرقاق الأحلام كان يغطيني
كان ذلك صحيحا!
كنت تقرأ جراحي
ليل حِرابي
صمتيَ الأبيضَ
نباتاتي القاتلة
كنت تقرأ دمي الضبابي
الشتاء والملاءات السوداء
حيث تتعمق الظلال الغادرة
كنتَ تقرأ الليل والغيوم
تماثيل أبي الهول المحاصرة في مناسج الأزهار والسموم
كنت تقرأ كذلك أحجاري
أحجار الجمشت الضوئية
في زوايا البحر ي بنفسجات الجنوب
في الملاءات البيضاء وآيات الشمس التي كانت تبتسم لي
وصلات زرقاء
إلى ألفريدو ألينكار
بلسم أنت سائل أسود
خمرة، كمنجة هدية الضباب
وصلات زرقاء تقود خطاك المحاصرة بحركة مدك وجزرك الحمراء
بصموغك العطرية وشجرك السري.
الحمامات البيضاء التي تشكل أجنحتها
تطير في سمائك
بلسم الأعشاب الغريبة أنت
بذرة الطين والصُّهارةِ
تحت تخوم سلامانكا
تلمس شفاهُك الأرضَ والخمور الحمراء
تستخرج الضوء والفانيليا والعطر
تنخر الثلجَ والطيور
تنير المصابيحَ والقواقع الغريبة
وتأتي باسما برغبةٍ
تتحدث عن منفى الشمس
تتذكر الجبال الوعرة والأجراف
تتذكر الجراح في نبضها الحاد العميق
كلمتك هي الشق الذي تغرق فيه الأحجار في الرمل
في الشوارع في الزهور في الدرابزين الحديدي. يستفيق القمر في مجاريك الرائقة
في معادنك الصدئة
وفي الشجر الكثيف
حيث الآلهة القديمة لا تنسى
في النسغ النافع لشراب الأحلام.
سلامانكا
في أبراجها الشديدة الانحدار
وساحاتها المضيئة
سلامانكا قصر مفتوح مضيء ومنتبه
طِرس غريب
زهرة التاريخ
لغة الكون التي لا تكف عن النمو
ساحتها الكبرى
محج الحكماء ومسافري الروح وعمال اللؤلؤ والفلاسفة والسحرة وسكان العالم
في سمائها تجرب الطيور أعلى طيرانها
في نهرها – نهر طورميس –
تغني الضفادع
في هذا الركن الذهبي يتناسخ العالم
في تعاقبه المتواصل
في أسوارها الصدفية تنعكس الأوركيديا البلسمية وينعكس الزمن
وحركة المد المدلهمة والقمر الوضاح
سماؤها الروحانية
تحتفي بالزهرة غير المرئية
لمسارات مصابيحها الدموية.
هوامش:
٭ الليطي: نهر في الأساطير اليونانية، من شرب من مائه فقد الذاكرة.
٭٭ يرابيح: جمع يربوح أو لُفاح وهو نوع من النباتات الغريبة الشكل التي حامت العديد من الأساطير حول قدرتها السحرية والعلاجية.
٭٭٭ أنجيلا فيكيرا أيْمريش: كاتبة إسبانية من بلاد الباسك (1902-1984) تمثل تيارا شعريا ظهر بعد الحرب الأهلية الإسبانية ويسمى «بتيار الشعر المقتلع»
شاعر ومترجم مغربي
أقرأ هنا بمتعة جليلة فائقة نصوصا شعرية في منتهى الجمال والروعة، من الشاعرة البرتغالية المبدعة ماريا دو سامييرو باروسو، نصوصا شعرية أجملَ وأروعَ بكثيرٍ، حقيقةً، من (القصائد) التي نجدها في هذه الزاوية الثقافية بالذات – هذا على الرغم من أن ترجمة هذه النصوص إلى لغة أُخرى تُفقدها الكثير من جمالها الشعري الأصلي !!
مع التحية والتقدير للسيد محمد العربي غجو على جهوده اللافتة لإنجاز هذه الترجمة
وأنا أويد كلامك يا أخت نينار إسبر بأن أشعار ماريا سامييرو باروسو هذه قمة في الروعة والجمال بالفعل فهي تخاطب الأفكار الإنسانية المطروحة بطريقة شعرية دالَة
أشعار جميلة ، وترجمة جيدة عموما !!
كلمة ادا سمحثم شكرا وكدالك الكاتب الشاعر المحترم الدي بدل جهد ا كبيرا في ترجمة هده اللوحة الشعرية التي رسمت بلغة الخيال وبلغة الجمال وكدالك الشاعرة المحترمة أقف وقفة أحترام وأعجاب في وجه الشعر الدي فتح قلبه الواسع من الداخل للمرأة وأدن لها بأن تغني بأعلى صوتها في فضاءه الواسع فهل غنت نعم والله أحسنت نعم وبلغة لاختصار الترجمة لاتمحي المعنى تظل كما هي وممكن ان يكون نقص في النغمة الموسيقية رتلت اللوحة بصوتي ولم يسمعني أحد ألا نفسي .
الأخ بلي محمد أنت تقول (الترجمة لاتمحي المعنى تظل كما هي وممكن ان يكون نقص في النغمة الموسيقية) !!
أفيدك فائدة بأن الأخت نينار إسبر لا تتكلم عن المعنى بل عن الجمال الشعري حين قالت (هذا على الرغم من أن ترجمة هذه النصوص إلى لغة أُخرى تُفقدها الكثير من جمالها الشعري الأصلي) فيرجى فهم المكتوب جيدا قبل المجازفة بتعليق يكشف مشكلاتك في الفهم !!
شكرا القارئ المحترم فاالكمال لله وحده رغم اننا لسنا من الشعراء المتميزين نكتب على حسب الفهم ومحبة في الشعر الجميل الغني باالحب والجمال مرة اخرى شكرا وكدالك المنبر
الشعر الذي لا يشبه أهله ليس بشعر.الشعر مثل القران إذا ترجم فقد معانيه وصوره الحقيقية. كل قصيدة عربية نشرت في القدس افضل من كل قصيدة مترجمة ولو كانت لشاعر أوربا كلها.الفاقدون لحاسة الذوق لا يفرقون بين شعرنا العربي وشعر الاخرين
ترجمة جميلة مبدعة وأنيقة من أخي الشاعر محمد العربي غجو.