قصائد من أرض التباب

حجم الخط
0

أرض التباب
ونسيتُ ظلي،
كان وقت العصر ِ
يرفع بُنْدَ أحمرهِ،
ويسْبـِلُ ما تراخى
من حجاب ِ الليل…
قلبُ الليل حين أفاق لم
يلقَ الذين يرافقونَ
النجم في الأسحار ،
رشحُ ثُمالةٍ في الكأس ِ
لونُ دمي ،
هنا انتفض الذين نسوا
شروق الأمس ،
فامتزجوا مع ما سال في ظُلَم ٍ
إلى الأحشاء جمراً
قد تأجَّج بين بحر ٍهادر ٍ
وصدور من عدِموا
خطى تمشي
إلى الإصباح يطعنها ظلامٌ ،
مال جيشُ الفجر ِ،
إذ نشر النهار الرايةَ
البيضاء يا ظلي،
ولا ظلٌ هناكَ
مع سوادٍ لا يرى
ما تحمل الأيامُ :
قد عمِيَ الزمانُ
وهذا اليوم أحمسُ فاجرٌ.
نارُ الظلام به تَدُكُّ تدُكُّ
عمياءَ ـ ياطهرَ البراءةِ ـ
عاصفٌ قطع الرؤوسَ
وداس كل الزهر ِ
هذا العصرَ فانتشر التَّباب.
ــــــــــــــــ
24/05/2013
ـــــــــــــــــــــ
2 ـ الرعد والأموات
***
يا أرضُ ما يُدريكِ
ما تأتي بهِ سحبٌ،
تداعتْ تحت إظلام ٍ
تخيفُ رعودُهُ
موتَى بإيحاء ابتعادِ قيامةٍ
يتطلعون لفجرها
من ألفِ عهد ٍ،
يُغرقُ الموتى ظلامُ اليأس ِ
ما تهاوى النجمُ
و اندلعتْ بروقٌ…
مزَّقت جسدي
وغنَّت في السراديبِ الشياطينُ
التي ادَّعتِ الطهارة
زيّفَتْ ضوء ً أصيلاً ،
لم تضع في الأرض ميزاناً،
فدُمِّر أجملُ الأزهارِ،
كُمِّمَ ساحرُ الألحانِ:
أين عذوبة الألونِ
يا روحي؟
وخيف تنفُّس ُالصبحِ القريبِ
بشهوة الإبداع يا أرضي
رأيتُ الومضَ بين يد ٍ
تُحوَّلُ برْقَ ما ندعو إلى دخَّانْ.
ــــــــــ
23/05/2013
ــــــــــ
3 ـ ‘بين السواقي’
***
طار الصغيرُ على جناح الحُلم ،
يعبر بالغناء الحلو هذا الدربَ،
يحملهُ إلى دنيا جمال ٍ في الدواخل ِ:
من هنا مرَّت خطىً
جاءتنا بالأطفال: من يخشى المضائق؟
رفرف العصفورُ لا أشجارَ بين الدور ِ
لكن اصطفاف الزرع في
فوضى البساتين القريبةِ
منذ بدء الناس تمنحه الهدوء ،
فتنشد الأغصان فوق ربا
ومنحدراتنا ممتدة الأغصانِ:
هذا الجو طلْقٌ هامسٌ
والأمنياتُ بلون ما يأتي بهِ حُلْمٌ
وما ضاقت سبيلٌ في الطفولةِ ،
غنِّ لي يا طيرَ هذا الفَرْع ِ
إن حقولَ أغنيتي تعبُّ الشمسَ
من أجواءَ يجري النهر في أحضانها
إن الشرايين السواقي هاهنا،
لم نخْشَ جدباً يا طريق غدي
إلى رؤيا بها بشَّرْتُ ما جرَتْ
السماء هنا بأمطار ٍ،
وعمَّ الماء تُربةَ حالم ٍ
بالسيل ِ يُشبـِعُ إذ يجود.
ــــــــــــ
23/05/2013
ــــــــــ

4 ـ في حومة’ريف الصبَّانين’
*ـ*
.
في كل مُنحدَر ٍ
هامَت سوَاقٍ
بما أغْنى الهواءَ
بـِروْح ٍطيِّب النًّشْـــــر ِ:
أبهى الصفاءِ،
برَبْــــوَاتٍ
تَرنَّمَ فيـها القلْبُ
عِشْقـاً
لِيُؤتَى رائعَ الشــــعر
ــــــــــ
18/05/2013
ــــــــــــــــ

5 ـ إلى ‘حومة ريف الصبَّانين’ ثانيةً
***
(بمناسبة مهرجانها هذا الربيع)
***
للماءِ،
الآنَ هُنا،
في الصبَّانينَ وكلِّ جناحْ
أخضرَ كانْ
أم طافَتْ من فوق ِالدور ِ
عليه غيومٌ سوداءُ
حكاياتُ أيادٍ عبثَتْ في مِلْكيَةِ الآباء
فانهلَّتْ من حول الطرقات بهِ،
من أمطار الدمع جراحٌ
في ذاكرة ذبُلَتْ أحلامٌ
فيها بين حدائِقَ كانتْ للأضواء
ورقْصاتِ فَراش ٍ
فذوَى الخصُب وما انزاحَ الجدبُ،
حتى اشْتعلتْ في غضبٍ أرواحٌ
ليس تهاجمُ صادقة ًمن أعماقٍ
نحو الوثن المُتحجِّر بالآفاقْ
لكِنْ…. تبقى الأغنيَّةُ
صادحة ً في القلبِ يُمازجُها الحُبُّ
يُلبسها ضوءَ وشاحْ
حتى يمتدَّ الجسران ِ
قريباً أوْ تقتربَ الضَّفَتانْ
لتَروي قلبَ الإنسانِ
ينابيعُ الأفراحْ.
20/05/2013
***
6 ـ عودة الطفل
ـــــــــ///ــــــــــ
كان الصِّبا في ما تبقَّى
من وميض ٍ في عيون الشيخ ِ
يدعو حسرةً،صوراً من الماضي:
ارْقُصي في البالِ
يا ألوان أفراحي
فراشات ٍ ترفرفُ كيْ
تعود إليَّ خُضرُ رؤايَ،
صوتَاً شدُّ أجنحتي
بوُسع الروح ،
كانت فرحتي
بالأمس تخطو أو تطيرُ ،
فَشَبَّ في الأعماقِ
حزنٌ مطفيءٌ
أضواءَ ماعاشتْ
بهِ آمالُ شيخٍ
قد تكسَّر كلُّ حلْم ٍ
بين كفَّيهِ
وعاد الآن ومضٌ دون لون ٍ
كانَ كالمسحور في أجوائه.
يا أيها الولد البعيد اذهبْ
بعيداً عن كؤوس صِبا ،
فلا ذكرى إذن تُروَى
إذا جفَّت عيونٌ من شعاع.
ـــــــــ
29/05/2013
ــــــــــــــــــــ
7 ـ أزهارٌ تحْتَ النار
***
هذا الذي يطغَى من الألوانِ
سيِّدُ هذه الأكوانِ!!!
يصبغ خاطر الرؤيا:
روائحُ من مذابح روَّعتْ روحي ،
ففي نظرات عين ِالذابح ِالإنسانَ
إصرارٌ على كسبٍ تراه الحرب حقاً
في رؤوس أينعتْ، والشاة يفنيها
سماعُ الرعدِ قهقهَ في سحاب دم ٍٍ ،
وبرقٌ في يد السفَّاح ِ،
يا أزهار أطفالي ،
وسوط الثلج يجلِدُ بسمة ًفيكُنَّ،
يخنِقُ فرحةَ الدنيا،
لتجمُدَ دمعة في العين ،
زيَّفَ حاجبٌ ما أسكتَ الأمطارَ في مجْرَى
بما تمتصُّ شاهقة ًكمجنون ٍ
بملء فم ٍ، وهل يسقيها كرُّ السيلُ؟
لا يُروَى الطغاة!!!
وذاك من عدْل ٍ يضاعفُ محنة ً
في الساح والقيعانِ،
أيُّ جريرة أن يولد الإنسانُ
ملتحفاً عراءً!!!
يا لضعفي … كيف أفدي من فظاعاتٍ
بنبض القلب أزهاراً تحبُّ الضوءَ،
تُنكرُ بابتسام ٍ فاتن ٍ
ما يُسبغُ الطغيانُ من ألوان؟
ــــــــــ
30/05/2013
ــــــــ
8 ـ استراحة المحارب
****
متضرِّعاً كابرتَ
أن تشكو لظىً
تشتدُّ في الظلماتِ
وقْتَ سكونِ معترك ٍ
تأجَّجَ في الصميم ِ،
تركتَه يوماً ليظهر أمرهُ
في الناس ِدون ردىً يهدُّ،
ظلِلْتَ مشتبكاً،
ولم تخش الغمار َ وأنتَ
تنهضُ للرياح وللصواعق،
كُنتَ مُذ صِغر ٍ
وطِئتَ الشوكَ
والصخرَ المفتّتَ تحتَ
أخمص ِحالم ٍ
فيكَ انتهَى لعناق ِ مجهول ٍ ،
ولا حبٌّ لتشتعلَ الخطىَ
بمباهج الآتي المضيءِ،
تحطُّ من عِبءٍ تَنُوءُ به
صدورُ الخلق ِ
تطويهِ:
فتُنهي غربة ً
في ظلِّ مجبوبِ.
02/062013
ـــــــــ
9 ـاستِماتةٌ
***
تَتغيَّر الأشياءُ:لكن ها أنا متجذرٌ في
الأرض تحميني وأحميها …
أجابه ما تعالى أو تضاءلَ،
أدفع في اصطبار ما تجمَّد من خيار ٍ
في مذابحَ حٌطِّمتْ فيها
جرارَ دم تصبُّ شرار ها
سيلاً يفيضُ على
روابيها
التي غاصتْ بويْلاتٍ،
وكان الحبُّ فيها أن نعانقَ
حينَ نغرَقُ
في اغتراب أمنياتٍ :
أخفَتِ الطرقاتُ
وعدَ من سبقوا إلى أحضان حاميها ،
فتدلِفُ عند منحدر ٍ عيونٌ عُلِّقَتْ
في البدء خلف نوافذٍ كانت هنالكَ
ترقب المارين َ تعرف بينهمْ
شبحي النحيلَ،
وقد عدَوْت ُ إلى منازلها لأفديها ،
مضى خطوي خفيفاً ذاهلاً
في همس عصفور الصباحات بكَى ،
وقد ألقت إليه نسمةٌ عجلى
نبوءة من حماها من بنيها :
ستختطف الجنائزُ من أحبُّوها،
فتلبس بانهيار وداعةٍ فيها
الهوانَ بما سيُمحى من مغانيها،
فبيتُ الروح يهدم في
الدواخل ِ قبل أقصاها ونائيها
02/06/2013
شاعر من المغرب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية