«قصة ثوب» تسترجع ذكريات وأساطير من صور وقرطاج وبعلبك وبيروت مع الفنان جهاد الأطرش

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت -«القدس العربي»: تحت عنوان «قصة ثوب» نظمت «جمعية لبنان العطاء الخيرية» سهرة في متحف الأمير فيصل أرسلان في عاليه، سعياً منها لتشكّل هذه السهرة مهرجاناً سياحياً جاذباً في إطار إنعاش السياحة، التي تتراجع بسبب المواجهات العسكرية في الجنوب.
وجاءت هذه السهرة لتحمل بُعداً ثقافياً فنياً مترافقة مع الحملة الوطنية للسياحة تحت شعار «مشوار رايحين مشوار». وقد وصل المشوار إلى مدينة عاليه التي اشتهرت بلقب «عروس المصايف».
وقد رعت هذه السهرة المميزة رئيسة الجمعية الأميرة حياة أرسلان محاطة بابنتيها الأميرتين غنى ومدى، وشارك فيها وزير المهجرين عصام شرف الدين وممثلة عن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير وعدد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والإعلامية في منطقة الجبل وخارجه.
وتولى الفنان القدير جهاد الأطرش تقديم البرنامج بأدائه الرفيع وأسلوبه الدافئ، شارحاً قصة كل ثوب لشخصيات لبنانية ميّزت تاريخ لبنان وترتبط بمناسبة معينة أو شخصيات من الأساطير، مثل ثوب ملك صور «أحيرام» الذي اعتمد اللون الأرجواني الذي اكتشفه الفينيقيون منذ 1200 سنة قبل الميلاد بالصدفة ومن صدفة، واعتُمد كلباس ملوكي، كذلك قصة «أليسار» ملكة قرطاجة وعشتروت وقصصاً مشابهة، بحيث ترتبط قصة الثوب بذكرى معينة وتملك صاحبته صورة توثّق الذكرى في وقت تولى شبّان وفتيات يجسدون الملك أحيرام وحاشيته أو الملكة أليسار المرور بين المدعوين بعد نزولهم عن الدرج وهم يرتدون الثياب التي ترمز إلى تلك الحقبة التاريخية البعيدة أو القريبة المدى.
ولم تغب عن السهرة حكاية الثالوث الإلهي البعلبكي فينوس وباخوس وجوبيتر، الذين تأسست على اسمائهم معابد في قلعة بعلبك وما ترمز إليه هذه المعابد لآلهة الجمال والحب والخصوبة وأكبرها معبد جوبيتر، الذي بقيت أعمدته الستة الضخمة ماثلة للعيان. وتخلل نزول فينوس يحيطها جوبيتر وباخوس والحاشية بث أغنية فيروز «بعلبك أنا شمعة على دراجك».
كذلك حضرت في الختام قصة بيروت، حيث قال الفنان جهاد الأطرش «إن قصة غرام هي وراء تكوين مدينة بيروت»، مضيفاً «تقول الأسطورة إن إله جبيل هام حباً بالآلهة بروث وتزوجها ومن فرط حبه لها بنى لها مدينة على الشاطئ وأسماها بيروت، وهي من خوفها على مدينتها منحتها لإله البحر ليكون حاميها. وقد لبست ثيابها الملكية باللون الارجواني وأخذت تجوب الشواطئ مع حاشيتها وحيث كانت تتوقف كانت الجموع تلاقيها للسلام عليها ومشاهدة جمالها الإلهي». وتابع «تعددت معاني اسم بيروت ودلالاته وكثرت فيها الآثار وتعددت من الفينيقية الهيلينية والرومانية والعثمانية والعربية، وقالوا إن بيروتوس تعني الآبار، وبالسامية كانت تعني الصنوبر، حيث ما زال حرش الصنوبر أحد معالمها، وأطلق عليها الرومان لقب «أم الشرائع»، أما العثمانيون فأطلقوا عليها لقب «الدرة الغالية» وصولاً إلى الشاعر نزار قباني، الذي خاطبها قائلاً «يا ست الدنيا يا بيروت»، حيث صدحت على الفور أغنية ماجدة الرومي «ست الدنيا» وسط تفاعل الحاضرين وتصفيقهم بسبب إثارة مشاعرهم وذكرياتهم.
وكان الختام مع الأميرة حياة أرسلان التي شكرت للحاضرين تلبية الدعوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية