لندن ـ «القدس العربي»: في المسألة السورية لا يزال موضوع تدفق اللاجئين الأجانب يحتل الاهتمام الأكبر من سياسات ومواقف الدول الغربية – الأوروبية والأمريكية.
ويضاف إلى هذا كيفية مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية حيث يطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس بتفويض من أجل قتال تنظيم الدولة الإسلامية، ليس فقط بالطائرات ولكن من خلال القوات البرية وهو ما سيناقشه الكونغرس.
ومن هنا تبدو تحذيرات الخبير نيكولاس راسموسن، مدير المركز الوطني لمحاربة الإرهاب تصب في جهود قتال الجهاديين، فقد حذر قائلا أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق يتجاوز العشرين ألفا ومن 20 دولة حول العالم.
وفي شهادته التي أدلى بها أمام لجنة الدفاع الوطني بالكونغرس قال إن هناك هنا 3400 من المحاربين الأجانب الذي التحقوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الجهادية يحملون جنسيات غربية، ومن مجموع هؤلاء هناك 150 أمريكيا أي بزيادة نسبية عن الرقم 50 – 80 الذي سجل العام الماضي.
وقال المسؤول إن وتيرة تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا تزيد عن حالات أخرى في أفغانستان والباكستان والعراق واليمن والصومال خلال العقدين الماضيين. وأكد المسؤول أن ساحات القتال الجديدة في سوريا والعراق تفضل المقاتلين من ذوي الخبرة والمعرفة بالأسلحة والمتفجرات.
وأكد المسؤول الأمريكي على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي في إقناع الشباب بالانضمام إليهم. وتتساوق تصريحات راسموسن مع مدير الأمن القومي جيمس كلابر العام الماضي وتحذيرات اللجنة الدولية لحماية الصحافيين من أن سوريا قد تحولت إلى «ثقب أسود» وخطر على الإعلاميين.
وفي المقابل تتناقض تصريحات المسؤول الأمريكي مع تقارير بريطانية لاحظت محاولات العديد من المقاتلين الهروب نظرا لشعورهم بالخيبة من العيش وتجربة القتال في صفوف الدولة الإسلامية.
قصة إريك
وفي هذا السياق تشير مجلة «نيويوركر» في عددها الجديد لقصة أمريكي سافر للقتال إلى جانب الجماعات السورية المعتدلة، فالجندي السابق إريك هارون (1982-2014) رفض نصيحة أمه مساعدة السوريين من الخارج وتوفير الطعام والدواء لهم.
رغم أن عمال الإغاثة مثل كايلا مولر التي أعلن التنظيم عن مقتلها وجيمس فولي وعبدالرحمن كاسيج لم يفروا من فظائع التنظيم. وعليه فقد بدأت قصة هارون الجندي الأمريكي السابق والشاب الأمريكي الذي عاش حياة مضطربة بدأت في كانون الأول/ديسمبر 2012 عندما وصل إلى نزل في اسطنبول والتقى ناشطا سوريا عقد صداقة معه «كنا نلتقي كل ليلة ونشرب حتى الصباح ونتحدث عن الثورة السورية» كما قال الناشط. بعد تسريحه من الجيش الأمريكي عام 2003 سافر هارون إلى كل مكان من لبنان إلى تايلاند حتى حط الرحال في إسطنبول. وقد تأثر هارون كثيرا بالمجازر التي ارتكبها الجيش السوري والتي «أصابتني بالجنون».
وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر اتصل هارون مع والدته في فونيكس وأخبرها بعزمه السفر إلى سوريا والقتال هناك، فمن خلال الناشط الذي تعرف عليه التقى مع أحد قادة الجيش السوري الحر الذي رتب رحلته من اسطنبول إلى غازي عينتاب ومنها إلى سوريا.
وعندما علمت والدته آن بالخبر عبرت عن خوفها، فأكد لها أنه يعرف استخدام السلاح. وعادت وطلبت منه الإحتراس بعد أن فشلت بإقناعه العدول عن رأيه وأخبرته بأنها لا تريد فقد أي من أولادها.
وأقنع هارون والدته بأنه سيقاتل إلى جانب رجال شرفاء يتلقون الدعم من الغرب والولايات المتحدة. و الموقف نفسه بدا من صديقته الإسبانية التي التقاها في بيروت حيث قالت له «إنك مجنون» ولكنه أجاب «عليك أن تكسري البيضة حتى تصنعي العجة».
حياة مضطربة
تظهر قصة هارون التي جمع خيوطها الصحافي نيكولاس شميدل كيف تداخلت الحياة المضطربة والبحث عن المغامرة والجاسوسية والتعاطف في الساحة السورية، وتبدو قصة هارون عادية إن كانت عن شاب انضم للجماعات المقاتلة في سوريا، لكنها أكثر من اعتيادية إن عرفنا تفاصيلها.
وكان هارون يخطط لقضاء شهر في سوريا قبل أن يأخذ منها إجازة لأسابيع عدة. لكن قصة انضمامه للثوار السوريين تخفي وراءها طفولة مضطربة في المدرسة، فقد بدأ السرقة مبكرا وعثرت أمه على سكين بحوزته وقامت بتعنيفه.
واقتنى مسدسا في سن مبكرة مما أدى بوالدته إلى الرحيل إلى بلدة أوكس في ساوث داكوتا حيث دخل مدرسة مسيحية هناك. وبعد مصاعب حصل هارون على شهادته الثانوية. وفي عام 2000 سافر إلى ميسوري للتجنيد في الجيش وأنهى تدريباته فيه، لكن حياته في الجندية لم تستمر، فقد كان يرغب بأن يصبح جنديا في وحدات المدرعات وبدلا من ذلك تلقى تدريبا كميكانيكي. ورغم حديث والده داريل عن فترة جميلة في الجيش لابنه إلا أنه عانى من الكآبة ومن تعكر المزاج، وبحسب تقريره في الجيش فقد عانى من «مشاكل شخصية». وكان الجيش ينوي فصله من الخدمة إلا أن حادث سيارة هشم رأسه قبل أسبوع من القرار ودخوله المستشفى أدى لتخلي الجيش عن خدماته بسبب الإصابة. وتلقى هارون إعانة مالية شهرية 2500 دولار، وأعطاه الأطباء أدوية ضد الكآبة ومسكنات لمواجهة الآلام الناجمة عن العملية الجراحية في رأسه. بعد حياة العسكرية تنقل هارون في أكثر من وظيفة من سمسار عقارات إلى بائع سيارات، وأقام بعد انتقاله إلى أريزونا علاقة مع طالبة في الجامعة هناك، وعندما تركته أطلق النار على بطنه. ويظهر سجله قبل سوريا حياة مضطربة تتخللها سلسلة عنف واعتقالات وعلاقات فاشلة.
الشرق الأوسط
أثناء انتظاره المحاكم وجلسات الاستماع بدأ هارون بمتابعة الأخبار خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، وبدأ بالتساؤل عن مصير أصدقائه السابقين في الجيش ممن أرسلوا للعراق. وبدأ يبحث عن طرق للمساهمة. في عام 2005 ركب طائرة وسافر للكويت معتقدا أن تجربته السابقة في الجيش ستساعده بل اشترى بندقية وحملها في حقيبته.
وعند وصوله أعاده الكويتيون من حيث أتى. ورغم غضبه مما حصل له إلا أنه لم يرتدع وظل مصمما على المغامرة.
وفي عام 2008 سافر إلى لبنان بنية الدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت ولم يفعل هذا، وبدلا من ذلك تجول في العاصمة ونواديها الليلية وتعرف على الرحالة الأجانب فيها. وفي إيلول/ سبتمبر من ذلك العام رافق صحافيا يابانيا إلى مخيم شاتيلا. وفي هذه الفترة بدأ هارون يقدم نفسه على أنه من أصل لبناني رغم أن أجداده جاءوا من أوروبا، وبدأ كذلك بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين وسافر إلى غزة وكتب لوالدته إن «النار أطلقت على الأطفال وهم في الشوارع». في تشرين الأول/ أكتوبر 2008 عاد إلى الولايات المتحدة وبعد ثمانية أشهر اعتنق الإسلام في جلسة صغيرة عقدت بمركز توسكان الإسلامية، ولم يلتزم بالشعائر الدينية واحتفل بإسلامه بأن شرب حتى الثمالة في حانة، ولم يصل أو يمتنع عن أكل الخنزير أو الصيام في رمضان.
وعندما كان يناقش الأمور الدينية لم يكن مقنعا. ففي عام 2013 عندما سأله مراسل إي بي سي عن معنى الجهاد قال «يتحدث الناس عنك وكأنك بن لادن»، وأضاف أن الجهاد يعني «الجهاد باللسان».
ووصف روبرت يونغ بلتون مؤلف كتاب «أخطر الأماكن في العالم» إسلام هارون مثل شخص ينتقل إلى مدينة جديدة ويصبح مشجعا لفريقها الكروي، أي محاولة لأن يكون له علاقة بالمكان. وتشبه علاقة هارون بالإسلام علاقته بالجيش فهو لم يكن قادرا على الالتزام بالقواعد ولكنه كان يحب الصداقة والأخوة في الجيش.
وكتعبير عن انتمائه للإسلام رسم وشما بالأحمر على ذراعه «الله». وفيما بعد أخبر محققا بأن هذا الوشم يعبر عن الدم المسلم المسفوح.
مع الربيع العربي
في كانون الأول (ديسمبر) 2011 سافر ومع بداية الربيع العربي إلى تونس ومصر، حيث سكن القاهرة في نزل قرب ميدان التحرير. وقال إنه شاهد الشرطة المصرية وهي تطلق النار على الأولاد وأنه ساعد بنقلهم إلى مستشفى ميداني.
وفي أثناء التظاهرات كسرت يد هارون وسجن مع طالب بريطاني اسمه توماس وود، وفي الزنزانة بدأ يتناول المخدرات. وفي هذه الفترة بدأ هارون يتحدث عن سوريا بنوع من الحماس، وقال إنه يجب على أمريكا مساعدة السوريين، وأخبر وود أنه من أصل لبناني. ورغم إعجاب وود بهارون إلا أن تعاطيه المخدرات ومزاعمه الكاذبة عن أصوله العربية جعلت الطالب البريطاني يعتقد أن إريك هارون يعاني من «أزمة وجودية».
وعندما أفرج عنهما ترك هارون مصر وقضى الصيف متنقلا بين قبرص والأردن ولبنان. وفي بيروت تعرف على مدرسة «يوغا» اسمها تيريزا ريتشارد.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2011 عاد إلى أمريكا وانتقل للعيش مع أمريكي ـ عراقي في مدينة سكرمنتو، ولكنه لم يطق الحياة في الولايات المتحدة، وكان يريد شيئا يملأ حياته.
وعندما زارته صديقته ريتشارد في كاليفورنيا بدا بعيدا عنها ونصف نائم، حيث اعترف لها بعد عودتها لبلادها أنه أصبح مدمن مخدرات ودخل المصحة. عندما أتم العلاج سافر في حزيران/ يونيو 2012 إلى تايلاند وكمبوديا وفيتنام. وفي مدينة هوشي منه أصيب بحشرة عرضت حياته للخطروظن أنه سيموت ولكنه تعافى.
وبقي في غرفته بالفندق يتابع أخبار سوريا، وكتب لوالدته «أحد أصدقائي خسر كل شيء في الحرب» وشعر بالحزن لمصابه. وفي هذه المرحلة لم يعد هارون قادرا على البقاء متفرجا واتصل مع صديقه في سكرمنتو وطلب اقتراض ألفي دولار من أجل العودة إلى أمريكا، وبدلا من ذلك اشترى تذكرة وسافر إلى اسطنبول.
ليس الأول
لا يعتبر هارون الأول ممن يجذبهم حس المغامرة والمشاركة في الحرب، فهناك أمثلة متعددة عن طلاب وشباب رأوا في الحرب طريقة لإثبات رجولتهم. كما انضم عدد من الأمريكيين للجماعات الجهادية مثل جون وولكر ليند الذي انضم للقاعدة في أفغانستان بعد سفره إلى اليمن والباكستان واعتقله الأمريكيون عام 2001 في مزار شريف.
وهناك أدم غادان، وعمر حمامي الذي انضم لحركة الشباب الصومالية.
وعلى خلاف هؤلاء لم يكن هارون جهاديا بل رجل يحب المغامرة والنساء والشرب ويشعر في الوقت نفسه بالتعاطف مع السوريين.
وبعد وصوله إسطنبول غادرها مع صديقه الناشط إلى غازي عينتاب ومنها ركبا الحافلة إلى بلدة كلس، ودخلا منها سوريا مشيا ومن ثم بالسيارة إلى بلدة أعزاز، وهناك التقيا قائدا في الجيش الحر لقبه أبو كامل.
وتسلم هارون الذي لم يكن يعرف اللغة العربية كلاشينكوف وبندقية قناصة. عاد الناشط إلى تركيا تاركا هارون وسط مقاتلين لا خبرة لديهم بالحرب. وبعدها أعلن أبو كامل عن خطة للهجوم على معسر للجيش السوري قرب إدلب.
وسافر المقاتلون في عربات بيكب، وكان هارون في عربة مع مقاتلين مجربين ويحملون الراية السوداء. ولم تنجح العملية حيث أجبر الجيش السوري المقاتلين على التراجع.
وعندما بحث هارون عن أبو كامل لم يجده ووجد نفسه بمعية مجموعة من المقاتلين أخذوه إلى بيت آمن وجردوه من سلاحه وفتشوه وبدا وكأنه أسير حرب. وبعد أيام قررت الجماعة التي أسرته القيام بهجوم ضد الأسد، وأخذ المقاتلون معهم هارون.
ونجح الأخير بأنقاذ أحد المقاتلين الذي أصيب برجله وبعدها قبلته الجماعة. تطورت الأمور بالنسبة لهارون الذي ظهر في شريط فيديو بعد أسبوع من دخوله سوريا، وفيه هدد الأسد بالموت وأن أيامه أصبحت معدودة. وقال هارون لاحقا إن المقاتلين الإسلاميين أرادوا منه ان يلعب دورا مثل دور آدم غادان مع القاعدة. وشارك هارون بنهاية 27 كانون الأول/ يناير بمعركة قرب قاعدة الطبقة العسكرية، وسجل بعض وقائعها على هاتفه النقال، ولا يعرف كيف نجا من المعركة وبعدها عاد إلى تركيا. وفي تسجيل يقول إنه أصبح مطلوبا بعد قتله ضابطا إيرانيا. إلى هنا ينتهي الجانب العادي من حياة هارون، ويبدأ الجانب الآخر.
إلى إسطنبول
ففي شباط/ فبراير سافر هارون من غازي عينتاب إلى إسطنبول لمقابلة مسؤول أمني في القنصلية الأمريكية بهدف مناقشة تجربته معه خاصة انه توصل لاكتشاف أن من قاتل معهم في سوريا هم من أتباع جبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. وكان في هذا يخاطر بنفسه ولكنه اعتقد أن تجربته قد تحميه من المساءلة.
وكما هو الحال فليست هذه هي المرة الأولى التي يتصل فيها هارون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية ففي عام 2008 اتصل هارون مع «سي آي إيه» حيث كان يعيش في توسكان بعد عودته من لبنان. وكان الشخص الذي تواصل معه في حينه هو «وين»، حيث اكتشف الكاتب 40 رسالة بين هارون ووين. ولا تقدم الرسائل الكثير من التفاصيل عن العلاقة بينهما أو طبيعتها ولكنها تعطي فكرة عن التواصل المستمر بينهما.
ومن بين المعلومات التي ظهرت ما قدمه هارون عن رحلته مع الصحافي الياباني لمخيم شاتيلا. وتتكشف قصة هارون عن مؤامرات وأسرار ففي شباط/ فبراير2009 اقترح وين لقاء مع هارون الذي أرسل له خطة لتعلم العربية واعتناق الإسلام وهما مفيدان لشخص يتحرك في الشرق الأوسط بناء على طلب المخابرات الأمريكية.
وتظهر المراسلات كيف قدم هارون معلومات لمسؤوله وين عن تحركاته وكيف أنه اتصل في حزيران/ يونيو 2009 بالمركز الإسلامي في توسكان وتحدث مع إمامه.
«أف بي أي»
تظهر قصة هارون المدى الذي ذهب فيه ونشاطه وتقاريره التي أرسلها حيث التقى مع عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي أي» ودافع عن نفسه وأن لا علاقة له مع حزب الله ولكنه عبر عن رغبة بزيارة إيران خاصة بعد تعليقه علم حزب الله في شقته عام 2010 بتوسكان.
وقال إنه التقى أمريكيا من أصل هندي اعتنق الإسلام وأصبح شيعيا وله علاقة مع حزب الله. هذا هو السياق الذي يجب فهمه لمعنى سفره لاسطنبول في 12 آذار/ مارس 2013 حيث التقى في القنصلية مايكل كوليسار، عميل أف بي أي المقيم فيها، وفي اللقاء أخبر هارون المسؤول عن تجربته في سوريا وانضمامه للجيش السوري الحر وما حصل له عندما أصبح يقاتل مع جبهة النصرة. أحضر كوليسار للقاء مقالا عن هارون نشر في موقع «فوكس نيوز» وصف كاتبه هارون بالمحارب الإسلامي والناقد للصهيونية والذي كتب على صفحته في «فيسبوك»، «الصهيوني الجيد هو الصهيوني الميت».
واحتج هارون على كاتبي المقال إيلان بن زيون وغريغ تيبر اللذين عملا في «تايمز أوف إسرائيل» وقال إنهما حرفا كلامه. وأكد أنه يعارض القاعدة وعرض أن يجلس في فحص للكذب وأن يتم تحميل كل ما على هاتفه مقابل مساعدة الولايات المتحدة لأصدقائه في الجيش السوري الحر أو السماح بشراء الأسلحة من بلغاريا.
وعندها ذكر كوليسار هارون بقانون الحياد الذي يحرم على المواطنين الأمريكيين التدخل في شؤون الغير وجر بلادهم للحرب. في الوقت نفسه عندما ظهرت قصة هارون في «فوكس نيوز» بدأت الحكايات التي بناها هارون حول نفسه تتداعى حيث أخبر والده داريل الصحافة إنه ليس من أصل لبناني. نهاية قصة هارون جاءت في 18 آذار/ مارس 2013 عندما عاد مرة ثانية للقنصلية في اسطبنول لمقابلة كوليسار الذي استقبله هذه المرة بمعية لين هالاند المدعي العام الفيدرالي من منطقة شرق فرجينيا. كان أف بي آي مستعدا لإلقاء القبض على هارون، وقبل ذلك كان يريد ترحيله من تركيا أولا. ولهذا تركه يخرج من القنصلية. في المرة الثالثة عندما عاد أخبره المحققون بأن تركيا تريد القبض عليه لمخالفته قوانين الهجرة وهو مخير بين السجن في تركيا أو العودة إلى أمريكا.
عاد هارون مع المحققين حيث بدأ رحلة سجن ومحاكمة انتهت بصفقة أخرجته من السجن. كان هارون يخطط للعودة إلى سوريا مرة أخرى، ولكن المخدرات قتلته في النهاية حيث وجد ميتا في غرفته.
qal
إبراهيم درويش