قصص قصيرة جدا

حل

في المدرسة ذلك الولد السمين يهددني
يأخذ مصروفي عنوة
فكرت في حيلة ذكية
كل يوم أعطي مصروفي لشاب أزعر
يحميني منه

المنتحر

أريد أن أموت ويحملني الناس على أكتافهم إلى قبر أرتاح فيه.
هكذا كان يكلم نفسه
خرج ليشتري سما
تصادف وجوده في السوق مع إرهابي على وشك تفجير نفسه
انقض عليه وطرحه أرضا و…
حمله الناس على أكتافهم وهم يصرخون
بطل.. بطل.

لقاء

دميم الخلقة جداً
لم تقبل بي امرأة جميلة ولا حتى متوسطة الجمال أبداً
دائما كنت أسأل ما ذنبي؟
ذات يوم رأيت حسناء في الحديقة
يا الله! هي تشبه من أحلم بها كل يوم
لا، لا بل هي
نظراتها كانت تقول لي اقترب مني
دق قلبي بقوة، سرت رعشة في روحي، كدت أطير من الفرح
وقفت أمامها
صرخت في وجهي
لا تستعملني مرة أخرى في أحلامك.

ذهول

أيقظتني ابنتي بعد منتصف الليل لتخبرني أن الحرب قد انتهت
قفزت من فراشي وقبلت جبينها
أسرعت لفتح التلفاز على قناة الأخبار
صمت المذيع وحدّق في وجهي بذهول
صرخت..
تذكرت أنها ماتت في القصـــــف قبل ثلاثة أعوام.

خطأ

المهرج فعل مثل كل ليلة لكن الجمهور لم يضحك
ابتكر حركات جديدة بدون جدوى
عندما رفع يده ليمسح دمعة توشك أن تسقط
اكتشف أنه نسي أن يرتدي القناع.

ثقافة

على سرير واحد
هو حلم أنه بصحبة الشاعر كريستيانو رونالدو
هي حلمت أنها ضيفة على العشاء في بيت عارضة الأزياء أنغيلا ميركل
لم تنته الأحلام في ذلك البيت
في الغرفة المجاورة
ابنهما الشاب حلم أن صلاح الدين الأيوبي
سجل هدف الفوز لريال مدريد في الوقت بدل الضائع
نهض فزعاً وهو يصرخ ويشتم
لأن الحكم هارون الرشيد ألغاه بداعي التسلل.

ملاك

بحث رسام مبدع عن ابتسامة طبيعية وسط هذا العالم المثقل بالهموم
وجدها على شفتيّ طفلة
رسمها بدقة متناهية
لوحة أبهرت الناس بروعتها وذاع صيتها
دخل الرؤساء المعرض يبحثون عن اللوحة
الطفلة كانت تبحث عن ابتسامتها.

٭ كاتب أردني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رؤوف بدران -فلسطين:

    هارون الصبيحي: لقد اجدتَ اخي وابدعت, وبدوري انا كقاريء استمعت وسرحت في اعماق سطورك حد التماهي!! ووجدت بعض الشبه الحكمي من فلسفة جبران ..
    عافاك الله ..استمر, فانت شجرة ادبية عليك تزويدنا بثمارها الطيبة فالى الامام…والسلام.

    1. يقول هارون عبد اللطيف الصبيحي:

      شكراً جزيلاً أخ رؤوف بدران.

إشترك في قائمتنا البريدية