قصص قصيرة جدّاً

حجم الخط
0

تضامُن
أخذ صاحب العمل المواصلة في الصياح و الهِياج، بسبب خروج أحد العُمَّال دون إذنه. وقف كلبه بجانبه. تفرَّق العُمَّال بعد تلك المحاضرة عن الوقت والعمل. رجع الكلب مع سيده.عند صباح اليوم التالي، فُصِّل العامل، فتجمَّع العُمَّال هذه المرة لوحدهم. طالبوا مقابلة صاحب العمل، جاء مستنكراً و متأففاً. قال أحد العُمَّال :
إذا رجع المفصول رجعنا لعملنا
قال : إذاً أخرجوا الآن جمعياً
هاج العُمَّال ثُمَّ خرجوا جميعاً…. هاج الكلب ثُمَّ عضَّ صاحبه، و لحِقَ بالعُمّال.
تَجرُّد
بمنتهي التجرَّد، كتبَ قصيدة وطنية يُنعِي فيها الوطن والشعب، لخُنُوعِه و ظُلم الحاكم.
سُجِنَ. وبعد خروجه، عُرِضَ عليه منصباً كبيراً، فوافق
حَاوَل كتابةَ قصيدةٍ تُمجِّد الحاكم، أحضر الورق والقلم وشَرعَ في الكتابة… بعد عدة كلمات… توقَّف القلمُ…إلتفَّتْ أطرافُ الورقةِ فَتجمَّعتْ في وسطها… اندلق لونٌ أحمرٌ من القلم بأنين… و عَمَّ الورقة.
قُبلةٌ حارةٌ
بدأتْ تكرهه، حين بدأ في الانزواء.
كان يُكثرُ من إغلاق الغرفة عليه.
بالغرفة فقط قارورة ماء وورقة وقلم وجهاز حاسوب محمول.
السهر والإرهاق ظاهرا علي وجهه.
لم تسأله، واكتفتْ بتوبيخه من التهرُّب من الواجبات المنزلية، أحياناً.
وهي داخل عربة التي تَقِلَّهنَّ للعمل، مدَّتْ لها زميلتها بصحيفة.
عند تصفُّحِها، طلبتْ وقوف العربة.
هرولتْ عادةً للمنزل.
وجدتْ نائماً، أيقظته بقبلة طويلة حارة.
مدتْ له الصحيفة قائلةً: متى تكتب ثانيةً، يا أحمد؟
في الصفحة الداخلية:
فوز القاص/ أحمد الحُسيني بجائزة القصة
و في التفاصيل مقدار الجائزة ستة ألف دولار أمريكي.
قرار
قرَّر النملُ عدم الخروج لاستقبال ملكته، بعد رحلة نقاهة في دولة أوربية، بينما النمل يعاني من الجوع و نفاذ مخزونه. أشار مستشار الملكة بمشورة ففعلتها.
أُقيمتْ سرادق عظيمة.أُعدتْ مكبرات الصوت للاحتفال.
لم تخرج ْ نملةٌ واحدةٌ، و لكن بعد هنيهةٍ… خرج َ جميعُ النمل للاحتفال، بعدما أفرغَ الفيلُ ما في خرطومه من ماءٍ في بيوت النمل.
شجب
سأل المسئول الكبير جداً حارسه:
ماهذا الهرج؟
أجابه حارسه و آثار الدموع علي عينيه:
إنَّ غزة قد قُصفتْ… و أهلها يُقتَّلون الآن…
صاح المسئول الكبير: لا يمكن السكوت عليهم أكثر من هذا…. أنا أشجب وأدين هذه الفعلة النكراء
ثُمَّ سألَ وهو غاضبٌ: أين مدير المكتب؟
جاء مدير المكتب مسرعاً.
قال له المسئول :
الآن….
اجلب لي فطوري.
رصاصة
كان يعلمُ بأنَّ مقالاتَه لَنْ تمرَ بسلامٍ.
نقلَ أُسرتَه إلى سَكنٍ آخرٍ.
في المساءِ، يَشعُرُ بأنَّ هناك قناصاً في البنايةِ المقابلة.
قال لنفسِه:
لنْ أتحوَّلَ لجرذٍ… لابد من المواجهة.
القنَّاصُ يُنظِّفُ بندقيتَه ذات المنظارِ الليلي.
فتحَ الكاتِبُ نافذةَ مكتبه، أعدَّ القنَّاص بندقيته.
وقف الكاتبُ على النافذةِ، فتحَ صدرَه، صوَّب القنَّاص عليه.
خرجتْ رصاصةٌ فأصابتْ….. القنَّاص في رأسه.
نظرَ الكاتبُ مندهشاً لقلمه، وجدَ حِبالاً مِنْ الدُخَان تخرج منه.
*قاص وشاعر سوداني
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية