وطنٌ منذ نعومةِ أظفاري،
ألقاني
في دربٍ لا يعرفُ عنواني
وطنٌ أتمنى أن ألقاهْ
لأعانِقَهُ حين أراهْ
لكنّي لا أُبصِرُهُ
إلاّ مرسوما فوقَ الأوراقْ
لا يسمَعُني،
لكنّي أسمَعُهُ
يتساقطُ دمعاً
فوقَ الحُلْمِ المتأجّجِ،
في روحيَ جمراً
آهٍ .. آهٍ،
آهٍ .. آهْ
غاباتٌ عمياءَ، وبكماءَ، وصمّاءْ
ما زالتْ منذُ سنينٍ عجفاءْ
لا تُبْصِرُ لوناً
لا تنطِقُ حرفاً
لا تَسْمَعُ لحناً
لا تَنْشِقُ عِطراً
غاباتٌ مِعطاءْ
تتعذّبُ كي تمنحَ خيراً
ينهبُهُ الحرّاسُ وأولادُ الحرّاسْ
ويظلُّ جياعاً وعطاشى فيها الناسْ
غاباتٌ،
يتحكّمُ فيها الغُرباءْ
غاباتٌ كانت وطناً غدروهْ
داسوا أجملَ وردةَ حبٍّ فيهِ
وباعوهْ
٭ شاعر عراقي يقيم في ملبورن – أستراليا