فرساي: يتعين على هداف ريال مدريد الإسباني والمنتخب الفرنسي كريم بنزيمة الانتظار لأكثر من شهر لمعرفة مصيره، وذلك بعدما حددت المحكمة يوم الرابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر موعداً لإصدار الحكم بحقه في قضية الشريط الجنسي.
وطالبت النيابة العامة في فرساي الخميس بسجن بنزيمة لمدة عشرة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة التواطؤ في محاولة الابتزاز بشريط جنسي عام 2015 لزميله السابق في المنتخب الوطني ماتيو فالبوينا.
بنزيمة هو واحد من خمسة أشخاص خضعوا للمحاكمة بسبب محاولة ابتزاز حصلت في العام 2015، مما أدى إلى استبعاده عن المنتخب الوطني لمدة خمس سنوات ونصف.
وحددت المحكمة الجمعة في نهاية المحاكمة يوم الرابع والعشرين من الشهر المقبل لإصدار حكمها في القضية.
وخلال اليوم الأخير من المحاكمة، زعم محامو بنزيمة أن الادعاء فشل في تقديم أدلة كافية لإدانة النجم بالتواطؤ في محاولة للابتزاز.
وقال المحامي أنطوان فاي للمحكمة “يمكن للمرء أن يسأل ما الذي يهم الشعب الفرنسي حقاً في هذه القضية؟ الجنس؟ المال؟ كرة القدم؟، معتبراً أن الفرنسيين غير مهتمين بأي حال من الأحوال بالعنصر القضائي للقضية وبالتالي “نطالب بإسقاطها”.
وأضاف أن قضية الادعاء بنيت حول “مشاعر” فالبوينا، مخاطباً القاضي “لم يفت الأوان أبداً لتطبيق بعض القوانين. أنت الضمانة النهائية”.
وانتقد المحامي الآخر لبنزيمة، سيلفان كورمييه، “السيرك الإعلامي-القضائي”.
ولم يكن النجم العائد لمنتخب “الديوك” الذي لعب مساء الثلاثاء في أوكرانيا مع ريال مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا ويتحضر لمواجهة “كلاسيكو” الدوري الإسباني في عطلة نهاية الأسبوع الحالي ضد برشلونة، حاضرًا في فرساي خلال الأيام الثلاثة لجلسة المحاكمة.
ويُتهم بنزيمة بتشجيع فالبوينا على دفع مبلغ من المال للمبتزين الذين هددوا بالكشف عن فيديو حميم للأخير، وقد اعترف الأول حينها بتدخله في الموضوع بطلب من أحد المبتزين.
ولطالما نفى بنزيمة هذه المزاعم قائلاً إنه حاول مساعدة فالبوينا على الخروج من الموقف وليس الإيقاع به.
وقال فالبوينا في شهادته يوم افتتاح المحاكمة الأربعاء “كنت خائفاً على مسيرتي الرياضية، على منتخب فرنسا. كنت أعرف أنه إذا تم نشر مواد الفيديو، فسيكون الأمر معقداً بالنسبة لي في المنتخب وهذا ما حصل لاحقاً”.
وأردف لاعب أولمبياكوس اليوناني أن اختياره للمنتخب هو بمثابة “الكأس المقدسة للاعبين، وأنه “لم أكن أتخيل” تورط زميل له في مؤامرة ضده.
وتابع ابن الـ 37 عاماً مؤكداً أن بنزيمة كان “مصراً على جعلي أقابل شخصاً ما”، وأقرّ أن زميله لم يكن عدوانياً ولم يذكر المال، لكنه “عندما تحلّ مشكلة من هذا القبيل (…) فهي ليست مقابل تذاكر لمباراة كرة القدم”.
وقالت المدعية سيغولين مار أمام المحكمة “بنزيمة ليس شخصاً صالحاً حاول المساعدة. لقد عمل للسماح للمفاوضين بالوصول إلى هدفهم وللمبتزين بالحصول على الأموال”، مطالبة بتغريم بنزيمة بمبلغ 75 ألف يورو اضافة الى السجن لعشرة أشهر مع وقف التنفيذ.
ورد المحامي كورمييه في تصريحات للصحافة، معتبراً أن “النيابة العامة طالبت بعقوبة سخيفة وغير متناسبة، لا علاقة لها بهذا الملف”، مضيفاً “كنا نتوقع ذلك بعض الشيء”.
استبعد اللاعبان من منتخب “الديوك” منذ أواخر العام 2015 قبل عودة بنزيمة في كأس أوروبا هذا الصيف حيث خرج أبطال العالم من الدور الـ16 أمام سويسرا، قبل أن يحققوا في العاشر من الشهر الحالي لقب دوري الأمم الأوروبية على حساب إسبانيا في النهائي بقيادة بنزيمة، فيما بقي فالبوينا مستبعداً منذ حينها.
يستند الملف بشكل خاص إلى مناقشة جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2015 بين الرجلين في كليرفونتان، مركز تدريبات منتخب “الديوك”، ويُزعم أن بنزيمة أوضح خلالها أنه يمكنه أن يعرّف فالبوينا على “شخص موثوق”، وفقاً لما قاله الأخير في جلسة الاستماع، لمساعدته على “التعامل” مع أي نشر محتمل للشريط.
وزعم بنزيمة وقتها انه تدخل لدى فالبوينا بطلب من صديق طفولة له لجأ إليه المبتزون الذين كان الشريط بحوزتهم.
في مقابلة مع المحققين عام 2015، نفى بنزيمة تورطه وتساءل عن السبب الذي قد يدفعه للقيام بعملية الابتزاز لأنه “لديّ ما يكفي من المال. لست بحاجة إليه”.
(أ ف ب)