قطار أليسا السريع

أقف بين جيشين،
جيش انتهى للتوّ من ربط سفنه بشاطئ المتوسط،
وآخر حجبت رماحُ خيّالته الشمس عني، بعد أن قطع عُمْرَ العراق، ووصل حديقة بيتي الصغيرة.
إنهم يشربون الآن من خرطوم مررته بين نبتاتي النيّئة ويدوسونها،
فيما أقف في غرفة الجلوس، وأعدّل ببيونتي، كما يليق بِحَكَمٍ يقف بين مصارعَيْن!
أمرّر إصبعي على لوحة «القديس جورج» وهو ينتقم من التنين،
ويمرّ ببالي قطار أليسار السريع، من «صُوْر» إلى حلمٍ شيّق على هضبة قرطاج؛
لماذا غادرتِ بلادنا مسرعةً يا مولاتي؟
لماذا سحبتِ حريرك من أعمارنا، وتركتِها على حدّ أسياف الملوك، ومتِّ بعيدا بسيفِ شبقِ مَلِكِ الأمازيغ؟
يغيب صوتها، وراء نقيق المعاول على البرونز في أريحا،
وسكرات صبايا حلب، وهن يذكرن مآثر القدّيس الذي لا يجيء.
الجيش البرتقالي يقطع الطريق من الشاطئ إلى مكّة بكعوب عالية وغنج كافٍ لإيقاظ القرشيين الذين ماتوا في زمان الفتح.
وببيونتي تضيق،
والتنين ينهض من تحت رمح القديس،
الذي تحوّل إلى «سيلفي ستيك»
ابتسما
والتقطا صورة جديدة،
فيما الْتحم الجيشان بعناق طويل،
بين خيام الغساسنة والمناذرة

٭ ٭ من كتاب «هدنة لمراقصة الملكة»

شاعر فلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية