قطار البيع يهدد الأندية الرياضية المصرية

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: يبدو أن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر ألقت بظلالها على الأندية الرياضية، خاصة فرق كرة القدم. فما بين حديث عن إمكانية دخول مستثمرين إماراتيين لشراء أندية جماهيرية، واتهامات يلقيها البعض على منافسيه بالانتماء لجماعة «الإخوان المسلمين» تشكل المشهد الرياضي في مصر خلال الأيام الماضية.
تغريدة لرجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور عن إمكانية الاستثمار في الأندية المصرية، فتحت الباب للحديث عن إمكانية بيع أندية جماهيرية مثل الأهلي والزمالك، اللذين يمثلان قطبي الكرة في البلاد.
وغرد على صفحته الرسمية على «تويتر»: «ماذا لو تحولت نوادي كرة القدم المصرية الكبيرة إلى شركات مساهمة عامة؟ فهل ستحظى يا ترى بفرص أكبر لتتطوّر فنياً وتقنياً وتتمكن من تنمية مواهب اللاعبين الشباب بطريقة أفضل؟ وهل سيفتح ذلك أمامها آفاقا جديدة لتطوير مستوى اللعبة؟».
وأضاف: «فكرة لا بد من دراستها وتقييم إيجابياتها وسلبياتها، وكيف تعتقدون سيكون تقبل المشجعين لهذا الاقتراح؟».
الإعلامي الإماراتي عبد الله الكعبي قال عبر برنامجه التلفزيوني الذي يقدمه: «الزملكاوي يطالب بدخول مستثمر خليجي يكون راعياً لنادي الزمالك، وهناك اسم تم طرحه وهو الحبتور. أعتقد أن دخول المستثمرين الخليجيين ضروري في الدوري المصري».
وكان قد لفت إلى وجود عرض إماراتي لشراء حصة في نادي الزمالك، لكنه عاد وأكد أن الحديث عن الزمالك كان كمثال فقط.
وكتب على «تويتر» أن «خلف الحبتور لم يطلب شراء نادي الزمالك، وإنما طرح اسمه فقط كمثال للاستثمار الخليجي في الأندية العربية، على غرار ما حدث في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي».
وحديثه أثار جدلا واسعا، ففي الوقت الذي اعتبره البعض حلا لأزمات نادي الزمالك المالية، خاصة أنه معرض لوقف قيد اللاعبين بسبب عدم دفع غرامات مفروضة عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم، أعرب كثيرون عن رفضهم لفكرة بيع الأندية الشعبية.

الأزمات تلقي بظلالها على منافسات كرة القدم

وكتب المحامي الحقوقي جمال عيد: «صحيح أنا أهلاوي غير متعصب، لكني لا أتمنى للزمالك أن ينتهي مملوكا للإمارات وغيرها، الزمالك مصري». كما كتب الفنان المصري محمود عزازي: «مستعد لدعم نادي الزمالك مادياً بأقصى ما أستطيع». وزاد: «لو لم نتمكن من حماية مؤسسات وشركات ومصانع كبيرة ومهمة من البيع والخصخصة، فنحن نستطيع حماية نادي الزمالك».
وختم: «الخصخصة إكذوبة، الحقيقة إن أعظم أندية العالم وأنجحها دائما وباستمرار، هي الأندية المملوكة للجماهير».
لم يكن هذا هو الحديث الأول عن إمكانية بيع الأندية الجماهيرية، فقد سبق ولمح محمود الخطيب رئيس نادي الأهلي، لرفضه فكرة البيع،
إذ قال إن «الأهلي ليس للبيع» في معرض حديثه عن الأزمات التي يواجهها النادي العام الماضي، بعد سلسلة من الأخطاء التحكيمية التي تعرض لها فريق كرة القدم، ليبدأ المشجعون بالحديث عن ضغوط يتعرض لها الخطيب لبيع النادي.
وزادت التكهنات في مصر عن إمكانية بيع الأندية المملوكة للدولة، مع اتجاه الحكومة لبيع الأصول لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
الناقد المصري محمد القاضي قال لـ«القدس العربي» إن بيع الأندية يخالف اللوائح، وإن كل الأندية الجماهيرية في مصر تابعة لوزارة الشباب والرياضة، وإن مجلس إدارة الأندية المنتخب لا يستطيع بيع النادي.
وواصل: يمكن للأندية الاستثمار في شركات الكرة، من خلال طرحها في البورصة، وبالتالي، يمكن لأي رجل أعمال أو مواطن شراء أسهم في الشركات التي ستنشئها النوادي بعد طرحها في البورصة.
وينص قانون الرياضة على إمكانية إنشاء الأندية لشركات رياضية على أن تطرحها في البورصة.
وكان أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية قد قال إن هناك تواصلا دائما مع الأندية الجماهيرية من أجل وضع حلول للأزمات التي يعيشها كل ناد، وبالطبع أهمها الأزمات المالية.
وقال في تصريحات صحافية: «رابطة الأندية على تواصل دائم مع الأندية، والأندية الجماهيرية لديها أزمات منذ سنوات، وهناك حلول تم وضعها مع الأندية الجماهيرية سيتم عرضها على وزير الشباب والرياضة من أجل أن تكون كل الأندية لديها الإمكانيات للمنافسة خلال الفترة المقبلة». وزاد: «لا بد أن تكون هناك شركات للكرة وتكون بعيدة عن كل شيء داخل النادي، لا بد أن تكون هناك شركة للكرة في كل ناد من أجل زيادة الاستثمار».
وواصل: «بالطبع عندما يكون هناك استقرار مادي في الأندية الجماهيرية، سيكون الفريق منافسا بشكل قوي في الدوري، بجانب استفادة للأعضاء لأنه وقت ما يكون هناك شركة للكرة، سيكون هناك استقلال كامل للكرة عن أنشطة الأندية مما يجعل هناك استفادة للجميع».
إلى ذلك، قدم محامي النادي الأهلي المصري محمد عثمان، بلاغا للنائب العام المستشار حمادة الصاوي، ضد الإعلامي ولاعب نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق، أحمد حسام ميدو، بعد نشر الأخير تغريدات على موقع «تويتر» قال فيها إن «أسامة حسني لاعب الأهلي السابق، وجمال جبر مدير المركز الإعلامي، ينتميان لجماعة الإخوان المسلمين».
وقال محامي الأهلي في بلاغه إن «أحمد حسام ميدو نشر أخبارا كاذبة، ووجه اتهامات باطلة على حسابه الشخصي على موقع التواصل تويتر بهدف الإساءة والتشويه لأغراض تتنافى مع المبادئ وأخلاقيات المجتمع».
وأضاف: «الجميع يعرف أسامة حسني وأخلاقه، لقد تفاجأنا بنشر ميدو منشورات ضده هو والأستاذ جمال جبر، وما كتبه جريمة لأنه اتهمهما بالانضمام لجماعة محظورة».
وتابع: «كل ما قاله ميدو غير صحيح ونحن تقدمنا ببلاغ ضده مباشرةً للنائب العام فور كتابة تلك التغريدات، ولم نعلن وقتها عن تلك الخطوة بسبب مباراة القمة ولرغبتنا في عدم إثارة الجماهير». وكان ميدو قد هاجم حسني وجبر عبر صفحته الشخصية على «تويتر» قبل أن يقدم على حذف التغريدات.
ونشر تدوينة جاء فيها: «أسامة حسني تلميذ صفوت حجازي وواحد من أدوات الاخوان المسلمين في الرياضة المصرية حتى الآن يقول إن التاريخ يقول إن الست سنوات المقبلة للأهلي، مثلما قال معلمك بأن الإخوان سيحكمون مصر للخمسين سنة المقبلة».
وعن جبر كتب «قريبا سأحكي لكم عن قصة جمال جبر بقيادات الإخوان المسلمين وعلاقتهم بقيادات الألتراس».
وحسني لاعب النادي الأهلي السابق ومقدم البرامج بقناة الأهلي حاليا، وهو زوج ابنة رئيس النادي محمود الخطيب.
وسبق لرئيس نادي الزمالك مرتضى منصور أن اتهم سيد عبد الحفيظ مدير فريق كرة القدم في النادي الأهلي بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ثم أثار جدلا واسعا بعد اتهام النادي الأهلي باستخدام السحر للفوز بالبطولات.
وتحدث مرتضى عن أن النادي الأهلي يستعين بساحر يدعى سيد بحة، من محافظة الفيوم وسط مصر، للفوز في المباريات.
وخرج بحة ينفي ما ردده منصور، مؤكدا أنه عامل بناء ولا علاقة له بالسحر، وقال ساخرا: هل الزمالك يحتاج لسحر لكي يخسر؟ وجاءت تصريحات منصور بعد فوز الأهلي على غريمه التقليدي الزمالك في المواجهة التي جمعت بينهما ضمن جولات الدوري المصري الممتاز بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية