الدوحة- “القدس العربي”: استضافت مكتبة قطر الوطنية ندوة نقاشية مفتوحة، تناولت موضوعا قد يعتبره البعض غريبا- إلى حد ما- لأنه يتحدث عن”تجارب قطرية في الخارج”. ففي العادة، عندما يٌفتح الحديث عن الحياة في الخليج، يتم التطرق لتجارب العيش الخاصة بالجاليات المختلفة التي تعيش في هده المنطقة المختلفة في عاداتها وتقاليدها وبالأخص طقسها القاسي.
لكن هده الفعالية التثقيفية أرادت أن تلقي الضوء على جانب آخر لحياة القطريين، من خلال اللقاء بنخبة من المواطنين ممن عاشوا هذه التجربة من قبل أو يعيشونها حاليا، للحديث عن خبراتهم في العيش في كل من المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة سعيا وراء الدراسة والتحصيل العلمي، أو من أجل العمل وكسب خبرات مهنية، أو حتى لمجرد خوض تجربة جديدة في الحياة.
وشارك في الندوة كل من الدكتور محمد الهاجري، أستاذ مساعد في كلية المجتمع في قطر، والدكتور خالد الشمري، أستاذ مساعد في القانون العام بجامعة قطر، والدكتورة ظبية المهندي، أستاذة مساعدة في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، والسيدة دانة المير، أخصائية المعلومات في المكتبة.
وتحدث الضيوف حول التحديات التي واجهتهم، لاسيما مشاعر الحنين إلى الوطن والفروقات الثقافية، كونها أقسى ما يواجه أي شخص يُسافر إلى الخارج للمرة الأولى، فضلاً عن الحواجز اللغوية والثقافية التي توّلد الشعور بالاغتراب والعزلة. كما قدموا النصائح للتغلب على تلك الصعوبات، وكيفية تطويع هذه التجارب والخبرات لتحقيق أهدافهم الشخصية.
و قال الدكتور محمد الهاجري “تعدّ تجربة السفر إلى الخارج بهدف تحصيل العلم فرصة للطلاب للتعرّف على الثقافات الأخرى. وينبغي على الطلاب، قبل البدء بهذه التجربة، تحضير أنفسهم واستطلاع المعلومات حول البلد الذي يقصدونه وثقافته وسكانه. كما أنه من الضروري كذلك للطالب التعرّف مسبقًا على جامعته وبيئتها وما تقدمه من خدمات وبرامج”. وأضاف أن “التحضير الجيد يعد عاملا مهما لنجاح تجربة العيش في الخارج. وأنا أنصح الطلاب الذين يخططون للدراسة خارج قطر أن يستفيدوا من الموارد الموجودة بهذه المكتبة، الإلكترونية منها أو المطبوعة، إلى جانب حضور الفعاليات ذات الصلة كورشة العمل هذه، من أجل التحضير لرحلة ناجحة”.
من جهتها، علّقت السيدة دانة المير قائلة: “تنمي الدراسة في الخارج لدى الطلاب مهارات الاعتماد على الذات والمثابرة. و قد كانت تجربتي في متابعة دراستي في مجال الإعلام خارج قطر واحدة من أكثر المراحل إلهاما في حياتي. وأنا أنصح كافة الطلاب الذين يودون الدراسة في الخارج ألاّ يتخلوا عن أحلامهم، وأن يعملوا بجدّ لتحقيق إنجازات كبيرة”.
وقالت شويتا ريدي، التي حضرت الفعالية: “أنا أخطط لمتابعة دراستي العليا في الولايات المتحدة. و قد كان من المفيد حقا الاستماع إلى تجارب المتحدثين، ما سيساعدني في عيش تجربة مجزية أثناء دراستي في الخارج”.
وعلّقت مريم الخلوصي، أخصائية المعلومات بالمكتبة، قائلة: “لقد أسعدنا كثيرا أن نسلّط الضوء على التجارب الشخصية لقطريين ناجحين ممن خاضوا تحدّي العيش في الخارج وهي تجربة رغم صعوبتها، إلا أنها مفيدة. فقد عرفنا منهم كيف ساهمت هذه التجارب في صقل خبراتهم وتحقيق نجاحاتهم المهنية والشخصية”. وأضافت “ندعو أفراد المجتمع لتنظيم مثل هذه الفعاليات من حين لآخر، للتعلّم من التجارب الفريدة للآخرين”.
من جهة أخرى، سلّطت هده الفعالية الضوء كذلك على الموارد ذات الصلة في المكتبة التي يمكنها مساعدة الأشخاص ممن يخططون للعيش في الخارج، وهي متاحة مجانًا لجميع الأعضاء. وتتضمن هذه الموارد، على سبيل المثال لا الحصر، المصدر الإلكتروني “التعليم المهني والتقني” الذي يوفّر أكثر من 500 عنوان مختلف.
ويتيح المصدر الإلكتروني “بيفوت” إمكانية الوصول إلى دليل شامل يضمّ معلومات حول منح الدراسة والبحث والزمالة، وغيرها من فرص التمويل.
كما تعرف الحاضرون على أداة أخرى هي “لغات مانجو”، وهي مصدر إلكتروني متاح عبر الإنترنت لتعليم أكثر من 71 لغة مختلفة.