الدوحة -“القدس العربي” -إسماعيل طلاي: قال حسن عبد الله الذوادي -الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية إن الزمن انتصف لانطلاق أول مونديال في منطقة الشرق الأوسط قبل خمس سنوات من الآن، لافتا إلى توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية مع منظمة “أنتربول”؛ تأكيداً لالتزام قطر بتنظيم كأس عالم غير مسبوقة، آمنة، وبلا حوادث.
تدشين مشروع “ستاديا”
جاءت تصريحات الذوادي أمس بالدوحة، خلال انطلاق أعمال المؤتمر الأول لسلامة وأمن الفعاليات الكبرى والمعرض المصاحب له، والذي تنظمه اللجنة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»؛ بحضور الشيخ عبد لله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري الذي دشّن بالمناسبة مشروع “ستاديا”، وإطلاق منظومة إدارة المعارف في إطار المشروع. كما حضر المؤتمر 350 خبيراً أمنياً من 65 دولة ومنظمة دولية، من أجل تعزيز الشراكة الدولية في مجال حفظ الأمن وتوفير السلامة للأحداث الرياضية الكبرى في ظل تعاظم المخاطر الأمنية على مستوى العالم؛ من خلال تبادل الخبرات والمعارف في مجالات أمنية متعددة تعود بالنفع على البطولات ودولة قطر والمنطقة والفعاليات العالمية الكبرى في المستقبل.
ويعمل المؤتمر على إنشاء مركز عالمي للتميز وشبكة متخصصة في الأمن والسلامة؛ التي من شأنها أن تترك إرثاً دائماً بعد مونديال كأس العالم 2022، واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى في بيئات آمنة.
350 خبيراً أمنياً من 65 دولة بمؤتمر سلامة وأمن الفعاليات الكبرى بالدوحة
وفي كلمته بالمناسبة، قال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: “إننا الآن على بعد خمس سنوات من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022؛ ونقف في منتصف الطريق نحو دورة الاتفاقية البارزة التي وقعناها”، مضيفا ” إبرامنا لهذه الاتفاقية مع الانتربول يؤكد التزامنا بتأمين كأس العالم الأول في منطقة الشرق الأوسط، إضافةً إلى أنه كان إدراكًا منا بأهمية التنسيق والتعاون بين وكالات إنفاذ القانون الدولي لضمان تقديم حدث آمن”.
وأوضح أن “الاتفاقية المبرمة عام 2012 تضمنت التزامًا باستضافة مؤتمرات كهذا المؤتمر، الذي يعد تجمعًا هامًا للخبراء في مجال الأمن”، مشيرا إلى أن “المؤتمر يستضيف نخبة من ذوي الخبرات المحورية في مجال تأمين الفعاليات الكبرى، حيث يضم مسؤولين حكوميين ومسؤولي إنفاذ القانون وأكاديميين وممثلي القطاع الخاص وخبراء أمن الفضاء الإلكتروني”.
وأكد الذوادي أهمية “التعاون الدولي لمواجهة التهديدات الأمنية وتأمين الفعاليات الكبرى”، لافتا إلى أن “فعاليات مثل كأس العالم أو الأولمبياد لن تكون آمنة وسالمة بدون شبكة دولية متكاملة من هيئات إنفاذ القانون تعمل معًا بشكل سلس”.
وخلص قائلاً: “بجانب هدفنا الأساسي المتمثل في مرور الفعاليات بدون حوادث، تتمثل رؤيتنا فيما يتعلق بتأمين كأس العالم في تحقيق إنجاز مماثل لما حققته دولة بشكل ناجح. وسنعمل على استضافة كأس العالم 2022 بمنتهى الأمان والسلامة. كما نود أن يستمتع الناس بوجودهم في قطر والتمتع بتجربة زيارة الشرق الأوسط بدون مخاوف بخصوص أمنهم”.
أمين عام الأنتربول: مخاطر الإرهاب على الفعاليات الرياضية معقدة
من جانبه، أثنى يورغن ستوك الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول» على نجاح قطر في التنظيم المميّز لأول مؤتمر من نوعه لضمان سلامة وأمن الفعاليات الرياضية الكبرى في الشرق الأوسط، منوهافي الوقذت ذاته بجهودها فيما يتعلق بالتحضير لكأس العالم 2022، لاسيّما ما يتعلق منها بجهود تأمين هذه البطولة”.
وقال يورغن ستوك: “هناك هدف مشترك بين دولة قطر والانتربول هو مشروع “ستاديا” الذي أطلق عام 2012 لمساعدة الدول الأعضاء بالمنظمة في توفير التريبات الأمنية”.
وشدد على “ضرورة التركيز على قضايا أمن الفعاليات الكبرى في ظل الجريمة المنظمة والجرائم السيبرانية والارهاب والتي استهدفت الكثير من المدنيين الأبرياء وخلفت أضرارا كبيرة في الممتلكات العامة”.
وأضاف: ” القضية معقدة، والمخاطر الناجمة عن الإرهاب مثل تهديدات تنظيم الدولة ضد مونديال روسيا يجب أن تخضع لرقابة كبيرة، والأنتربول أدرك أن هناك بعد عابر للجريمة، سيما في الفعاليات الكبرى، ولا بد من علاقات عابرة للحدود تقوم بها الشرطة، والأنتربول لمواجهة تلك المخاطر، ومن هنا نحتاج لمثل هذه المنصات والمؤتمرات لتطوير قدراتنا”.
الدوسري: مونديال 2022 فرصة لإثبات قدرات قطر أمام العالم
بدوره، أكد فلاح الدوسري، مدير عام مشروع (ستاديا) بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الانتربول” على أن “التحديات الأمنية المتمثلة في استضافة الأحداث الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم، كثيرة ومتنوعة، من الأمن السيبراني إلى الجريمة المنظمة والناشئة والإرهاب، ممّا يتعين على المجتمع الدولي التصدي لهذه التحديات من جديد لضمان سلامة وأمن جميع المشاركين في الاحداث وتمتعهم بالسلامة”.
وصرّح قائلاً: “عندما ترشحت قطر لاستضافة مونديال 2022، كان قد سبق لها تنظيم ألعاب آسيا وغيرها من الفعاليات؛ لكن مونديال 2022 فرصة لتبيان قدراتنا أمام العالم”، مضيفاً “ولضمان أمن التظاهرة، توجهنا للشراكة مع الأنتربول للمساعدة في تأمين المونديال؛ ومن هنا تأسس مشروع أستاديا، وأبرمت اتفاقية ثنائية مكنت من جمع معارف وخبرات كثيرة من فعاليات دولية كثيرة، وأتاحت لنا فرصة لاستعراض الترتيبات التي أخذنها في قطر من قبيل مونديال كرة اليد للرجال عام 2015”.
ونوّه إلى أن “مشروع ستاديا طور فرص وقدرات تدريبية للدول الأعضاء في منظمة الأنتربول لفائدة المسؤولين في هيئات إنفاذ القانون”، مشيراً إلى إنجازات مشروع “ستاديا” في مجال تجميع المعلومات والمعارف من الخبرات الرياضية الكبرى في العالم لدعم جميع البلدان الأعضاء في تنفيذ فعاليات آمنة.