الدوحة- “القدس العربي”: وصلت إلى الخرطوم أول طائرة قادمة من قطر تحمل 60 طنا من المساعدات الإغاثية للمتضررين من السيول والأمطار في السودان، ضمن جسر جوي يهدف لتخفيف معاناة آلاف الأسر في عدة مناطق.
وثمن الدكتور صديق تاور، عضو مجلس السيادة في السودان، المواقف القطرية الداعمة للشعب السوداني لدرء آثار السيول والأمطار والفيضانات ومواجهة التحديات الناجمة عنها. وأشاد تاور، في تصريحات له للإذاعة السودانية، بالاستجابة الفورية من قطر بهذا الخصوص.
من جانبه، أعلن محمد فضل الله سراج، نائب مفوض عام العون الإنساني في السودان، أن اللجنة العليا للطوارئ واللجنة الفنية المكلفة باستلام المساعدات الإنسانية ومفوضية العون الإنساني والدفاع المدني ولجنة الطوارئ الصحية، تسلمت في مطار الخرطوم الدعم القطري عبر أول طائرة للجسر الجوي القطري للشعب السوداني.
وقال سراج: “إن السودان حكومة وشعبا يثمن ويقدر هذا الدعم المقدم من قطر الشقيقة، التي عودتنا دائما أنها تكون سباقة للخير وتقف مع الشعب السوداني في كل الأزمات والملمات التي مرت به”. وأكد أن العلاقات مع دولة قطر علاقات ممتدة وضاربة في الجذور، وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقف فيها دولة قطر مع الشعب السوداني.
واعتبر عبد الرحمن بن علي الكبيسي، سفير قطر لدى السودان، هذه المساعدات تعبيرا صادقا عن تفاعل قطر قيادة وحكومة وشعبا مع ما تعرض له السودان جراء السيول والأمطار التي تعرضت لها البلاد مؤخرا.
وقال إن المساعدات القطرية تشمل مواد غذائية، فضلا عن دعم لقطاعات الصحة والإصحاح البيئي، مشيرا إلى أن الطائرة الثانية ضمن الجسر الجوي ستصل إلى الخرطوم الثلاثاء المقبل. كما نوه إلى متانة العلاقات القطرية السودانية.
يذكر أن المساعدات القطرية لمتضرري السيول في السودان قد تمت بناء على توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إذ رافق الطائرة الأولى التابعة للقوات الجوية الأميرية بوزارة الدفاع، فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة (لخويا)، التي ستشرف على توصيل المساعدات، ضمن إعانات عاجلة كان قد خصصها صندوق قطر للتنمية بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي.
وكانت جمعية قطر الخيرية قد أطلقت حملة عاجلة لإغاثة المتضررين من الفيضانات والسيول في السودان ونيبال.
وتهدف الحملة، التي تحمل شعار “بر الأمان”، إلى تقديم مساعدات للمتضررين من الفيضانات، تشمل الغذاء والإيواء والصحة والتعليم، إذ تسعى الجمعية إلى توفير سلال غذائية مكونة من ثمانية أنواع من المواد التموينية الرئيسية، بجانب تقديم الخدمات الصحية للمصابين جراء الفيضانات، وتوفير مياه صالحة للشرب للمتضررين، إضافة إلى توفير المأوى الذي يشمل “خياما وحقيبة مستلزمات معيشية وفرشا أرضية”، ودعم العملية التعليمية.
وسيرت قطر الخيرية الأسبوع الماضي قافلة مساعدات للمتضررين من السيول والفيضانات في ولاية النيل الأبيض بالسودان، التي شهدت فيضانات هي الأعنف منذ سنوات، مما تسبب في إلحاق أضرار بليغة بالسكان. واستفاد من القافلة 20,000 شخص، وبلغت قيمة المساعدات مليون ريال قطري.
وأثنى اللواء ركن حيدر علي الطريفي، والي ولاية النيل الأبيض، على مستوى العلاقات بين قطر والسودان، مبينا أن هذه القافلة هي الأولى التي تصل لولايته، وتعكس روح التعاون والتكامل والإخاء بين البلدين. وقال إن القافلة ستسهم في إيواء المواطنين المتضررين من السيول والأمطار في محلية السلام.
جدير بالذكر أن إجمالي المتأثرين من الفيضانات والسيول في السودان قد بلغ 245,700 شخص في 15 ولاية من ولايات البلاد البالغ عددها 18 ولاية، وبلغ إجمالي المنازل المهدمة كليا أو جزئيا 32,815 منزلا، وبلغ عدد الضحايا 59 شخصا، وفق ما ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.
بارك الله بقطر حكومة وشعبا والله لم يكرمكم الا الكريم