قطر تتبرع بـ100 مليون دولار للدول الجزرية والأقل نموا لمكافحة آثار التغير المناخي

عبد الحميد صيام
حجم الخط
0

نيويورك (الأمم المتحدة)- “القدس العربي”:

أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، عن تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون دولار للدول الجزرية الصغيرة والدول الأقل نموا من أجل دعم الجهود في مكافحة الآثار الضارة للتغير المناخي على هذه الدول الهشة.

جاء ذلك في افتتاح القمة الدولية للتغير المناخي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، صباح الإثنين، والتي تنعقد تحت عنوان “قمة العمل الدولية من أجل المناخ”.

وقال آل ثاني إن قطر تستعد لعقد دورة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 ضمن مباريات نظيفة وصديقة للبيئة، إذ تستعد لاستخدام واسع للطاقة الشمسية وتجنب التلوث البيئي والابتعاد عن انبعاثات غاز الكربون. وأوضح قائلا “قطر ملتزمة بتنظيم بطولة صديقة للبيئة أول بطولة محايدة للكربون عبر استخدام الطاقة الشمسية في الملاعب واستخدام تكنولوجيا تبريد وإضاءة موفرة للطاقة والمياه”.

وأضاف أن قطر تفتخر بجهودها في مجال حماية البيئة والتحول نحو الطاقة النظيفة، وقد قامت بإجراءات عديدة لاحتواء التغير المناخي. وأشار إلى أن بلاده وضعت مجموعة متكاملة من الأهداف الثابتة أهمها تلك المتعلقة بالطاقة المتجددة لتوليد 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية خلال العامين القادمين تزيد إلى 500 بعد ذلك. وأكد أن بلاده تسعى لتنظيم تسعير الكربون كوسيلة لخفض الانبعاثات ودفع الاستثمار باتجاه خيارات أنظف.

وتابع آل ثاني قائلا إن قطر “اضطلعت بمسؤولياتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي. وفي عام 2012، استضافت الدورة الثامنة عشر لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ. كما استضافت منتدى الدوحة للكربون والطاقة”. وبين أن قطر وعلى المستوى الوطني وفي ضوء رؤيتها الوطنية 2030 اتخذت العديد من الإجراءات لتطوير التقنيات المراعية لتغير المناخ وتبني الطاقة النظيفة والاستخدام الأمثل للمياه من أجل التقليل من استخدام المياه المحلاة والتشجيع على إعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها وتحسين جودة الهواء وإعادة تدوير المخلفات وتحسين استخدام الغاز والطاقة وزيادة المساحات الخضراء”.

وترأس الأمير تميم والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء جامايكا أندرو هولنس الجزء المخصص من القمة لتمويل أنشطة مكافحة تغير المناخ، وأعلن ماكرون أن التنسيق بين الدول الثلاث ظل مستمرا منذ اتفاقية باريس للتغير المناخي والتي وقعت في ديسمبر/ كانون الأول 2015.

رئيس وزراء جامايكا أندرو هولنس يتحدث بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة المناخ

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش قد افتتح قمة العمل المناخي، صباح الإثنين، في قاعة الجمعية العامة بحضور قادة العالم بينما تغيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القمة بسبب مواقفه من قضية المناخ.

وتهدف القمة إلى حث قادة العالم على تقديم اقتراحات عملية وجادة وقابلة للتحقيق للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقديم خطوات عملية لمجابهة مخاطر التلوث البيئي والاحتباس الحراري التي يواجهها العالم. ويسعى غوتيريش إلى الحصول كذلك على التزامات بالتخلي عن الوقود الأحفوري خلال فترة محددة.

وقال الأمين العام في كلمته الافتتاحية: “الطبيعة غاضبة ونخدع أنفسنا إن اعتقدنا أنه يمكننا أن نخدع الطبيعة، فهي ترد بغضب. إذا نظرتم للأشهر الأخيرة فإن شهر يوليو/ تموز الأخير كان الأكثر سخونة على الإطلاق”.

واستعرض الأمين العام عددا من الأمثلة حول تأثير التغير المناخي والاحتباس الحراري على الحياة اليومية، إذ سجل العالم أشد شهور الصيف حرارة على الإطلاق في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وأشد شهور الشتاء برودة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. وبين الأعوام 2015-2019 سجل العالم على التوالي حرارة مرتفعة في فصول الصيف غير مسبوقة.

وحذر غوتيريش قائلا “إن كرتنا الأرضية تطلق صرخة تقشعر لها الأبدان قائلة: توقفوا. إذا لم نقم بتغيير أساليب حياتنا وبشكل ملح فإننا نعرض الحياة نفسها للخطر”، داعيا قادة العالم الحاضرين في القاعة للالتفات لما يحدث من تغيرات مناخية لم يعد من الممكن تجاهلها، وأعطى مثالا على ذلك تلوث المحيطات وارتفاع منسوب المياه فيها، ما يهدد باختفاء أحياء ومدن كاملة. وأشار كذلك إلى ذوبان الأنهار الجليدية بسرعة غير مسبوقة وانتشار الجفاف وحرائق الغابات وزيادة التصحر ونقص موارد المياه وزيادة عدد الإعصارات وارتفاع حدتها.

وتحدث الأمين العام عن عدد من الزيارات التي قام بها حول العالم كان آخرها جزر البهاما بعد الإعصار الذي ضربها مشبها الدمار الذي شاهده بدمار نهاية العالم. وقال “لا تخطئوا عندما ترون تلك الصور فنحن لا نرى الأضرار فقط بل إننا نرى المستقبل.. إذا لم نتحرك الآن فسنندم”.

وعلى الرغم من كل ذلك أشار غوتيريش إلى تفاؤله قائلا إن هناك ما يدعوه للتفاؤل وهو وجود كل هؤلاء الحضور. وأكد أن وقت الكلام قد انتهى “لأننا تكلمنا كثيرا وأن هذه القمة ليست قمة نقاش بل قمة عمل. وتذكرة الدخول هنا ليست خطاباً جميلاً، بل تحركاً ملموساً”.

وحيا غوتيريش الشباب الحاضرين وأثنى على الحلول التي يقدمونها وعلى إصرارهم على أن يتحمل الجميع المسؤولية وأن يتحرك العالم بسرعة. وأضاف “إنهم على حق. لقد فشل جيلي في تحمل مسؤوليته في حماية كوكبنا. ويجب أن يتغيّر هذا. حالة المناخ الطارئة هي سباق نخسره الآن، لكنه سباق يمكن أن نفوز فيه. نحن الذين تسببنا في أزمة المناخ ويجب أن تأتي الحلول منا نحن. نمتلك الأدوات: فالتكنولوجيا معنا”.

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

وقال غوتيريس إن خارطة الطريق موجودة وإن الدراسات العلمية تؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 1.5 مئوية سيؤدي إلى ضرر لا يمكن تغييره. لكنه قال إن العلم يؤكد أيضاً أنه مازال هناك وقت وبالإمكان حل المشكلة. لكن ذلك سيتطلب “تغييرات جذرية في كل النواحي في مجتمعاتنا”. وشدد على ضرورة ربط التغير المناخي بنموذج جديد للتنمية وبعولمة عادلة، ومعاناة أقل، ومساواة أكثر بين البشر والكوكب.

وانتقد صناعات الوقود الأحفورية ودعمها بأموال الضرائب وبناء المزيد من محطات توليد الطاقة الكهربائية بالفحم مع أن الضرر الذي تسببه واضح كل الوضوح. ودعا في هذا السياق إلى زيادة الدعم المالي لصندوق المناخ والوفاء بالعهود التي قطعتها الدول المتقدمة لتحصيل مئة بليون دولار من مصادر عامة وخاصة سنوياً بحلول عام 2020 لدعم ومساعدة الدول النامية في التأقلم.

ويشارك في القمة، التي تسبق افتتاح الدورة العادية للجمعية العامة الرابعة والسبعين بيوم واحد، أكثر من 100 من الرؤساء ورؤساء الحكومات من أجل الدفع قدما بالخطط التي اتفقوا عليها في قمة باريس في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015 لوقف التغير المناخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية