الدوحة- “القدس العربي”:
قال خالد بن محمد العطية، نائب رئيس الوزراء القطري، وزير الدفاع، إن قطر تركت ملف الحصار بين يدي أمير الكويت وهي تركز حاليا على ازدهار البلاد، مؤكدا أن أمير الكويت هو الشخص الوحيد في المنطقة الذي يمكنه أن يكون وسيطا لأنه مقبول من الجميع.
وقال العطية في منتدى الأمن العالمي الذي يختتم اليوم بالدوحة: “نحن منفتحون على الحوار حول أي شيء لكن علينا أن نذهب للتفاوض دون شروط ونضع كل شيء على الطاولة، لكن ينبغي على الطرف الآخر أن يتصالح مع نفسه” .
من جهة أخرى قال العطية إنه “متفائل بشأن الأزمة الخليجية، وإن الناس والشعوب بآمالها هي التي تدفع بالحلول نحو الأمام” .
وعن العلاقة مع إيران، أكد وزير الدفاع القطري أنه لا يتوقع حربا بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي تعامل مع المسألة الإيرانية بطريقة ذكية للغاية.
كما دعا إلى ضرورة مناقشة الملفات الأمنية بين الطرفين. كما ألمح إلى أن بعض الجهات صعّدت الموقف مع إيران وحاولت بكل الطرق، حتى من خلال استعمال ألعاب الفيديو، لتدفع الولايات المتحدة نحو التصادم العسكري مع إيران.
وقال العطية: “أنا لا أدافع عن إيران ولكن لو حدثت تطورات بسيطة لاختلف الأمر، فلو تم توسيع تصدير النفط مثلا سنرى الطرف الإيراني مرنا للغاية، وسيكون ذلك ردا على الذين يعتقدون أن المواقف الإيرانية متصلبة وغير مرنة”. وأضاف: “إذا كان هناك مبادرة عن حسن نية من أحد الأطراف فالأكيد أن الطرف الآخر سيستغلها في إبداء حسن نيته هو أيضا”.
وعن التدخل التركي في سوريا قال العطية: “هناك اتفاقات تجمعنا مع تركيا ومع أمريكا على حد سواء، ونحن ننسق بشكل يومي مع أمريكا، ولأن تركيا عضو في الناتو فلديهم اتفاقات وترابطات أكثر مع واشنطن التي لا أعتقد أنها ستتحرك دون إذن من الدولة المضيفة”.
وقال العطية إن هناك العديد من اللاعبين في سوريا منذ 2013 و”السماء لم تقع على رؤوسهم”، مشيرا إلى أن أطرافا لم يسمها تحاول إلحاق الضرر بتركيا. وقال: “أنا لا أدافع عن تركيا لكن هذا البلد يستضيف 4 ملايين لاجئ، ولو عوملت تركيا معاملة سيئة لفتحت الأبواب وغرقت أوروبا بالمهاجرين. هي تسعى لإرجاع اللاجئين إلى بلدهم وهذا ليس جريمة. هناك أطراف أجرمت في حق السوريين، ولا يتحدث عنهم أحد، فمثلا هناك مجموعات كردية تحاول اكتساح الرقة”.
وأضاف أن “ما تقوم به تركيا لم تقم به الجامعة العربية فهي تسعى للحفاظ على وحدة سوريا. وجميع القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية تؤدي لتقسيم سوريا”.
وقال العطية بشأن مسألة المعلومات المضللة، وهي موضوع المنتدى: “صراعاتنا في المنطقة انطلقت بالمعلومات المزيفة، والإشكال أنه لا توجد محاسبة للفاعلين”.
وأضاف: “عملنا في دولة قطر من أجل تثقيف شعبنا ونقل روايتنا وإظهار عدالة وضعنا في ظل أجواء عدم المحاسبة التي يتمتع بها مطلقو المعلومات المزيفة” .
وقال إن الجيل الجديد من الحروب هي الحروب الهجينة، ولا يقتصر الموضوع على المعدات بل هناك أيضا الجانب الاقتصادي والأمن السيبراني، مضيفا أن “التنافس صعب مع خريجي غوغل، لكن التكنولوجيا في الحروب السيبرانية والإلكترونية والدفاع الإلكتروني مهمة للردع”. وأكد أنه “لا ينبغي أن تكون لديك حملات مزيفة للإطاحة بعدوك لكن يتعين أن تكون لدينا الوسائل للدفاع عن أنفسنا”.
وبشأن التسليح قال: “نحن منفتحون على الجميع بشأن شراء الأسلحة ونحن أكثر توجها للغرب، لكن هذا لا يعني أننا لا نلجأ إلى موردين آخرين كالصين وروسيا إذا وجدنا ما نعتبره مهما لحماية أمننا”.
وأثناء حديثه عن موضوع العراق، قال العطية إن بلاده لم تدفع فدية لإطلاق سراح أي أسير، لكنها لن تسكت على أي أسير ولن تترك أي معتقل.
على صعيد آخر، وعن التهديدات الأمنية المحتملة لكأس العالم الذي تستعد قطر لتنظيمه عام 2022، قال العطية (مازحا) إن “التهديد الوحيد لكأس العالم الذي أراه هو أن لا يتأهل منتخبنا لهذه البطولة”. يذكر أن البلد المستضيف لبطولة كأس العالم يتأهل تلقائيا.