الدوحة- “القدس العربي”: سارعت قطر من وتيرة دعمها للسودان لمواجهة آثار الفيضانات والسيول التي شهدتها مناطق متفرقة من البلاد.
وكشف الديوان الأميري القطري أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد أمر بإرسال حزمة مساعدات “للأشقاء في السودان”.
وذكرت المصادر القطرية، أنه “تنفيذا لتوجيهات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، غادرت إلى جمهورية السودان الشقيقة شحنة مساعدات إغاثية عاجلة، دعمًا من دولة قطر لجهود الإغاثة التي تبذلها السودان جراء الفيضانات والسيول التي شهدتها أنحاء متفرقة من الولايات السودانية”.
وقام صندوق قطر للتنمية بالتعاون مع القوات الجوية الأميرية القطرية بنقل تلك المساعدات.
واستحدثت قطر “اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة”، التي تتكفل بمثل هذه المهام، بالتنسيق مع الجهات المسؤولة لإيصال المساعدات للمتضررين.
وأشار عبد الرحمن بن علي الكبيسي السفير القطري لدى السودان، إلى أن المساعدات “تتضمن مواد غذائية سيتم توجيهها إلى المتضررين بولاية الجزيرة في وسط السودان فيما ستوزع الخيام ومستلزمات الإيواء للأسر المتضررة في ولايتي نهر النيل والجزيرة عبر الفرق الميدانية الفنية لمؤسسة قطر الخيرية”.
وذكر الديوان الأميري القطري أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى اتصالًا هاتفيًا، من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان.
أعرب فيه عبد الفتاح البرهان شكره وتقديره لتضامن قطر ووقوفها مع السودان لتجاوز أزمة الفيضانات التي اجتاحت عدة ولايات سودانية.
وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائيّة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إلى جانب مناقشة عددٍ من القضايا ذات الاهتمام المُشترك بحسب المصادر القطرية.
وسبق أن هبت قطر لدعم السودان الشقيق في محنة السيول التي شهدتها عدد من المناطق قبل سنتين، وخلفت خسائر معتبرة، وتعهدت بإرسال مساعدات عاجلة. وتأتي الخطوة في سياق الجهود التي تبذلها الدوحة نصرة لأشقائها على غرار دعمها السريع للبنان بعد انفجارات بيروت.
وتؤكد قطر التزامها بمواصلة تقديم الدعم الإنساني والمساهمةِ في الجهود الدولية الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية والتحديات الأخرى التي تواجه البشرية، وباتت في طليعة الدول التي تُقدم مساعدات إنسانية وتنموية على المستوى الثنائي ومن خلال الأمم المتحدة وفي جميع مناطق العالم، لا سيما للدول النامية التي تواجه أزمات وكوارث طبيعية.
وفي ضوءِ المُساهمات الإنسانية الكبيرة للدولة فإنَّها تشغل عضوية مجلس إدارة صندوق الأمم المتحدة المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ. وتتربعُ دولة قطر في المرتبة الأولى عربيًا والسادسة عالميًا بقائمة أكبر المساهمين في الصناديق والبرامج الأممية متعددة الشركاء، وتعتبر دولة قطر في مصاف أكبر عشرة مساهمين لصالح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وقد ارتفعت قيمة المساعدات والمعونات القطرية بشقيها الحكومي وغير الحكومي من حوالي 483 مليون دولار أمريكي عام 2008، إلى أكثر من ملياري دولار أمريكي عام 2017.
وخلال عام 2020 بلغ إجمالي التمويل الذي التزمت به دولة قطر أكثر من 533 مليون دولار أمريكي، وذلك عبر تخصيص التمويل لمصلحة العديد من الشركاء في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية. وتجاوز مجموع مساهمات صندوق قطر للتنمية في عمليات الدعم والإغاثة عام 2021، 550 مليون دولار أمريكي وخلال عام 2020، أكثر من 533 مليون دولار أمريكي وفي عام 2019، أكثر من 577 مليون دولار أمريكي.
وتغطي المُساعدات الإنسانية مناطق عديدة تعاني من الأزمات والكوارث وتشمل اليمن وسوريا والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة والسودان وجنوب السودان والصومال وأفغانستان، والكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، ونيجيريا، وفنزويلا وميانمار.