قطر تعلن عن بروتوكول جديد للتعامل مع كورونا ولأول مرة حالات الشفاء تتجاوز الإصابات

نورالدين قلالة
حجم الخط
0

الدوحة –”القدس العربي”: أعلنت وزارة الصحة العامة اليوم، عن تسجيل 1967 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا /كوفيد-19/، وتعافي 2116 شخصا من المرض وذلك في الـ24 ساعة الأخيرة، حيث لأول مرة تتجاوز حالات الشفاء حالات الإصابة، ليصل إجمالي عدد حالات الشفاء في قطر إلى 15399 حالة، بالإضافة إلى تسجيل 3 حالات وفاة جديدة بسبب الفيروس، في وقت لا تزال فيه قطر في مرحلة ذروة تفشي الفيروس والتي تشهد عادة ارتفاعا في عدد الإصابات المسجلة يوميا، مما أدى إلى الإعلان عن بروتوكول جديد للتعامل مع المصابين بفيروس.
وسجلت الوزارة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، إدخال 23 حالة للعناية المركزة بسبب المضاعفات الصحية الناتجة عن الإصابة بالفيروس، ليصل مجموع الحالات التي تتلقى الرعاية الطبية في العناية المركزة حاليا إلى 214 حالة.
وذكرت الوزارة الصحة في بيان لها، أن الحالات الجديدة المصابة بالفيروس تعود لأشخاص من العمالة الوافدة كانوا قد أصيبوا نتيجة مخالطتهم لأفراد تم اكتشاف إصابتهم سابقا، بالإضافة لتسجيل حالات إصابة جديدة بين مجموعات من العمالة في مناطق مختلفة وذلك خلال إجراء فحوصات استقصائية من قبل فرق البحث والتقصي التابعة لوزارة الصحة الأمر الذي أسهم في الكشف المبكر عن الحالات.
كما ارتفعت حالات الإصابة والعدوى بالفيروس بين المواطنين والمقيمين وذلك نتيجة مخالطتهم لمصابين من أفراد أسرهم كانوا قد أصيبوا بدورهم في مكان العمل أو من خلال الزيارات والتجمعات العائلية.
وكشفت وزارة الصحة القطرية أن الإصابات بين المواطنين والمقيمين شهدت ارتفاعا، حيث تضاعفت أعداد المصابين نتيجة العدوى التي انتقلت بين الأفراد بسبب التجمعات العائلية والتزاور بين الأصدقاء والأسر الممتدة وتجاهلهم الإجراءات والتدابير الوقائية الموصى بها من قبل الجهات المعنية بالدولة وأهمها البقاء في المنزل وعدم التزاور والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وأفادت الوزارة بأن حالات الوفاة الجديدة المسجلة اليوم تعود لأشخاص يبلغون من العمر 81 عاما و50 عاما و25 عاما حيث كانوا يعانون من أمراض مزمنة.
وفي سياق متصل، أعلنت مؤسسة حمد الطبية، عن بروتوكول جديد للتعامل مع المرضى المصابين بفيروس كورونا الذين تجري ملاحظتهم في مرافق المؤسسة حاليا، سيتم بموجبه إخراج غالبية المرضى المصابين بالفيروس من مرافق الرعاية الصحية بعد 14 يوما من تاريخ الحصول منهم على أول مسحة إيجابية للفيروس.
وقالت المؤسسة إن البروتوكول الجديد يتضمن اتباع المرضى تعليمات الفريق الطبي المختص، بما في ذلك تحميل وتفعيل تطبيق /احتراز/ على الهواتف الجوالة، والبقاء في الحجر الصحي المنزلي دون مغادرة المنزل لأي سبب لمدة أسبوع إضافي، مشيرة إلى أن كل من يخالف تلك الاشتراطات يعرض نفسه للعقوبات طبقا لقانون العقوبات والوقاية من الأمراض المعدية وقانون حماية المجتمع.
وأوضحت المؤسسة أن العديد من المرضى كانوا يبقون في المستشفى أو مرافق العزل لأكثر من 14 يوما، قبل اعتماد البروتوكول الجديد، حيث كان خروجهم يتطلب أن تأتي نتيجة فحص “بي سي آر” سلبية مرتين قبل أن يسمح لهم بمغادرة المنشأة الصحية، مضيفة أن البروتوكول الجديد سيمكن المرضى من العودة إلى منازلهم وإلى حياتهم الطبيعية في أسرع وقت ممكن.
وقالت الدكتورة نعيمة المولوي أخصائية الفيروسات بمؤسسة حمد الطبية، إن البروتوكول الجديد لتسريح المرضى المصابين هو خطوة مشجعة نحو الأمام ويجعل دولة قطر تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية وأحدث الأدلة العلمية التي تبين أنه بعد 10 أيام من المسحة الإيجابية الأولى لا تكون غالبية مرضى كوفيد – 19 معدين ولا ناقلين للعدوى.
وأضافت أنه حتى الآن كانت إجراءات التسريح تتطلب من المرضى انتظار أن تأتي نتيجة مسحتين سلبيتين قبل أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، لكن نتيجة الفحص السلبية قد تستغرق أسابيع عدة لتظهر لدى بعض الأشخاص لأن الجسم لا يزال يحتوي على آثار للفيروس. كما أوضحت أنه مع ذلك، أظهرت توجيهات منظمة الصحة العالمية ومختلف أنحاء العالم بما فيها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا أن المرضى لم يعودوا معدين بعد 10 أيام من المسحة الإيجابية الأولى، مشيرة إلى أن قطر ستخطو خطوة إضافية وسيتم اعتماد فترة 14 يوما بين أول مسحة إيجابية ومغادرة المريض المستشفى.
وذكرت أن سياسة التسريح الجديدة تنطبق فقط على المرضى الذين لا يحتاجون إلى دعم طبي، في حين أن المرضى الذين لديهم أعراض تتراوح حدتها من المتوسطة إلى الشديدة والذين يتطلبون علاجا طبيا مستمرا سيخضعون للرعاية في منشأة طبية حتى زوال الأعراض.
من جهته، أوضح الدكتور ناصر الأنصاري رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى حزم مبيريك العام، أنه بموجب السياسة الجديدة سيتم تسريح المرضى الذين لا تظهر عليهم أي أعراض بعد 14 يوما من التشخيص الأولي، مبينا أن المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة يمكن وقف عزلهم بعد 14 يوما من التشخيص أو بعد ما لا يقل عن 5 أيام من زوال الأعراض “أيهما أطول”.
وقال إن الأسابيع القليلة الماضية شهدت ارتفاعا في عدد المرضى الذين يتماثلون للشفاء التام و”هذا أمر مشجع للغاية ومن المتوقع أن يستمر العدد في التزايد في المستقبل القريب”.
ولفت إلى أن هناك أدلة واضحة من جميع أنحاء العالم تشير إلى أن المرضى لا يكونون معدين بعد 10 أيام من ظهور الإصابة بالفيروس، و”هذا يعني أنهم لا يستطيعون نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين وبالتالي يمكنهم العودة إلى منازلهم وإلى حياتهم الطبيعية”.
وقالت الدكتورة منى المسلماني المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية والمدير الطبي لـكوفيد – 19، إن السياسة المنقحة التي أقرتها وزارة الصحة العامة تستند إلى أحدث المعلومات والاكتشافات العلمية حول الفيروس والتغييرات الأخيرة في المبادئ التوجيهية للمراكز الأمريكية والأوروبية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وكذلك المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية