الدوحة: بعد طول انتظار وحملة استعدادات امتدت من آسيا إلى أوروبا مروراً بأمريكا الجنوبية، يقف المنتخب القطري المضيف الأحد على أبواب التاريخ أمام الإكوادور في استاد البيت، بأول مشاركة مونديالية له مفتتحاً منافسات المجموعة الأولى.
ألقاب كثيرة تلقى على كاهل “العنّابي” عشية المباراة الأولى المنتظرة: أبطال آسيا، الوافدون الجدد، الدولة المضيفة، صاحب الإمكانات الخيالية، أم المنتخب المفاجأة؟
ذلك أن هذه ستكون المرة الأولى التي تكون فيها الدولة المضيفة مشاركة للمرة الأولى في المونديال منذ إيطاليا في العام 1934 وتوّج حينها الـ”أتزوري” باللقب.
في المقابل، يسعى “الأدعم” إلى تجنّب سيناريو جنوب إفريقيا، الدولة المضيفة الوحيدة التي ودّعت من دور المجموعات.
وبين هذه وتلك، يحلم القطريون باعتدال، لعلمهم أن المجموعة ليست سهلة. فإلى جانب الإكوادور التي سبق أن فازوا عليها وديّاً في العام 2018 (4-3)، يتواجد المنتخبان الهولندي والسنغالي.
حسابياً، إذا ما حققت قطر فوزاً على الإكوادور الأحد، ستبقي باب الأمل مشرّعاً أمام العبور إلى الدور الثاني، معوّلة على النتائج الأخرى في المجموعة، والخسارة تعني مساراً أكثر تعقيداً وصعوبة.
#العنابي_أقوى_بتشجيعكم ????#كلنا_العنابي | @QFA#كأس_العالم_قطر2022 pic.twitter.com/Gp1u75nYXb
— مؤسسة دوري نجوم قطر ?? (@QSL) November 19, 2022
أكرم عفيف ليس مبدعًا في اللعب فقط، بل في الاحتفال أيضًا ?
كم مرة سيكرر حركته الشهيرة في كأس العالم FIFA قطر 2022؟ ?@QFA | @akramafif_ pic.twitter.com/6zOMmYevy3
— كأس العالم FIFA ? (@fifaworldcup_ar) November 19, 2022
تجارب كثيرة
لكن الأمر لن يكون سهلاً أمام بطل آسيا 2019. وذلك أمر يعرفه جيداً المدرّب الإسباني فيليكس سانشيس الذي يتّسم بالواقعية والساعي في الوقت نفسه إلى كسر التوقّعات.
ويحسب للإسباني أنه تمكّن من تطوير مجموعة من الشباب حصدت لقب كأس آسيا تحت 19 عاماً في العام 2014، قبل أن يضيف لها الخبرات، من خط الدفاع إلى الوسط وصولاً إلى الشقّ الهجومي الذي سيكون على عاتق المعزّ علي وأكرم عفيف، وخلفهما القائد حسن الهيدوس.
ومستغلاً تأهله المباشر إلى المونديال وعدم مشاركته في التصفيات الآسيوية، تمكّن العنابي من المشاركة في كوبا أميركا في البرازيل في العام 2019، والكأس الذهبية (كونكاكاف) العام الماضي، وحلّ ضيفاً لا تحتسب نتائجه في التصفيات الأوروبية، قبل أن يخوض كأس العرب على أرضه وبلغ فيها نصف النهائي.
“لن نستسلم”
وأمام الضغوط الهائلة على كاهله، يقول سانشيس إن “البلاد بذلت كل ما في وسعها من أجل هذه اللحظة، وأنا أتطلّع لها لأنها ستكون تاريخية بالنسبة لنا”.
ويضيف “نحن بلد صغير بتعداد سكاني قليل، نعلم أننا سنلعب ضد فرق تملك لاعبين على الصعيد الفردي، أقوياء للغاية ومن المستوى الرفيع ويلعبون في أفضل الدوريات وأفضل الأندية في العالم. لذا فنحن نملك الأسلحة التي لدينا، وعلينا أن نستخدمها”.
وعن الإكوادور، اعتبر الإسباني أن هذا المنتخب “حظي بمسيرة مذهلة في تصفيات كأس العالم، في قارة يصعب للغاية التأهل منها. نعي واقعنا جيداً لكننا لن نستسلم”.
ورغم أنها حلّت ثالثة في أمريكا الجنوبية، تحتل الإكوادور المرتبة 44 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أي أعلى بستة مراكز فقط من قطر.
“عقبة”
لذلك، يعرف مدرب الإكوادور غوستافو ألفارو أن منتخبه ليس مهيأً بشكل جيد لفرض وجود ملموس، لكنه يتوقّع من لاعبيه أن يجعلوا الأمور صعبة على منافسيهم في المجموعة.
يقول ألفارو إن “كأس العالم مختلفة تماماً عن التصفيات. إذا كنا سنلعب بالطريقة التي لعبنا بها التصفيات، فعلى الأرجح لن نحظى بفرصة، لأننا سنلعب ضد أبطال آسيا، وأبطال إفريقيا وهولندا التي بلغت نصف نهائي كأس أوروبا”.
ويضيف “إنها منتخبات متفوّقة عمّا نحن عليه، وهذا سبب أننا كنا في الوعاء الرابع في القرعة، لو كنا الأفضل لكنا في الوعاء الأول أو الثاني. علينا أن نجعل الأمور صعبة، علينا أن نكون عقبة”.
في النهاية، إذا كان للتاريخ والاستمرارية دور في هذه المباراة، فمن المفترض أن يكون استاد البيت فأل خير على القطريين الذين فازوا في آخر ثلاث مباريات لهم على هذا الملعب وسجّلوا ما مجموعه تسعة أهداف.
(أ ف ب)