غزة- “القدس العربي”:
وسط إجراءات وقائية كبيرة، بسبب الخشية من انتشار فيروس كورونا، شرعت اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، بتوزيع منحة المساعدات المالية لـ100 ألف أسرة فقيرة في قطاع غزة، في الوقت الذي شرعت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بعملية توزيع المساعدات الغذائية على أسر اللاجئين الفقيرة، من خلال توصيلها مباشرة إلى المنازل، بعد أن أوقفت التوزيع في المراكز المخصصة، في إطار إجراءات الوقاية من كورونا.
ومع صبيحة الثلاثاء، بدأت فروع “بنك البريد” في كافة مناطق قطاع غزة، عملية التوزيع التي تشمل 100 ألف أسرة، بواقع 100 دولار لكل منها.
وعلى بوابات فروع البريد، التي فتحت أفرعا جديدة لها للحد من تكدس المستفيدين من المنحة أمام الفروع الرئيسة، وقف رجال شرطة، ينظمون عملية دخول المستفيدين دون ازدحام، فيما حرص المستفيدون على ارتداء قفازات وكمامات طبية، خلال الانتظار خارج فروع البريد.
وخارج فروع بنوك البريد، اصطف المستفيدون في طوابير، لكن مع وجود فاصل بين كل اثنين يقترب من المترين، بعد أن حددت آلية الصرف وفق الحروف الأبجدية، وفي ساعات محددة لكل فئة، فيما وقت عمال على البوابات، لتعقيم أيدي المستفيدين قبل الدخول.
وقد أعلن السفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، أن اللجنة ستبدأ عملية صرف المساعدات النقدية للأسر المتعففة في قطاع غزة الثلاثاء، وقال إن الصرف سيكون وفق آلية جديدة ستنفذ بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة وعلى رأسها وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارتا الصحة والداخلية بغزة، لضمان تحقيق معايير السلامة للمستفيدين والحفاظ على مسافات كافية بينهم، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة تفشي فيروس “كورونا” المستجد.
وأشار العمادي إلى أن عملية التوزيع ستستمر على مدار نحو أسبوعين، وسيتم تبليغ المواطنين بمواعيد الاستلام المحددة تفاديا لحدوث تكدسات للمواطنين في مكاتب البريد.
وأصدرت وزارة الاتصالات في غزة، تعليمات مهمة للمستفيدين من المنحة، وقالت إن الصرف سيكون من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثالثة عصرا، وقد دعت المستفيدين لإحضار قلم شخصي للتوقيع وينصح بتوفير وسيلة الوقاية الشخصية (كمامة).
وستساهم هذه الأموال في مساعدة السكان على شراء بعض الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة، خاصة الطعام، حيث يخشى السكان من تفاقم الوضع بشكل أكبر جراء انتشار الفيروس.
جدير ذكره أن قطر تقدم مساعدات شهرية منذ أواخر عام 2018، لعشرات آلاف الأسر الفقيرة التي تقطن قطاع غزة المحاصر، والذي يعاني سكانه من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
والشهر الجاري، وجه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بتقديم منحة مالية لسكان قطاع غزة بقيمة 150 مليون دولار أمريكي، على مدى ستة أشهر.
وإلى جانب المساعدات المالية للأسر الفقيرة، توفر قطر ثمن وقود محطة الكهرباء في قطاع غزة، كما تمول مشاريع التشغيل المؤقت، علاوة عن تمويلها سابقا مشاريع بنى تحتية كبيرة، تمثلت في تعبيد الطرق الرئيسة، وإنشاء مدينة سكنية ومشفى متخصص.
في السياق، شرعت وكالة “الأونروا” باستئناف توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة، بعد أن أجرت تغييرا على آلية التوزيع السابقة، ليصبح التوصيل إلى منازل اللاجئين مباشرة، بدلا من تجمعهم في المراكز الخاصة بالعملية كما جرت العادة سابقا، بغرض ضمان صحة وسلامة اللاجئين المنتفعين بسبب انتشار فيروس “كورونا”.
وقالت “الأونروا” في بيان، إن ذلك يمثل الأولوية القصوى لها، ولفتت إلى أن الأسر المستفيدة المتعففة لن تقوم بدفع أي مقابل عند تلقي المساعدة الغذائية سواء نقداً أو عينياً لوسيط التوصيل.
ولوحظت عربات تجول شوارع قطاع غزة، وهي تنقل تلك المساعدات الغذائية المكونة من دقيق وزيوت وبقوليات، وتوصلها مباشرة إلى منازل المستفيدين، بعد أن تعاقدت الوكالة مع شركات خاصة في غزة لهذا الغرض.
وأكدت “الأونروا” أن هذه الخطوة جاءت من طرفها لمنع التجمعات في إطار الخطوات لمنع انتشار فيروس “كورونا”، مطالبة في ذات الوقت العوائل بعدم مغادرة منازلها لاستلام الطرود الغذائية تحت أي ظرف، ودعت المستفيدين للانتباه ومراعاة التدابير الصحية عند تلقي الطرد الغذائي في منازلهم، وذلك من خلال عدم وجود أي اتصال مباشر مع الوسيط عند تلقي الطرد الغذائي، مع المحافظة على مسافة مترين عند الاستلام، كما دعت المواطنين لعدم التوقيع على أي ورقة، أو لمس سيارة الوسيط، ودعت السكان المستفيدين إلى غسل أيديهم قبل وبعد استلام الطرود، وتنظيف تلك الطرود، مؤكدة أن التجمهر حول الوسيط سيؤثر على الفاعلية في التوزيع، وأنه قد يؤثر على الصحة العامة ويمنع تنفيذ الخطوات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.
وكانت الأسر الفقيرة في قطاع غزة تنتظر الحصول على تلك المساعدات، التي تعتمد عليها لتدبير أمور حياتها، خاصة في ظل حالة الشلل التي تصيب مرافق الحياة، بعد تقليص حركة السكان، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر “كورونا”، وما صاحبها من توقف الكثير من الأعمال.
وقال ربة منزل تتلقى أسرتها المكونة من ثمانية أفراد تلك المساعدات لـ”القدس العربي”، إنها ستعمل على تخزين قسم من المساعدات خشية من تأخر عملية التوزيع القادمة، في حال اشتد انتشار فيروس “كورونا”، مشيرة إلى أن ذلك يعني أنها ستقتصد في كمية الطعام الذي تستهلكه الأسرة، خاصة الدقيق.
والجدير ذكره أن أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونا مواطن هم من اللاجئين، حيث تقدم “الأونروا” مساعداتها الغذائية لنحو مليون لاجئ في القطاع، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.