لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت أزمة انقطاع الكهرباء في مصر على تعليقات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي الذين طالبوا الحكومة المصرية بالعمل سريعاً على إيجاد حل وتجنب قطع الكهرباء الذي يتزامن مع موجة الحر الشديد التي تضرب البلاد، فيما تداول النشطاء أنباء عن وفاة العديد من الأشخاص نتيجة حوادث لها علاقة بانقطاع الكهرباء.
وتوفي عازف الساكسفون محمد علي نصر في محافظة الإسكندرية قبل أيام عندما قام بإنقاذ أم وطفليها أثناء وجودهم في المصعد بعد تعطله بسبب انقطاع الكهرباء، حيث زلت قدمه في المكان ولقي مصرعه على الفور بعد إنقاد الأم والطفلين. وهي الحادثة التي أثارت موجة من الغضب والحزن في مصر خاصة وأنها مرتبطة بانقطاع الكهرباء اليومي الذي يعاني منه الناس، فيما أجمع المعلقون على أن العازف قام بعمل بطولي عندما ضحى بحياته من أجل إنقاذ السيدة وأطفالها.
وتجري الجهات الأمنية في الإسكندرية، تحقيقاتها لمعرفة ملابسات مصرع الشاب الفنان الذي توفي إثر سقوطه في بئر مصعد من أحد عقارات منطقة الإبراهيمية بوسط الإسكندرية.
وأطلق النشطاء المصريون الهاشتاغ «#قطع_الكهرباء» الذي سرعان ما تصدر قائمة الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في مصر خلال الأيام الماضية، فيما نشر الكثير من المستخدمين انتقادات لسياسة قطع الكهرباء المبرمج والتي تطلق عليها الحكومة المصرية اسم «تخفيف الأحمال».
كما تداول النشطاء على نطاق واسع مقطع فيديو من مسلسل «الاختيار» الذي تم عرضه قبل سنوات، ويظهر فيه عائلة لضابط في الجيش وهم يشكون من انقطاع التيار الكهربائي خلال فترة حكم الرئيس المدني محمد مرسي، وهي واحدة من الأزمات التي يحاول المسلسل تصويرها على أنها أحد أسباب تدخل الجيش في العام 2013 ومن المشاكل التي نجح الجيش في حلها والتغلب عليها بعد استيلائه على السلطة في مصر في الثالث من تموز/يوليو 2013.
ونشر المجلس الثوري المصري مقطع فيديو على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) يتضمن أغنية ساخرة عن انقطاع الكهرباء، وكتب المجلس معلقاً: «حوَّل المصريون مأساة حياتهم اليومية وهي قطع الكهرباء لأوبريت كوميدي دمه خفيف ورائع فنياً، لكن ليس هكذا سيتحسن الحال. موت الناس في المصعد ليس نكتة، وفساد الطعام والأدوية بسبب توقف الثلاجات ليس مضحكاً، وموت الناس من الحر في الصعيد لا يبهج القلب. لا تتعايش مع الظلم وقلة القيمة وتضحك».
وأضاف المجلس في تغريدة أخرى يقول: «حرمان شعب مصر من المرافق الأساسية بدءاً بقطع الكهرباء وقريباً قطع المياه مع نقص الأدوية والسلع الأساسية والارتفاع الفاحش في الأسعار والانهيار الاقتصادي نتائج مباشرة للتدمير الممنهج المستمر بلا مقاومة شعبية تذكر بعد توقف الحراك في 2015 وهذا لابد أن يعود».
وعلق أحد المصريين قائلاً: «الشعب كله حالياً ضد السيسي ما عدا شوية مغيبين ومنتفعين، مش آن الأوان بقا نتصالح ونتحد ضد السيسي وعصابته وحكومته وإعلامه الذين دمروا البلد. بدل ما تعمل حكومة جديدة الصح انك انت اللي ترحل وتغور حتى العلاجات هتبوظ في الصيدليات من قله الكهرباء».
ماذا نستطيع أن نفعل؟
وظهر أحد الشباب المصريين في مقطع فيديو تم تداوله على شبكات التواصل، حيث يقول الشاب: «أنا شغال في مكان، وهذا المكان يتوقف العمل فيه لمدة ثلاث ساعات بسبب أن الكهرباء مقطوعة، وهذا سيؤدي بنا إلى التوقف عن العمل نهائياً، وأنا حينها لن أجد عملاً ولن أجد أكل وشرب. أنا لدي صيدلية ولدي أدوية في الثلاجة، مثل الأنسولين، وعندما يتسبب انقطاع الكهرباء بتلف هذه الأدوية ماذا نستطيع أن نفعل؟».
ونقلت حسابات عديدة عن نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن ثروت الزيني قوله: «نفوق كبير للدواجن نتيجة قطع الكهرباء، والأسعار زادت بأكثر من 25في المئة». فيما زعمت حسابات أخرى أن «40 شخصاً توفوا في أسوان بسبب قطع الكهرباء والحر.. ومناشدات باستثناء المحافظة من تخفيف الأحمال».
وعلق أشرف نور: «في الوقت اللي الشعب المصري طافح الدم في قطع الكهرباء وغلاء رغيف العيش وحرمانه من كل ملذات الحياة، نرى أبناء جنرالات المجلس العسكري وحاشية وعصابة السيسي في ترف ونعيم يفوق الخيال ويطلبون من المواطن أن يتحمل الفقر والجوع عشان نبني البلد.. الوطن للسيسي وحاشيته، والوطنية للمواطن».
أما الدكتور كامل غانم فكتب يقول: «قسماً بالله أنا يومياً بحسبن عليك بسبب الثلاجة اللي باظت بسبب قطع الكهرباء المتكرر وربنا يجعل دعائي من نصيبك». فيما تساءل أحمد قابيل: «مين يعوضني على التلفزيون اللي اتحرق ده بسبب قطع الكهرباء؟».
وعلق مالك محمد الصغير: «إيه رأيكم نحلق صفر استنكاراً على قطع الكهربا والحر، واهو منها أفدنا الحلاقين ووصلنا رسالة سلمية، وكده كدة الشعر في الصيف بيحرر الرأس أكثر».
وكتب يحيى جمال: «لا يا حكومة متفقناش على كدا تقطع عني الكهرباء من 3 لـ5 العصر وترجع تقطعها عني تاني من 2 لـ3 الفجر حرام عليكم في الحر ده.. حسبي الله ونعم الوكيل». وعلقت ميرا تيم: «منكم لله قاطعين الكهربا دلوقتي مش عارفين ننام، منكم لله حنموت من الحر».
وكتب سيد رمضان: «أحسن موظف قايم بشغله مظبوط ويستحق جائزة أوسكار على شغله كمان هو موظف تخفيف الأحمال، موظف قطع الكهرباء»، فيما كتبت داليا: «قطع الكهرباء بدون مواعيد ثابتة مش بس بيسبب مشاكل اقتصادية على شغل الناس، لكن كمان ممكن يشكل خطر على حياتهم.. في ناس هتتعب وفي ناس في المستشفيات».
فوائد قطع الكهرباء عن المواطن
وعلق المهندس عبد الحليم محمود: «قطع الكهرباء عن الشعب المصري ليس بسبب أي أزمة. فلا توجد أزمة إنتاج كهرباء، ولا أزمة وقود، ولا أزمة عملة فلدينا فائض منها، ولا توجد زيادة في أسعار الوقود. إنما الأزمة الحقيقية هي أزمة القرار الوطني الذي يهدف من قطع الكهرباء لتنفيذ سياسة مستمرة لتعذيب الشعب وتجويعه وهدم الاقتصاد».
وكتب أحمد عنتر: «أسباب المشكلة بكل اختصار هي الفشل، الفشل في التخطيط لشراء بعقود آجلة، وعدم الأخذ بدراسات الجدوى في مشاريع فاشلة لا تدر دخلاً، والاستدانة الزائدة عن الحد».
وقالت سمية محمد في تدوينة ساخرة: «اللي فاكر إن الجيش هيسكت على المهزلة دي ويسيب المصريين فريسة لقطع الكهربا وغلاء الأسعار يبقا ميعرفش الجيش كويس، الجيش دا جيش الشعب وعامل خطة لكل حاجة ومن بكرة هننزل الجنود في كل ميادين مصر يبيعوا كشافات بالشاحن ومراوح يدوية ولمبات فسفور واكياس تلج».
أما محمد عاشور فقال: «أنا مش صعبان عليا غير الناس اللي كانوا يا عيني مصدقين ان لما الكهربا تغلى هيبطلوا يقطعوها». فيما قال محمد راتب: «غريبة قوي مش شايف أي فيديوهات أو بوستات للجان والطبالين بتوع الجمهورية الجديدة عن فوائد قطع الكهرباء عن المواطن في الصيف لمدة 3 ساعات وان دة من عبقرية سيادة الرئيس أو مثلا يهاجموا الرئيس الراحل مبارك لان الكهرباء مكنتش بتقطع في عهده غير كل سنة أو اثنين مرة».
وكتب أسامة عزت طاهر: «يعني ايه تقطعوا الكهرباء 3 ساعات: اختناق وضيق تنفس لشدة الحرارة وعدم وجود كهرباء للتهوية، وحياة غير آدمية بالمرة وخطورة على المرضى وكبار السن، ووقف حال في التجارة مع ضيق البيع والشراء.. ارحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء».
وعلقت روان عصام: «هو بجد يعني مفيش أي احساس بالناس ولا حتى فيه نوع من أنواع المسؤولية ناحية اللي عندها امتحانات ولا العيال اللي في ثانوية عامة دول يعملو ايه يعني ليه 3 ساعات؟ ما هي كانت ساعة واحدة وكنا راضيين. مش فاهمه ليه بجد قطع الكهرباء؟».
ونشر حساب «شمس الحرية» يقول: «يعني ايه فاتورة الكهرباء تزيد 40 في المئة وقطع الكهرباء يزيد من ساعتين إلى 3 ساعات واحنا في حر؟ مش عارفين يحلوا المشكلة كمان يزودوا سعرها ويقطعوها اكتر؟!! انهو بلد دي وانهو قرف اللي احنا فيه ده ونولع كده في الحر من غير مروحة من غير تلاجة من غير مية 3 ساعات متواصلة؟».