بعد يوم من تعليقها «معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون» التي أبرمتها الجزائر مع اسبانيا عام 2002 أصدرت السلطات الجزائرية أمرا لمديري المصارف بمنع عمليات التصدير والاستيراد من وإلى اسبانيا، وردت مدريد على هذا القرار بتصريح لوزير خارجيتها، خوسيه مانويل ألباريس، أمس الخميس، يقول فيه إن بلاده سترد «بحزم في الدفاع عن مصالح الشركات والمواطنين الاسبان».
تتناول الاتفاقية الآنفة قضايا كبيرة تهم البلدين، من مسائل الهجرة وتسلم المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون اسبانيا من الجزائر، وقضية الغاز، حيث أعلنت الجزائر أنها ستراجع تسعيره لاسبانيا، وقضية النقل حيث استثنت الجزائر اسبانيا من بين الدول الأوروبية التي أعادت إليها رحلاتها الجوية، كما منعت وصول الرحلات الاسبانية إليها.
كان لافتا للنظر أن هذا التصعيد الكبير في مستوى القطيعة بين البلدين أن السلطات الجزائرية لم تعلن عن أسباب صريحة لهذا القرار، وهو ما يخالف بروتوكولات التعامل المعتادة بين الدول، ويمكن أن يترجم بالنسبة للمواطنين الجزائريين الذين لديهم مصالح مع اسبانيا على أنه عدم اهتمام مديري الملف الاسباني في الجزائر بشؤونهم.
معلوم طبعا أن القرار الجزائري هو رد على تغيّر الموقف الاسباني، الذي ظهر في آذار/مارس الماضي، من قضية الصحراء الغربية، عبر إعلان مدريد عن دعمها خطة المغرب في منح الحكم الذاتي للمستعمرة الاسبانية السابقة، وهو ما يضعف الموقف الجزائري الداعم لجبهة البوليساريو التي تسعى للاستقلال الكامل للإقليم الذي يعتبره المغرب جزءا من أراضيه.
كان الرد متوقعا، وخصوصا بعد سحب الجزائر سفيرها من مدريد، وتوعدها «برد قاس» لكن اتجاه الجزائر نحو هذه القطيعة مع الجار الأوروبي يبدو كبيرا بمقاييس العلاقات بين الدول، وواضح أن الجزائر ستستخدم أسلحة النقل والهجرة، ولكنها، على الأغلب، ستكتفي بمحاولة رفع أسعار الغاز وليس قطعه، فهذه الخطوة لا تبدو في صالحها من الجانب التجاري والقانوني.
في حال تطبيق الجزائر لسيناريو قطع كامل لإمدادات الغاز فإن اسبانيا ستلجأ للتحكيم الدولي، وهو ما سيضر بسمعة الجزائر الدولية في مجال التعاقد والالتزامات وسيحملها دفع شرط جزائي ضخم كتعويض لمدريد، وهو ما أشار إليه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقوله إن بلاده ستفي بالتزاماتها في مجال الطاقة مع اسبانيا «حبا واحتراما للشعب الاسباني وليس لحكومة بيدرو سانشيز».
تأتي القطيعة الجزائرية ـ الاسبانية الحالية كفصل مكمّل لمسلسل القطيعة الجزائرية ـ المغربية، وواضح أن الجزائر والرباط تعتبران مسألة الصحراء الغربية قضية كبرى تتضاءل أمامها القضايا الأخرى، ويهون لأجلها استمرار تقطّع الوشائج والأواصر والأرحام وإغلاق الحدود كافة بين الشعبين الشقيقين، بحيث تندفع سلطات البلدين باتجاهين متعاكسين تماما، فتتقارب الرباط أكثر وأكثر مع إسرائيل، فيما تتجه الجزائر إلى استقطابات عابرة للقارات مع دول تعاني الحصار والعقوبات، مثل روسيا وفنزويلا وإيران.
من نافل القول، إن الشعبين الجزائري والمغربي هما الخاسران الأكبران من هذا العداء الهائل بين الجارين، وأن أحوال هذين الشعبين، وحراكاتهما الديمقراطية والمدنية ستتأثر سلبا بهذه الاستقطابات، وباستئثار قضايا السياسة الخارجية على قضايا الداخل.
بعد معادات المغرب في وحدته الترابية ولأكثر من 60 سنة وصرف المليارات من الدولارات من أموال الشعب الجزائري , خرجت الجزائر ب 0 صفر نتيجة.
وكيف توصلت إلى هذه النتيجة؟! يعني حكم مسبق دون معطيات وبيانات، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
إلى ميساء ، النتيجة هي ضياع التنمية على الشعب الجزائري إضافة إلى تقسيم الجزائر إلى جزائر شمالية عاصمتها الجزائر ، و جزائر جنوبية عاصمتها تندوف ، لقد قامت الجمهورية الصحراوية المزعومة على أراضي جزائرية و سكانها من دول الساحل و الصحراء. إذن من المنتصر ؟
النتيجة هي تمتع الاسبان بالغاز الجزائري بأسعار تفضيلية لعدة سنوات وباعتراف حكامكم أنفسهم.
الشعب المغربي ليس خاسرا لأنه يدافع عن أرضه ووحدته الترابية وهو في هذه القضية بالذات يؤيد الحكومة بدون تحفظ وبإجماع لا مثيل له رغم انتقاده لها بحدة في أمور أخرى..ولكن في موضوع الصحراء تذوب كل الخلافات. من هنا أجد أن استحضار المقارنة مع الشعب الجزائري الشقيق ليست في محلها. لأن هذا الأخير لا يعتبر البوليساريو قضيته بل إنه يعاني الأمرين ويدفع من قوته اليومي وميزانيته التي تستنزف من أجل قضية خاسرة لا ناقة له فيها ولا جمل ولا يفهم هذا الإصرار العجيب على عدم الخروج من الورطة التي علق فيها منذ نصف قرن ومرشحة لأن تستمر لنصف قرن قادم…رأي القدس حاول مشكورا مسك العصا من الوسط بحسن نية ما في ذلك شك ولكن عندما يتورط جارك في محاولة تقسيمك وتقزيمك وحشرك في الزاوية بالمفهوم السياسي والجغرافي مع استعمال كل الوسائل بما فيها شن الحرب العسكرية بواسطة المرتزقة فهنا لا مجال للحياد. مع التحية.
صحيح .. لا توجد عصا .. بل نصفها فقط .. و هو في يد نظام الجزائر منذ نصف قرن ..
هذا طبيعي يا أخ أسامة . فهذه افتتاحية فلا مجال للإنحياز!
المغرب دولة عريقة و جذورها ضارية في عمق التاريخ و قادتها مارسوا فنون الدبلوماسية و السياسة منذ 12 قرنا، و طيلة مدة صراع المغرب مع اسبانيا لاجبارها على الاعتراف بسيادته على اراضيه الصحراوية لم يقطع قط علاقاته الدبلوماسية او التجارية او الثقافية معها رغم تعنتها و امعانها في عرقلة وحدته الترابية الى ان اقتنعت بضرورة رفع يدها عن معاكسة المصالح العليا للمملكة وذلك عبر ضغط مغربي بوسائل حضارية و راقية بعيدا عن التهور و النرفزة.
معاهدة التعاون و حسن الجوار وقعت عليها اسبانيا و الجزائر أسبوعين فقط بعد أزمة جزيرة المقدونس سنة 2002و حينها كانت الجزائر البلد العربي و الاسلامي الوحيد الذي اصطف مع اسبانيا فقط ضدا في المغرب ….الان تقطع علاقاتها و توقف الاتفاقية مرة اخرى ضدا في المغرب و الغريب انها تتحدث بأنها لا ناقة لها و لا جمل في قضية الصحراء المغربية .
لا يملك الشعب الجزائري أمره , وكذلك الشعب المغربي !
الشعوب تريد السلام والوئام !! ولا حول ولا قوة الا بالله
الشعب المغربي “المغلوب على أمره” حسب قولك هو من استرجع الصحراء بواسطة مسيرة خضراء لم يشهد التاريخ مثيلاً لها . المرحوم الحسن الثاني طلب 350000 متطوعاً 10% منهم نساء ولكنهم اضطروا لغلق باب التطوع بعد ساعات لأن العدد وصل الملايين…أنت لا تعرف الشعب المغربي وربما لم تطأ قدماك أرض المغرب.
الشعب المغربي لم يشتكي لك ، الشعب المغربي تحت قيادة رشيدة وحكيمة. لا تحاول ان تساوي بين الظالم والمظلوم.
الشعب المغربي و لله الحمد يملك امره و لم يشتك لاحد!
الشعب المغربي يملك أمره في قضية الصحراء المغربية ، فمهما اختلفنا نحن المغاربة إلا أن قضيتنا العادلة هي محل اجماع من طرف الجميع و المغربي مستعد للقتال من أجل قضيته ، فهلا سألت مواطنا جزائريا إن كان مستعدا للتضحية من أجل البوليساريو ؟
سامحوني يا ناس ، الصحراء الغربية هي قضية تهم المملكة المغربية و الصحراويين انفسهم. فما دخل الجزائر ؟ اشرحولي من فضلكم. لا افهم لماذا الجزائر ترد بهذا الشكل على اسبانيا ويكون الشعب الجزائر خاسرا. و شكرا لكم؟
تساؤل معقول أخ عبد الله. المتابعين البعيدون جغرافيا على المنطقة بدأوا يدركون من المسؤول الحقيقي على هذا النزاع… و هذا في حد داته شيء إيجابي جدا. تحياتي
في المقال جاء :”… تتجه الجزائر إلى استقطابات عابرة للقارات مع دول تعاني الحصار والعقوبات، مثل روسيا وفنزويلا وإيران. …”
هل هذه رؤية استراتيجية أم انتحارية… أنا شخصيا أرى في كل المقاربة الجزائرية كلها مقاربة انتحارية تُحطم الدات و البلد والعباد و لو بعد حين.
ليعلم القاصي والداني أن الصحراء المغربية قضية محورية لدى كل المغاربة بدون استثناء ، وإن كنا نأسف لما وصلت إليه شيطنة النظام الجزائري إلا أننا لا نحفل ولا نهتم لأي قطع للعلاقات مع هذا الجار الناكر للجميل ونحن ماضون بإصرار في تنمية بلدنا وصحرائنا برؤى استشرافية ومستعدون لكل الإحتمالات . لقد اعتدنا على العجرفة الجزائرية
لا تحملوا المغرب تبعات السياسة العدوانية لجنرالات الجزائر. أرض المغرب وتعني الپوليزاريو. فما دخل الجزائر حتى تملي على الدول ما تفعله؟
الصحراء قضية وطنية لا يمكن للشعب المغربي ان يتنازل عنها . و الحكام في الجزائر يستغلون هذة القضية حتى لا يثور عليهم الشعب الجزائري الذي يعاني بسببهم.