برلين ـ “القدس العربي”: من علاء جمعة ـ قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور الأربعاء إن الوضع في الولايات المتحدة بعد الانتخابات قابل للاشتعال وعبرت عن قلقها من أن يفضي إلى أزمة دستورية. وقالت لقناة (تسي دي.إف) التلفزيونية الألمانية: “هذا وضع قابل للاشتعال بشدة. إنه وضع يمكن أن يؤدي إلى أزمة دستورية في الولايات المتحدة مثلما يقول الخبراء. وهذا أمر يثير قلقنا البالغ بالطبع”.
وأشارت الوزيرة الألمانية إلى أن العلاقات بين برلين وواشنطن “مرت باختبار صعب في السنوات الـ 4 الماضية” في ظل رئاسة ترامب، مضيفة: “هذه الصداقة أكبر من مجرد مسألة الإدارة الحالية في البيت الأبيض”.
وكان الرئيس الأمريكي المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب قال إنه حقق الفوز في الانتخابات، وألمح إلى الذهاب إلى المحكمة العليا لحماية هذا الفوز.
وزعم، في كلمة من البيت الأبيض، حدوث “احتيال كبير” في فرز الأصوات، دون أن يقدم دليلا على ذلك.
يأتي هذا بينما يتواصل فرز الأصوات في عدد من الولايات المتأرجحة الرئيسية، وسط احتدام المنافسة بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي حث أنصاره في وقت سابق على التحلي بالصبر لحين انتهاء المسؤولين من فرز الأصوات.
وقال ترامب: “كنا نستعد للفوز في هذه الانتخابات. بصراحة، لقد فزنا في هذه الانتخابات”، وشكا من أن المسؤولين علقوا فرز الأصوات في ولاية بنسيلفانيا حتى صباح اليوم (بالتوقيت المحلي). واعتبر أن التأخير “يحرج بلادنا”، وتعهد بإحالة الأمر إلى المحاكم الأمريكية.
نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أولاف شولتس، دعا الأطراف الأمريكية إلى فرز جميع الأصوات في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.
وقال السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، في برلين صباح الأربعاء، إن الانتخابات يجب أن “تجرى بالكامل” حتى يمكن أن يؤثر تصويت كل مواطن على النتيجة.
وقال شولتس إن التطورات في الولايات المتحدة تدعو إلى الإصرار على أن تطور أوروبا من قوتها، وقال: “الأمر يتعلق بالسيادة الأوروبية عندما نناقش سياسة المستقبل”، موضحا أن النظام العالمي القائم على القواعد يوفر الأساس للتنمية الجيدة لكل دولة. وقال السياسي الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية: “لذلك يدور الأمر في هذه المناسبة أيضا عن أوروبا قوية”. وجاءت تصريحات الوزير قبل مؤتمر عبر الإنترنت مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي.
كما حذر وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابريل من حدوث فراغ في السياسة الخارجية بالولايات المتحدة حال ظلت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية غير واضحة لفترة.
وقال غابريل، الذي يترأس حاليا جمعية “جسر الأطلسي” لتعزيز العلاقات الألمانية-الأمريكية، اليوم الأربعاء، في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني “تسي دي إف” إنه إذا انشغلت الولايات المتحدة بنفسها لأشهر وبدون قيادة واضحة، فسيكون ذلك “مشكلة كبيرة”.
وأضاف غابريل: “هذا سوف يسعد أولئك الذين يريدون ملء الفراغ. هؤلاء هم الصين وروسيا وتركيا”، مشيرا إلى أن أوروبا لسوء الحظ أضعف من أن تفعل ذلك، موضحا أنه من الصعب جدا على العالم أن تفشل دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة عمليا، مشيرا إلى تحديات مثل احتواء جائحة كورونا أو انتشار الأسلحة النووية.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عبر عن أمله في تحسن العلاقات بين الأوروبيين والأمريكيين عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وذكر ماس أن الشراكة “لم تعد تعمل” في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه كانت هناك باستمرار أزمات وصراعات جديدة لم يتم حل أي منها، وقال: “هذا ليس تطورا جيدا لنا جميعا وليس للولايات المتحدة أيضا”.
وأغرق ترامب الأربعاء الولايات المتحدة في المجهول عند إعلان فوزه في الانتخابات فيما لا يزال فرز الأصوات مستمرا وحيث يبدو منافسه الديمقراطي جو بايدن في وضع جيد.
وكان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قد أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء فرز الأصوات كما أعلنت وزيرة الدفاع الأربعاء.
مجلة شبيغل الألمانية وصفت على موقعها الإلكتروني أن ما يحدث هو أمر محزن بكل المقاييس، بيد أنه يتناسب مع الصورة التي رسمها ترامب لنفسه، فهو لا يهتم بالمعايير الديمقراطية.
وقالت: “لطالما اعتبرت الديمقراطية الأمريكية المثال العظيم والمشرق في العديد من البلدان حول العالم. بيد أن هذا أصبح من الماضي، فما قام به الرئيس الأمريكي بإعلان نفسه الفائز قبل الأوان، واتهام خصومه السياسيين بالاحتيال، بالرغم من أن مئات الآلاف من الأصوات لم يتم فرزها بعد، لهو أمر سيئ وسخيف ومعاد للديمقراطية.