قلق اسرائيل من الصواريخ السورية ومبرراته

حجم الخط
36

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل يعيش حالة من الارتباك غير مسبوقة، فهو يدرك جيدا ان انتقال الاسلحة والصواريخ المتطورة من سورية الى حزب الله في لبنان لم يتوقف، ولكنه لا يستطيع في الوقت نفسه ان يتعاطى معها بالطريقة التي كان يتعاطى فيها في السابق، اي ارسال طائراته لتدميرها لانه يدرك جيدا ان احتمالات الرد السوري هذه المرة ربما تكون اكبر من اي مرة سابقة.
بالامس نشرت صحيفة ‘الصنداي تايمز’ البريطانية خبرا من مراسلها في تل ابيب عوزي محنيمي قال فيه ان الجيش السوري نشر صواريخ ارض ـ ارض متطورة تطال اهدافا في تل ابيب نفسها وجاهزة للاطلاق في حال شنت الطائرات الاسرائيلية هجوما جديدا على مواقع سورية.
مراسل الصحيفة وثيق الصلة بالاجهزة الامنية الاسرائيلية، ولذلك لم يكن مفاجئا ان يكشف ان اقمارا صناعية رصدت نصب هذه الصواريخ، وان ينقل عن الخبير العسكري الاسرائيلي عوزي روبين بان صواريخ ‘تشرين’ هذه دقيقة للغاية ويمكن ان تسبب ضررا خطيرا وقادرة على وقف جميع الرحلات الجوية التجارية الى خارج اسرائيل حتى في حال عدم وصولها الى مطار بن غوريون في تل ابيب.
نتنياهو هدد بانه يعتبر نقل صواريخ ومعدات عسكرية متقدمة الى حزب الله في لبنان بمثابة اعلان حرب، ولن يسمح بذلك، كما حذر من ان اي رد سوري على غارات اسرائيل سيؤدي الى اسقاط النظام في دمشق، اي شن الطيران الاسرائيلي غارات مكثفة، وربما الى تدخل بري لاحتلال العاصمة السورية.
تهديدات نتنياهو هذه ربما تأتي في اطار الحرب النفسية، لانه يدرك جيدا، ومن خلال رسالة تلقاها من الزعيم الروسي فلاديمير بوتين من ان اي هجوم اسرائيلي سيواجه هذه المرة بالرد الفوري.
التحذير الروسي جرى تدعيمه برفض طلب نتنياهو الوقح بعدم تسليم سورية صواريخ اس 300 المضادة للطائرات، وهو الذي، اي نتنياهو، اوقف تسليم مثل هذه الصواريخ المتطورة جدا الى ايران في رحلة سابقة الى موسكو.
ويظل من الجائز القول بان نتنياهو يشعر حاليا بالاهانة مرتين، الاولى عندما فشلت مساعيه في منع وصول هذه الصواريخ الى سورية وفي مثل هذا التوقيت، وخوفه من ضرب اي قوافل صواريخ متجهة من دمشق الى حزب الله لما يمكن ان يترتب عليه من ردود بقصف تل ابيب، الامر الذي قد يشعل حربا اقليمية او دولية يكون هو المتسبب فيها.
ومع ذلك من غير المستبعد ان لا يتردد شخص مثله في اشعال هذه الحرب، وتوريط امريكا والغرب في حرب يحاولان تجنبها بكل الطرق والوسائل لمعرفتهما المسبقة بنتائجها المدمرة، وعدم القدرة على التحكم بنتائجها، او المدى الزمني لها.
نتنياهو لم يجاف الحقيقة عندما قال يوم امس ‘ان الشرق الاوسط يمر في احدى اكثر الفترات حساسية منذ عشرات السنين والوضع في سورية في مقدمة ذلك، ونحن نتابع عن كثب التغيرات هناك ونستعد لاي سيناريوهات’.
السؤال هو حتى متى تستمر هذه المتابعة لان الوقت حتما ليس في صالح اسرائيل، لانها قد تكون من اكثر الخاسرين اذا ما اشتعل فتيل الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Ali Sameer:

    لو إتخذنا الأمور من ناحية الثورات العربية وتمسكه بالكرسي واهتمامه بالسلطة فقط نأخذ مثال على الدول التي حصلت بها ثورات بوضعها الحالي ..
    تونس في إقتتال داخلي وكتل سلفية وانفلات أمني خام ….
    أما مصر أم الدنيا فهيا في إنفلات لا بعده إنفلات .. حيث أن لا يوجد كلمة للدولة على العسكر ولا على الشعب وفلتان أمني واقتتال مسيحي ومسلم …..
    أما ليبيا والأكثر حزنا جبهات نضالية لا يوجد لها هدف ولا معني
    فأين الناتج الإيجابي من هذه الثورات بالعكس تمام لا يوجد أي إيجابيات بل بالعكس فلتان في كل دولة حصل فيها الثورات … كنا نتمني أن يكون ناتج الثورات إلي الأفضل للحرية وحرية الرأي وحكومات صادقة بل بالعكس فلو تم الوضع على ما هوا علية من قبل أفضل .
    لا نستطيع أن نتهم الأسد على الكرسي والحكم … لأنه سوريا نفس العراق تمام عندما ذهب على صدام … فلت الشعب وكل يوم يقتل بعضه البعض من سنة وشيعة .. أما سوريا فبها أكثر من سنة وشيعة والذي سوف يحصل اكثر بكثير مما يحصل بالعراق …
    علينا ان نقول احتمالات تمسك الاسد بالحكم وهو الحفاظ على هذا البلد من الإقتتال الداخلي الذي لا نهاية له وأن يبقى اليد الضاربة لإسرائيل وداعمة حزب الله والحركات الجهادية بالسلاح ويحمي الشعب السوري من اي حماقات خارجية

  2. يقول Hassan:

    ” كلما أشعلوا نارا للحرب …”. النظام السوري لن يجرؤ على ضرب الصهيانة
    في الجولان أو في فلسطين. العدو الصهيوني لا يجرؤ أيضا على فتح جبهة
    مع سوريا. كل الأطراف التي تتناحر في سوريا لا بد أنها تربطها بالعدو الصهيوني مصالح مشتركة فيما بينها. روسيا هي مهد الصهيونية. العربان
    هم المنفقون على الصهاينة. إيران لها أهل الصهانة عندها على أرضها. حزب الله يريد استمرار الوضع كما هو في لبنان وخاصة التماس مع العدو الصهيوني.
    النظام السوري استمراره مرتبط بمدى تزكية الصهاينة له وإلا لكانوا قد وصلوا إليه منذ زمن. أمريكا هي راعيتهم جميعا. الشعب السوري داست عليه حوافر الفتنة. فمن من هؤلاء جميعا له مصلحة في قيام حرب؟ إذا لماذا أريد
    لسوريا الفوضى؟ هل لأجل التقسيم؟ وهل سوريا بتلك القوة حتى يسعى من له هدف التقسيم إلى ذلك؟ وهل سوريا أصلا هي آخر معقل لما يقال أنها الممانعة؟
    إلى ماذا إذا ستضفي مسألة سوريا؟ لعل الله عز وجل يعد أمرا للشام ككل رغم
    المحنة التي لا بد أن تعقبها منحة من عنده. وكل هذا لا بد أنه ينبيء بالدرجة الأولى أن العدو الصهيوني بدأ زواله في العد التنازلي بعد محاصرته وترنحه
    إنما يظهر في إطالة عمر الأزمة المتفجرة في العالم العربي وفي سوريا بالتحديد. فماذا لو فوجيء العدو الصهيوني بما لا يتوقع؟

  3. يقول د . أبو مالك.:

    نعم الحرب قادمة لا محالة ، ليست سوريا هي الهدف ، بل المفاعلات النووية الإيرانية ، فالكيان الصهيوني يعيش في ازمة يعتبرها اليمينيون الذين يديرون دفّة الحكم في هذه الساعة في الكيان الصهيوني، فمعظمهم توراتيون مهوسون بحبّ المغامرة ، وهؤلاء يؤمنون بأنّ العالم مهما كان مناصرا لهم لن يصل للتضحية لإنقاذهم ، لهذا فهم عازمون على أخذ زمام المبادرة بأيديهم فقط، والزيارات العلنية والسريّة التي يقوم بها العسكريّون الأمريكان هي من أجل تحذيرهم من الأخطار التي يمكن أن تلحق بالكيان الصهيوني الذي قد يصل إلى الفناء ، فأمريكا بقيادة أوباما ووزير حربه ضدّ التدخل العسكري المباشر بعد الدروس المأساوية التي مرّت بها ولا زالت تمرّبها في العراق وأفغانستان ، والغرب وأمريكا على شفا الإنهيار الإقتصادي ، فهم ينامون ويصحون على همّ الإنعاش الإقتصادي المتدهور لبلدانهم ، ولهذا لم يجرؤا على التدخّل المباشر فيما يحدث في سوريّا حتّى لو أباد النظام معظم الشعب السوري ، وأمريكا لا تثق كثيرا بقدرات الحلفاء في الوطن العربي لأخذ زمام المبادرة ، ناهيك عن تخوّف الخليج من تبعات الحرب على إيران المدعومة عسكريّا من روسيا وحليفها حزب الله ، فتجربتهم المريرة وما لحق بهم من دمار وأخطار في الحرب على العراق لا زالت ماثلة للعيان ، بل لا زالت العراق تعيش مخاضا عسيرا قد ينقلب سلبا على دول الخليج ، ولهذا هي بالغنى عن مأزق جديد قد يكون مُدمّرا إذا ما تحالفوا مع أمريكا والكيان الصهيوني في الحرب على إيران والهدف من زياراتهم إلى البيت الأبيض إلاّ لبثّ مخاوفهم ، بل وإبلاغ الحليف الأمريكي بالنأي بأنفسهم عمّا تُخطّط إسرائيل إليه، ومن هنا نقول بأنّ الخاسر الوحيد وبشكل جوهري قد يصل إلى الزوال عن الوجود هو الكيان الصهيوني، وهذا الإحتمال وارد ن فلا يمكن للغرب وأمريكا أن تُخاطر بالدخول في حرب عالمية ثالثة مُدمّرة….

  4. يقول cynical:

    لن يحدث شيء لأن اطلاق صاروخ واحد معناه بداية مرحلة تصفية رؤوس النظام المتهالك أصلاً و بالتالي سيسقط بشكل سريع . هذا النظام صنيعة غربية و يعرفون كيفية التخلص منه بفترة قصيرة و لكن التآمر على الشعب المسكين و الحسابات الخاصة بالغرب بدون رحمة …الله يفرجها علينا و يرجعنا لبيوتنا

  5. يقول المجد العربي:

    المضحك المبكي في هذه المعادلة ان اسرائيل استطاعت جر النظام لمحاربة شعبه الذي ثار مطالبا بالحرية في وقت اشبه مايكون ان يتدخل راكب بالسائق الذي يسابق الزمن بسيارته ويقودها للحاق بركب المتسابقين مطالبا بحقه في هذه المركبة ويريد تغييير او حرف مسار الرحلة او التوقف لسبب ما ,مما دفع السائق أن يشتبك مع الراكب ويكيله ضربا وطعنا واهانة,
    هذا ما اراده العربان والغرب لسوريا ان تتقتت وتغرق في الحرب الاهلية
    هم اول من سماها حربا اهلية ولم تكن كذلك
    فلسيعد من اراد الانتقام من سوريا فهاهي تحارب العالم من اجل الحرية المطلوبة, واليكم يامن تسمون انفسكم ثوارا بلدكم يحترق انتم المسؤولون اولا فرغم جراحكم ومصائبكم نقول لكم بالعامية ” الله لايعطيكم العافية”

  6. يقول ابومحمد العربي:

    نتنياهو ليس مرتبكاً ويستطيع الرد في كل لحظة على تسرب الأسلحة الى حزب الله من النظام ولكن الذكاء والفطنة اليهودية تقول له ان الوقت لايزال مبكراً للتدخل في المعمعة السورية اللتي ستنتهي بسقوط الأسد فلماذا العجلة طالما ان قوات الأسد وميليشاته وميليشيا حزب الله تحارب الشعب السوري وتتسبب في دمار سورية وشعبها وكذالك اضعاف قوة حليفها نصرالله وايران وبما ان اليهود معروفين بحدة ذكائهم واستغلالهم الفرص كما فعلوا مع الإنكليز عندما فجروا فندق نجمة دواد في القدس ليأخذوها ذريعة لشن حربهم على العرب فلماذا يتدخلون اليوم وهم واثقين ان خسائرهم ستكون اكبر ممالو تدخلوا بعد ان يهدا غبار معركة حسن نصرالله وميليشياته مع الشعب السوري

  7. يقول محمد الخالد:

    ادانة اسرائيلية للنظام السوري وليس تهديد:
    علمنا النظام السوري أنه لايرد على الضربات الاسرائيلية المذلة والمهينة وكذلك ايران وحسن نصر الله وتهديد النظام الأخير ليس استثناء.
    وعندما تقول اسرائيل ان صواريخ النظام موجهة لتل أبيب فهذا لتبرر لنفسها تدميرهم بضربة استباقية بحجة الدفاع عن النفس.
    أما قول اسرائيل “ان اي رد سوري على غارات اسرائيل سيؤدي الى اسقاط النظام في دمشق” فهو ليس تهديدا لأنها تعرف أن النظام لن يرد وانما ادانة للنظام بأن خسارته للسلطة أسوأ عنده من خسارة وطنه للحرب.
    والثورة السورية هي التي أجبرت اسرائيل على فضح النظام السوري باللغة التي يفهمها وسر التفاهم الضمني بينهما وهدوء جبهة الجولان على مدى أكثر من 40 عاما.

  8. يقول أبو علي - الجزائر:

    جواب للقارئ والمعلق “فؤاد الفيلي” عن السؤال : “لماذا لم تبدي اسرائيل يوما اي قلق بخصوص الترسانه الصاروخيه السعوديه الضخمه ؟؟”. الجواب بكل بساطة هو أن هذه الترسانة مجهزة لضرب إيران أو أي دولة عربية شقيقة وليس لضرب إسرائيل. هذا جواب دبلوماسي، ه “.

  9. يقول خليجي:

    اقوى جيش عربي بكل المقايس هو الجيش االعربي السوري لا توجد دوله يمكنها تحمل ما جرى في سوريه اكثر من عدة اشهر ولاكن قدر الجيش السوري تحمل الضربات واالاستمرار . هاذا ليس تايدا ولاكن عجابا بقوة تجهيز الجيش . سوريه لم ترد على اليهود خوفا من خيانت العرب وليس خوفا من قوة اليهود . لو ردة لما العرب بطلب تدخل اممي لحماية الشعب اليهودي اي مواطن عربي يعرف هاذا . حصول الجيش السوري على صواريخ س 300 هو اختراق حاجز عضيم لانه لا يوجد نفس نوع هاذا السلا ح في اي دوله عربيه كانت او اسلاميه والبتريوت الموجود في الامارات هو مستاجر وتحت اداره امريكيه وليس ملك للعرب . يجب على الجيش السوري تعلم تصنيع هذه التقنيه باي ثمن عند حصولهم على النموذج.

  10. يقول حسين- الجزائر:

    اوافق كليا تحليل عبد الباري عطوان لانه حقا اذا غارت اسرائيل على سورية فرد سورية سيكون سريعا و مدمرا لسببين اولهما ان لم يرد بشا ر الاسد فانه سيفقد للابد مصداقيته و ثانيا تسليم روسيا صواريخ ا س 300 هو بمثابة الموافقة الوسية للرد على اي غارة اسرائيلية. اسرائيل لن تقوم باي غارة احرى على سورية لانها تدرك هذه المرة ان روسيا اعطتها الموافقة بالرد والا ما سلمتها الصواريخ اس 300 المدمرة و الدقيقة. ااكد مرة اخرى ان اسرائيل لن تقوم باي غارة اخرى على سورية حتى و لو علمت ان سورية تسلم صواريخ متطورة لحزب الله

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية