برلين ـ لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: بالتزامن مع توغل عناصر حركة «طالبان» في العاصمة الأفغانية، كابول، عمدت الدول الغربية إلى إجلاء ما تبقى من بعثاتها الدبلوماسية.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الأحد إن العاملين في السفارة الأمريكية بكابول غادروا المبنى وذهبوا إلى المطار بعد أن دخل مقاتلو «طالبان» العاصمة الأفغانية.
وجرى نقل الدبلوماسيين الأمريكيين بطائرات هليكوبتر إلى مطار المدينة التي تُنقل قوات أمريكية إليها بطريق الجو لتوفير الأمن وسط نزوح الأمريكيين وحلفائهم المحليين وأجانب آخرين في وجه تقدم مقاتلي «طالبان» المفاجئ.
وقالت مصادر إن معظم العاملين الأمريكيين سيتم إجلاؤهم من كابول خلال اليومين المقبلين.
وبين بلينكن «نعمل على ضمان أمن وسلامة أفرادنا. ننقل الرجال والنساء العاملين في السفارة إلى مكان في المطار».
وأضاف أن واشنطن أرسلت المزيد من القوات الأمريكية لإخراج المسؤولين الأمريكيين من أفغانستان «بطريقة آمنة ومنظمة» بينما تحتفظ «بوجود دبلوماسي أساسي».
في السياق، أعربت الحكومة الفرنسية عن قلقها حيال أمن المواطنين الفرنسيين المتبقين في كابول والموظفين المحليين الموجودين هناك.
وأعلنت مصادر في الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع على مدار الساعة « الموقف المتردي والمثير للقلق بشدة في أفغانستان» وأضافت هذه المصادر أن أمن الفرنسيين والموظفين المحليين الأفغان « له الأولوية المطلقة».
وتابعت المصادر أن فرنسا كانت خلال الأسابيع الماضية واحدة من دول قليلة قدمت الحماية الميدانية بالنسبة للأشخاص المهددين في أفغانستان، وأشارت المصادر إلى أن هذه الحماية ستستمر، وقالت إن فرنسا تقف إلى جانب الشعب الأفغاني.
باريس ترسل تعزيزات عسكرية إلى الإمارات لإجلاء رعاياها من أفغانستان
ولاحقا، أعلنت الخارجية الفرنسية، أنها ارسلت تعزيزات عسكرية إلى الإمارات العربية المتحدة لتسهيل إجلاء الرعايا الفرنسيين من أفغانستان بعدما نقلت سفارتها إلى مطار كابول.
وقالت الخارجية في بيان إن «وزارة الجيوش سترسل في الساعات المقبلة تعزيزات عسكرية ووسائل جوية إلى الإمارات العربية المتحدة لبدء أولى عمليات الاجلاء نحو ابوظبي» مضيفة أنها قررت أيضا «نقل السفارة إلى موقع مطار كابول للبدء خصوصا بإجلاء جميع مواطنينا الذين لا يزالون في البلاد».
وقالت باريس إنّ «السفارة ومركز الأزمات والمساندة» في وزارة الشؤون الأوروبية والخارجية «على اتصال بالفرنسيين الذين أبلغوا عن أنفسهم».
وأوضحت أن «عمليات الإجلاء المنهجية لمواطنينا جارية منذ أسابيع» مضيفة أنه تم استئجار رحلة خاصة في 16 تموز/ يوليو.
كذلك أعادت فرنسا التشديد على رغبتها في «الاستمرار بتوفير الحماية لشخصيات المجتمع المدني الأفغاني وللمدافعين عن حقوق الإنسان والفنانين والصحافيين الذين يتعرضون للتهديد بشكل خاص بسبب التزامهم».
وقال البيان «يجري حاليا القيام بكل شيء للحفاظ، قدر الإمكان، على القدرة على إصدار تأشيرات من مطار كابول».
كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي أن وصول «طالبان» إلى أبواب كابول يجعل «حماية» موظفيه الأفغان من أي أعمال انتقامية «امرا أكثر الحاحا». وقال متحدث باسم الاتحاد «الوضع طارىء جدا، نتعامل معه بجدية كبيرة ونواصل العمل معا، مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لبلورة حلول سريعة بالنسبة إليهم (الموظفون الافغان) والى سلامتهم. نحن على اتصال وثيق، بالدول الاعضاء لتأمين أكبر قدر من الفرص ليتمكن موظفونا المحليون من الانتقال إلى مكان آمن».
في الموازاة، أعلن وزير الخارجية الكندي مارك جارنو في بيان أن بلاده ستعلق مؤقتا عملياتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول، وأن أفرادها في طريق العودة لبلادهم.
وأضاف الوزير في البيان «الوضع في أفغانستان يتطور بسرعة ويشكل تحديات خطيرة لقدرتنا على ضمان أمن وسلامة بعثتنا». وأضاف أن الكنديين هناك «في طريقهم حاليا للعودة إلى كندا بأمان».
إلى ذلك، بدأ الجيش الألماني حملة عسكرية بمشاركة عشرات المظليين المؤهلين من أجل إجلاء عشرات الرعايا الألمان من كابول.
ووفقا لبيان وزارة الخارجية، لا يزال هناك 30 موظفا عاملا موجودين في بالسفارة الألمانية في كابول، بالإضافة إلى ضباط من شرطة الفيدرالية كما يوجد نحو 80 مواطنا ألمانيا يعملون في منظمات التنمية. وسيتم نقل الموظفين المحليين الألمان والأفغان من قبل القوات الجوية.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن برلين مستعدة لجميع السيناريوهات حيث تعتزم إجلاء دبلوماسييها وموظفي سفارتها.
وبين، لصحيفة «بيلد» «أهم أولوياتنا الآن هي سلامة طاقم سفارتنا. لن نخاطر بسقوط مواطنينا في أيدي طالبان. نحن مستعدون لجميع السيناريوهات».
وعقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والعديد من أعضاء مجلس الوزراء اجتماعا طارئا السبت وناقشوا كيفية إعادة الموظفين الدبلوماسيين والموظفين العاملين في المنظمات الألمانية إلى الوطن
وصرح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر بأنه يعتبر مهمة الجيش الألماني في أفغانستان أخفقت، وأنه يتوقع حركة لجوء جديدة إلى أوروبا.
وقال زيهوفر لصحيفة «أوغسبورغر ألغيماينه»: «ما يحدث حاليا في أفغانستان يعد كارثة. الهدف الكبير كان تحسين الظروف المعيشية للأشخاص وتحقيق الاستقرار للبلاد. واليوم يتعين للأسف على المرء القول: لقد أخفق ذلك» ولكنه أكد أن الدافع وراء مهمة الجيش الألماني كان مبررا.
وطلبت حكومة نيبال، المساعدة في إجلاء نحو 1500 نيبالي يعملون حراس أمن في سفارات أجنبية ومنظمات إغاثة دولية في أفغانستان. وقالت سيوا لامسال، المتحدثة باسم وزارة الخارجية النيبالية، في كاتمندو «كتبنا رسميا للسفارات نطالبهم بذلك».
أضافت لامسال أن الحكومة شكلت لجنة لتحديد العدد الفعلي للنيباليين الذين يعملون في كابول وأنحاء أفغانستان.
وتابعت «ستتخذ الحكومة ترتيبات لإجلائهم».
وليس لنيبال تمثيل دبلوماسي في أفغانستان، لكن ألوفا من مواطنيها يعملون حراس أمن في المقار الدبلوماسية هناك.