عمان- ‘القدس العربي’- من : لا يمكن بناء مساحات من التفاؤل السياسي قبل ساعات فقط من إنعقاد القمة العربية المستجدة في الكويت بعدما بات واضحا أن فعاليات القمة متجهة نحو ‘تقزيم’ التمثيل الخليجي وإقتصاره على مستويات أقل من المعتاد في الوقت الذي أقرت فيه الدولة المضيفة على الأرجح بالواقع وإمتنعت عن معاندة الإتجاه السعودي الواضح لتجنب ملف ‘المصالحات’ خلال وقت إنعقاد القمة.
وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد عبر عن الموقع الكويتي المحرج عندما لفت النظر إلى ان بوصلة قمة الكويت ستتجه نحو القضايا الأساسية التي سيناقشها الزعماء الأخوة مشيرا لإن مسألة ‘ الخلافات’ تعالج دوما في إطار العلاقات الودية بين القادة.
الرسالة السياسية واضحة المعالم هنا وفكرتها أن السعودية متمسكة ببرنامجها التصعيدي ضد دولة قطر وترفض الإستجابة لجهود ثلاثة دول حاولت العزف على وتر’مصالحة خليجية’ هي الأردن وسلطنة عمان والجزائر. ومعنى ذلك كما فهمت ‘القدس العربي’ من خبراء يتابعون المشهد في الكويت أن الفرصة غير متاحة بقرار سعودي تقره مصر والإمارات والبحرين- على الأرجح لإنجاز اي مصالحات خليجية أو خليجية عراقية على هامش تحضيرات القمة العربية ما لم تحصل مفاجآت وتحولات في اللحظات الأخيرة.
إرجاء القمة الأمريكية- الخليجية التي كانت ستشهدها الرياض بعد القمة العربية مباشرة عامل إضافي يساند الإنطباع بان المصالحات المفترضة ستتغيب عن قمة الكويت وسط مؤشرات إضافية على أن جدول الأعمال سيركز حصريا على الملف السوري ولن يتقدم بخطوات ملموسة ومباشرة تجاه ما يسمى بخطة كيري وسيحافظ على كلاسيكيات بيانات القمم العربية الختامية المعتادة.
الأنباء عن إرجاء لقاء قادة الخليج مع الرئيس باراك أوباما سحبت مقدما الدسم من مقررات القمة التي سيقتصر حضور الزعماء العرب ورجال الصف الأول على المشاركة البروتوكولية فقط على أن يترك البيان الختامي للمواقف والآليات المعتادة التي يبرمجها وزراء الخارجية .
سياسيا تتجه تحضيرات القمة لمنح الإئتلاف السوري المعارض رغم الخيبات الأخيرة إثر لقاء جنيف الثاني تعزيزا معنويا يحافظ ضمن سياقات البرنامج السعودي المألوف على حالة القطيعة بين نظام بشار الأسد والنظام الرسمي العربي.
في التحضيرات بدا لافتا أن الوفد المصري يستعيد نشاطه ويسعى لإظهار إستعداد مصر في عهد الجنرال السيسي لتقدم الصفوف والمبادرة والمناورة حيث تم اقرار عقد القمة المقبلة في القاهرة.
لكن النشاط المصري إستهدف بصورة حصرية إظهار منسوب الحماية السعودية والسعي لاحقا للحصول على غطاء عربي للهجمة الشرسة المتواصلة ضد الأخوان المسلمين، الأمر الذي تقاومه بدبلوماسية في إجتماعات التحضير حتى الأن عدة دول من بينها الأردن والمغرب وتونس والسودان وسط غموض وتكتم حول هذا الملف تحديدا.
ليس هناك أي إحراج للدولة الكويتية المضيفة
ومشكور لها مجهودها في إستغلال كل الفرص المتاحة للتقريب العربي-العربي
ما نوده هو أن تستمر ولا تستسلم
الحل في إستمراريتها
والحل بإذن الله سيحتفل به في الكويت