القاهرة: يعود قطبا كرة القدم المصرية الأهلي والزمالك للتنافس مجددا من أجل التتويج ببطولة قارية جديدة تضاف إلى خزائنهما العامرة بالألقاب، حينما يلتقيان في مباراة كأس السوبر الأفريقي غدا الجمعة.
وللنسخة الثانية على التوالي في البطولة التي تقام سنويا بين بطلي دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية الأفريقية، تحتضن المملكة العربية السعودية مباراة السوبر الأفريقي، حيث يستضيف ملعب (المملكة أرينا) في العاصمة الرياض المواجهة المصرية الخالصة ذات النكهة الأفريقية.
وكانت مدينة الطائف السعودية نظمت مباراة كأس السوبر الأفريقي الماضية، التي توج بها اتحاد الجزائر، عقب فوزه 1 / صفر على الأهلي العام الماضي.
ويشارك الأهلي في كأس السوبر للمرة الـ12 بعدما توج بلقب النسخة الماضية من بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة الـ12 في تاريخه، عقب تغلبه على الترجي التونسي في الدور النهائي للمسابقة.
في المقابل، يسجل الزمالك ظهوره السادس في البطولة، بعدما أحرز كأس الكونفيدرالية الموسم الماضي للمرة الثانية، بعد فوزه في النهائي على نهضة بركان المغربي.
وفي ظل خوض الأهلي والزمالك المباراة، فقد ضمنت الكرة المصرية تتويجها بلقبها الـ13 في السوبر الأفريقي، لتحكم قبضتها أكثر على صدارة قائمة أكثر الدول فوزا بالبطولة عبر التاريخ، بفارق 8 ألقاب كاملة أمام أقرب ملاحقيها المغرب.
وبينما يتطلع الأهلي للتتويج بالبطولة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1993، للمرة التاسعة وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية فوزا بالسوبر الأفريقي، فإن الزمالك الذي يتواجد بالمركز الثاني في قائمة الأندية الأكثر حصدا للقب عبر التاريخ، يحلم بالحصول على الكأس للمرة الخامسة.
وتحمل المباراة طابعا ثأريا بين الفريقين، حيث يسعى الأهلي لرد اعتباره من خسارته صفر / 1 أمام الزمالك في نسخة كأس السوبر عام 1994، التي أقيمت بينهما بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية، فيما يأمل الفريق الأبيض في تعويض هزيمته 1 / 2 أمام نادي القرن في أفريقيا بنهائي دوري الأبطال عام 2020.
ويخوض الفريقان اللقاء بمعنويات مرتفعة، حيث تأهل الأهلي مؤخرا لمرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، عقب فوزه 6 / صفر على جورماهيا الكيني في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الـ32 للبطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء.
وينطبق الأمر ذاته على الزمالك، الذي صعد لنفس الدور بعدما اجتاز عقبة فريق البوليس الكيني، عقب فوزه عليه 3 / 1 في إجمالي اللقاءين بدور الـ32 للكونفيدرالية، ليستهل الفريقان حملة الدفاع عن لقبيهما على أفضل وجه.
ويرغب الأهلي في استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021، والحصول على لقب قاري آخر من أجل تقليص الفارق مع فريق ريال مدريد الإسباني في صراعهما على صدارة قائمة الأندية الأكثر تتويجا بالبطولات الدولية في العالم.
ويمتلك الأهلي، الذي يتواجد بالمركز الثاني حاليا في القائمة العالمية، 26 لقبا دوليا حتى الآن، بفارق 5 ألقاب خلف الفريق الملكي (المتصدر).
ويحتفظ (المارد الأحمر) بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري الأبطال (12 لقبا) والسوبر الأفريقي (8 ألقاب) وكأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس قبل إلغائها عام 2003 (4 ألقاب)، كما سبق أن حصل أيضا على لقب وحيد في كل من البطولة الأفروآسيوية، والكونفيدرالية الأفريقية.
وكشف محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، عن سر تفوق ناديه على المستويين المحلي والقاري، حيث قال في رسالة نقلها الموقع الرسمي للنادي عقب حفل تسلم الفريق درع الدوري المصري للمرة الـ44 في تاريخه يوم السبت الماضي: “الكل أدى دوره على الوجه الأكمل”.
أضاف الخطيب: “هذا هو ما يميز الأهلي عبر تاريخه، حيث يعمل الجميع على قلب رجل واحد، ومن أجل هدف واحد، وهو نجاح النادي وإسعاد جماهيره”.
من جانبه، يطمح الزمالك للفوز مجددا بالسوبر، الذي سبق أن حمل كأسه أعوام 1994 و1997 و2003 و2020، من أجل الفوز بلقبه الـ15 على صعيد المسابقات القارية والدولية.
وتوج الزمالك بدوري الأبطال 5 مرات، كما فاز بكأس الكؤوس الأفريقية مرة وحيدة، بخلاف تتويجه بالكونفيدرالية مرتين والسوبر الأفريقي 4 مرات، والبطولة الأفروآسيوية مرتين.
وأعرب أحمد سيد زيزو، نجم الزمالك، عن أمله في اعتلاء منصة التتويج والفوز بالسوبر الأفريقي، حيث صرح للموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أول أمس الثلاثاء “هدفي كلاعب هو التتويج باللقب للمرة الثانية مع الزمالك”.
وتابع: “سبق أن حققت هذا اللقب عام 2020 بعد الفوز على الترجي التونسي، وكان ذلك اللقب مختلفا بالنسبة لي، وأتمنى تحقيقه مجددا، لأنني أرغب دائما في كتابة اسمي بشكل أكبر في تاريخ نادي الزمالك”.
أوضح لاعب الزمالك: “جماهيرنا متعطشة لهذا اللقب بكل تأكيد، وهدفنا التتويج بالبطولة وخاصة هذه النسخة، لأنها أمام الأهلي وسيكون لها طعم مختلف”.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الأهلي أكثر استقرارا بعد احتفاظه بلقب الدوري المصري الممتاز للمرة الثانية على التوالي الموسم الماضي، فإن الزمالك يبحث عن استعادة الاتزان من جديد بعد ظهوره الباهت في المسابقة المحلية، التي شهدت حصوله على المركز الثالث بفارق 29 نقطة خلف أصحاب الرداء الأحمر.
وعزز الزمالك صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية الحالية بالعديد من النجوم في مختلف الخطوط، حيث تعاقد مع الظهير الأيسر المغربي محمود بنتايك، والجناح البولندي كونراد ميشالاك، والمهاجم الفلسطيني عمر فرج، بجانب محمد حمدي المدافع الأيسر القادم من أنبي.
ولا يختلف الحال بالنسبة للأهلي، الذي تعاقد مع الثنائي الدولي المغربي أشرف داري ويحيى عطية الله، ولاعب الوسط عمر الساعي، والقطري من أصول مصرية يوسف أيمن.
ويفتقد كلا الفريقين في الكلاسيكو المصري المقبل، العديد من النجوم البارزين الذين ساهموا بشكل بارز في تتويجهما سواء بدوري الأبطال والكونفيدرالية الموسم الماضي.
ويغيب عن الأهلي الظهير الأيسر التونسي علي معلول، والمصري كريم فؤاد، بداعي الإصابة، بالإضافة للمدافع محمد عبدالمنعم والجناح أحمد عبدالقادر، اللذين انتقلا لفريقي نيس الفرنسي وقطر القطري على الترتيب في نافذة الانتقالات الصيفية الأخيرة.
أما الزمالك، فيعاني من استمرار غياب لاعب الوسط أحمد حمدي، صاحب هدف التتويج بالكونفيدرالية، بسبب إصابته في الرباط الصليبي للركبة، كما يغيب عنه الظهير الأيسر الدولي أحمد فتوح، ولاعب الوسط يوسف أوباما، الذي انتقل مؤخرا لبيراميدز المصري بعد انتهاء عقده مع الفريق.
وستكون مواجهة الغد هي الثالثة بين السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للأهلي، ونظيره البرتغالي جوزيه غوميز مدرب الزمالك.
وتفوق كولر في لقائه الأول أمام غوميز، بعدما قاد الأهلي للفوز 2 / صفر على الزمالك في نهائي كأس مصر موسم 2022 / 2023، الذي جرى بالسعودية أيضا في آذار/ مارس الماضي.
وسرعان ما تمكن غوميز من رد الدين، عقب فوز الزمالك 2 / 1 على الأهلي في الشهر التالي بالدوري المصري، قبل أن يتم إلغاء اللقاء الثالث الذي كان مقررا بين المدربين في حزيران/ يونيو الماضي بنفس البطولة، عقب انسحاب الزمالك.
وسيكون هذا هو اللقاء القاري الـ11 بين الأهلي والزمالك، حيث حقق الفريق الأحمر 6 انتصارات في المواجهات الأفريقية العشر الماضية التي جمعته مع منافسه الذي اكتفى بتحقيق فوز وحيد، فيما فرض التعادل نفسه على 3 لقاءات.
وبصفة عامة، يحمل هذا اللقاء الرقم 228 بين الفريقين بمختلف المسابقات المحلية والقارية، حيث يمتلك الأهلي الأفضلية بفارق شاسع في اللقاءات الـ227 الماضية، بعدما حقق 99 انتصارا مقابل 52 فوزا للزمالك، بينما خيم التعادل على 76 لقاء.
(د ب أ)