أصبحت القمة العربية، التي ستعقد في الجزائر في دورتها 31 أمرا واقعا، بعد كل الجبهات التي فتحت بين البلدان العربية، بين مؤيد لقمة العرب في الجزائر ومعارض لذلك الحدث الكبير. بالرغم من إصرار الساسة العرب، على غرار المجتمعات العربية، على توسيع الهوة بين كل بلدين مجاورين، عوض وأد الخلافات الصغيرة، أمام الأحداث الهائلة، التي تواجه العرب جميعا، ومن والأهم. هكذا تنقل المواقع الإخبارية ومعها منصات التواصل الاجتماعي أخبار هذه القمة. ومن سيحضر ومن اعتذر. ومن لا يريد الحضور. فتظهر بحدة الأزمات بين هذه البلدان التي يفترض أن تكون على طاولة النقاشات العربية خلال هذه القمة. ثنائيات تهز البدن العربي: دول الخليج واليمن من جهة. مصر والسودان من جهة أخرى. الجزائر والمغرب من جهة ثالثة.
وبعد تأكيد حضور ملك المغرب محمد السادس، يغيب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فهل السبب، كما تناقلته بعض المصادر صحي، أم سياسي وأيديولوجي، بسبب سوريا، أو بسبب التقارب الجزائري – الإيراني، لكن القمة ستتحقق قريبا في الجزائر، وتأتي الوفود العربية ورؤساء الدول. ويمكن أن يكون ذلك لأسباب قاهرة، ترغم الأخوة الأعداء على الجلوس في قاعة واسعة واحدة. وإذا عرف السبب بطل العجب. يكتب أحدهم عن هذه القمة: «التوقيت في السياسة مهم جدا وفعال. انعقاد القمة العربية في ظروف دولية هادئة، لا يشبه تماما انعقادها في ظل ظروف دولية مشحونة، خاصة وأن بعض الدول العربية ما زالت تحت الوصاية الغربية. المنظومة كانت تماطل في برمجة القمة في الأشهر الماضية، حتى وصل الأمر ببعض المنابر الإعلامية والمحللين لوصفها» مضيفا «أما الآن فقد ظهر جليا أن المماطلة كانت مدروسة لعدة أهداف استراتيجية. النقطة الأولى هي عقد القمة في ظل انشغال الغرب بمشاكله مع روسيا. وهو ما سوف يجعل بعض الدول، التي سوف تحضر القمة تأتي بدون وصاية غربية». مضيفا «النقطة الثانية برمجتها بيوم تاريخي بالنسبة للجزائر 01 نوفمبر/تشرين الثاني له دلالات سياسية. النقطة الثالثة تذبذب سوق الطاقة سيجعل بعض الدول تتملق للجزائر عبر حضورها للقمة لنيل الرضا والشفاعة، «النقطة الرابعة قوة الضغط الروسي على الغرب ستجعل عودة سوريا (المدعومة من روسيا) أمرا واقعا وأكثر سلاسة، لأن الدولة المعارضة لعودة سوريا للقمة تغيرت مواقفها، وهي تشاهد ما يفعله الدب الروسي بالغرب الكاذب».
ما أسماه صاحب منشور «فن التماطل يضرب عدة عصافير بحجر واحد. نرجو أنه، ومهما كانت النوايا البائنة والضامرة لهؤلاء وأولئك، أن يصل الجميع إلى أرضية صلح تتعافى معها الجراح وتتحدد الغايات والاهداف المشتركة التي تجعل البلدان العربية تواجه هذا الأسوأ، الذي ينتظر العالم. في انتظار ذلك. الجزائر بصدد تحضيرات كبيرة لاستقبال الوفود بتزيين المرافق والطرقات والمساحات. وها هو جامع الجزائر يحتضن الدول العربية قبل القمة، حسب موقع «أوراس»: «وتحضيرا لاستقبال الوفود المشاركة في قمة الجزائر، احتضنت ساحة جامع الجزائر في العاصمة مجسمات فنية مصغرة لأبرز المعالم في الدول المشاركة في القمة».
وأضاف المصدر أن المارة لاحظوا «في الطريق المقابل للساحة، اكتمال تشييد المجسمات المصغرة لعدة عواصم عربية، على غرار أهرامات الجيزة في مصر، وأبراج الكويت، وبرج العرب في الإمارات. والبتراء في الأردن، وبرج المملكة العربية في السعودية، ومسجد قبة الصخرة في القدس» والعديد من المجسمات الأخرى كمجسم «مسجد الكتبية في المغرب». ويبدو أن لا نية أخرى للجزائر ولا خلفية غير «لم الشمل العربي» بعد «التشرذم الكبير الذي وقع في العلاقات في السنوات الماضية، وظهور نزاعات وخلافات بين بعض الدول العربية، حسب تصريح الرئيس عبد المجيد تبون.
منشور عدم الاختلاط في كلية علوم الطبيعة والحياة
منذ أيام وضحت كلية العلوم والطبيعة والحياة في جامعة «آكلي محند أولحاج» في «البويرة»، واعتذرت عن قرار مسؤول أمن الكلية، الذي وضع إعلانا يمنع فيه وجود طالبة مع طالب، حيث جاء في بيان الكلية التوضيحي: «لقد تفاجأنا مثل كل أعضاء الأسرة الجامعية لكليتنا من هذا الإعلان الارتجالي والغريب في محتواه، الصادر عن مسؤولة الأمن الداخلي للكلية دون الرجوع للإدارة المخولة قانونا بإصدار مثل هذه القرارات والاطلاع على كل إعلانات الكلية. وعليه تتقدم إدارة الكلية باعتذاراتها للطلبة الأعزاء عن ما صدر في هذا الإعلان وتستنكر بشدة مثل هذه التصرفات اللا مسؤولة. إذ اتخذت الكلية إجراءات إدارية للتحقيق في القضية وخلفياتها بالتنسيق مع رئاسة الجامعة وتسليط العقوبات المناسبة على كل المتسببين في هذا الأمر».
ومما جاء في «الإعلان الهام»، الذي يمنع الاختلاط: «على جميع الطالبات أخذ العلم بأنه في حالة ضبط أي طالبة مع شخص آخر ولو كان طالبا داخل القاعات أو المدرجات أو الممرات أو أي مكان آخر في الكلية فإنه سيتم استدعاء ولي أمرها في الحال، وسيعلق اسمها في لوحة الإعلانات، ولن نتهاون في هذه المسألة. هذا للعلم ولأخذ الحيطة والحذر. ولقد أعذر من أنذر».
مثل هذا المنشور خطير لأسباب عدة، تغير الصلاحيات من الإدارة إلى «مسؤول او مسؤولة الأمن» المفترض أن تحمي المحيط الجامعي من المندسين بين الطلبة من غير الجامعيين، واستعمال وثيقة رسمية باسم الجامعة دون علم الإدارة. ثانيا، لأن المنشور وجه للطالبات دون الطلبة بتهديد مفرط في الأبوية البيضة، التي ترغب بالتشهير و»الفضايح». فضح الطالبات وجعل سيرتهن على كل لسان.. يا»هكذا أمن يا أما فلا!».
وبيان الاعتذار لم يستسغه الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نقرأ ذلك على صفحة «عبد الرزاق الجزائري (الصفحة الرسمية): «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إدارة كلية في جامعة البويرة ترد على بيان صادر من إحدى الإدارات داخل الكلية. وتعتبره مخالفا وتصرفا غير مسؤول، وتقرر التحقيق في القضية. إدارة الكلية انتفضت ضد قرار منع الاختلاط والعلاقات غير الشرعية بين الجنسين داخل الكلية. ما الذي أزعج إدارة الكلية في القرار؟! محاربة مظاهر الالتزام بآداب المجتمع المسلم والمحافظة على المجتمع والأسرة المسلمة. هذه الإدارة أكيد بها أياد علمانية وقفت ضد قرار مسؤولة الأمن الداخلي للكلية. ندعو الجميع للتحرك فورا وإيقاف مسؤول الإدارة المحارب لقرارات الأمن الداخلي».
وكتبت «الشروق» الجزائرية عن الموضوع» عقوبة جديدة. استدعاء أولياء الطالبات والتشهير بهن. إعلان تنظيمي غريب يثير فتنة في جامعة البويرة»
ومما جاء في المقال «أثار هذا الإعلان التنظيمي الغريب بلغته وصياغته فتنة وسط الحرم الجامعي لا سيما الطالبات، حسب التعليقات المنشورة. ففي الوقت الذي رحب به البعض باعتباره يحارب ظاهرة الاختلاط والمعاكسات وغيرها من الحالات الأخلاقيّة. ندد به آخرون باعتباره تشهيرا بالطالبات وتشويها لسمعتهن، وكذا تمييزا جنسيا في التعامل، إضافة إلى أنه سيخلف أضرارا لمجمل الطالبات وسط عائلاتهن المحافظة، الأمر الذي دفع بهؤلاء إلى المطالبة بضرورة تقديم اعتذار رسمي من طرف أصحاب الإعلان مع التهديد بتنظيم احتجاجات».
وأضاف المقال، وعلى لسان رئيس شعبة كلية علوم الطبيعة والحياة في مكتب الاتحاد العام الطلابي الحر لجامعة آكلي محند أولحاج، حمزة رافد «إن الإعلان، الذي تم نشره وتعليقه في الكلية هو طعن في شرف الطالبات وتزوير للحقائق، مضيفا أن تنظيمه يندد بهذا الإعلان، الذي يحمل اجراء تعسفيا ولغة تهديدية لا تمت بأي صلة للحرم الجامعي، حيث أن الكلية لا تعاني من هذه الظاهرة بقدر ما تعاني من ظاهرة تواجد الغرباء فيها، وإلى غاية دخولهم للمكتبة أو المدرجات، مما يتسبب في العديد من المشاكل للطلبة على حد سواء».
حادثة مرور بسبب أفعى في ليبيا
ما وقع في مدينة «القبة»، شرق ليبيا منذ أيام، يذكر بالمثل الشعبي القائل «من لدغته أفعى يخاف من الحبل». أفعى تتسب في حادث مرور. ووقع الحادث بسبب محاولة السائق، تفادي قتل أفعى كانت تقطع الطريق، حسب ما نقلته بعض المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، والذي يعرف معنى أن تقتل أفعى ولا تتأكد من قتلها وقطع رأسها يعلم أن تفادي دهسها بالسيارة ليس من باب الإنسانية والرفق بالزواحف، لكن خشية «الانتقام». هذا ما تعبر عنه الثقافة الشعبية للإسكان، سواء في ليبيا أو غيرها.
الأفعى تنتقم، ولو بمرور سنوات عديدة من ساهم في أذاها. تعود وتلدغ عدوها لدغة موت. وما أكثر الحكايات الشعبية، التي تروى في هذا المنحنى. والخوف الشديد من الأفعى، كان السبب على ما يبدو من تخليدها بمعلم بسد «وادي المجنين» في ليبيا.
على صفحة «مجلة النواحي الأربع الممنوعة» على فيسبوك نقرأ المنشور التالي: «في سنة 1510م رست سفينتان إسبانيتان في ميناء طرابلس الغرب قبالة القلعة، التي يحيط بها ماء البحر من ثلاثة جوانب، جلبت هذه السفن المشبوهة بضائع متنوعة، تم بيعها في سوق طرابلس. وكان من ضمن بضائعهم قفص تم احضاره من أمريكا الجنوبية يوجد بداخله أفعى أناكوندا ضخمة يبلغ طولها ستة أمتار شكلها مخيف ومرعب. ولم يشترها أحد لخوف الليبيين من الأفاعي. ظل القفص مع بضائع قليلة أخرى على الرصيف عدة أسابيع حتى جاءت 10سفن إسبانية مليئة بالمرتزقة لغزو طرابلس، وتم دك المدينة بالمدافع، ثم احتلالها. وخلال الارتباك والمطاردة للسكان اختفت الأفعى في سراديب المدينة وظلت مصدر رعب دائم ونسجت حولها الكثير من القصص والخرافات».
ويضيف صاحب المنشور المطول. بعد سيطرة العثمانيين على طرابلس. وأثناء حصار الأسطول الأمريكي للمدينة سقطت قذائف على المدينة القديمة وانفجر المخبأ الذي كانت به الأفعى. وبدأت تهاجم من يقابلها من الجنود والناس مصدرة أزيزا مخيفا. إلى أن تم القضاء عليها بإطلاق خمس قذائف. مزقتها أشلاء وبقي رأسها يصدر أصواتا ويتخبط في مشهد غير طبيعي. وتزامن ذلك مع انتصار البحرية الليبية على الأسطول الأمريكي. وأسر البارجة فيلادلفيا. خرج الوالي يوسف باشا والجنود والتحموا مع الأهالي عند كورنيش السرايا، معبرين عن فرحتهم. أما أشلاء الأفعى فأمر الباشا يوسف أن تدفن بعيدا في وادي المجنين جنوب طرابلس». الموقع الذي تحول إلى سد بسعة تخزين 58 مليون متر مكعب جنوب طرابلس بحوالي 64 كيلومتر». عندما نخطئ في حق الأفعى بعدم قطع رأسها، لا بد من طلب العفو والسماح. وفي هذا طقوس وحكايات.
كاتبة من الجزائر
فاقد الشيئ لا يعطيه
كما جرت العادة الباحثة مريم سبابو كانت في تحليلها في مواجهة العلاقات العربية الهشة التي ما تكاد تتلاحم حتى تتمزق ثانية لوجود مصالح متناقضة تربطهم بأوروبا من جهة و بالدب الروسي من جهة أخرى حتى أن هشاشة العلاقة فيما بينهم لم ترتقي إلى مستوى الصحة و القوة المطلوبة و انعكاس ذلك على نجاح قمة العرب في الجزائر……
سلطت الباحثة مريم سبابو الضوء على المساعي الجزائرية الحثيثة في وأد كل خلاف يظهر مع اي طرف عربي وذلك من خلال استعداد الدولة نظاما و شعبا لعقد مؤتمر العرب وذلك بدعم و عرض لوحات اشهارية رموية دالة على طول شوارع العاصمة كل دولة عربية إلا ولها مجسم يرمز إلى سيادتها و تاريخها ….
النقد الموضوعي الذي يطبع مقال الباحثة لم ينس ليبيا الدولة التي باتت مصدرا و مصبا لكل جديد حتى أن الأفاعي باتت تساهم في صنع المشهد الاجتماعي و القيمي الليبي حيث يرضى السائق الليبي أن يُفني أرواح المواطنين في سبيل أفعى قد تأتيه ليلا لتنتقم …!
سيدتي مريم سبابو دام نبض قلمك سالما ناصعا و معافى من كل ذاتية ….