قنبلة الغضب الشعبي العربي والمناضل جورج عبدالله

حجم الخط
0

في زمن غابت فيه روح الانتماء الحقيقي وغابت فيه القيم الرفيعة وولى زمن التشبث بكل ما هو جميل ورائع وله نكهة التضحية والبذل والعطاء، تظهر لدينا في عز الظهيرة ومن دون سواتر أو كواليس نماذج بشرية رائعة تصرخ من قحف الرأس ومن دون مواربة والتفاف، ومن دون تصنع أو خجل، تظهر ببراءة خالصة وحس مرهف وقلب مجروح، لتحط على غصن الاعلام المتجلي أمام الرأي العام وترفع من نبرة صوتها الذي يحمل كل مقومات الحق لتصفع قناع الديمقراطية الزائف الذي يغطي وجه فرنسا القبيح، ويفضح تبعيتها المطلقة لأمريكا، فها هي تعيد المناضل جورج إبراهيم عبدالله إلى السجن الذي كان من الأحرى أن يكون لقادة الموساد الإسرائيلي ولقادة جيشها، الذين يستبيحون دماء النساء والشيوخ والأطفال اللبنانيين والفلسطينيين في قانا والنبطية وصبرا وشاتيلا وجنين وغزة وفي كل بقعة عربية ترغب بانزال جام غضبها عليه، من دون وازع من انسانية أو ضمير.
أمريكا تدعم إسرائيل حتى النخاع، وتعرف جيدا أن دعمها يكلف خزينتها وميزانيتها الكثير، وتعرف أنها ستستفيد من الدول العربية أكثر من ذلك، لكنها أدركت أن دول الاعتدال العربي بشكل خاص، هي دول تابعة وخانعة تقاد ولا تقود، وأن التلويح لها بالعصا قليلا يمكن أن يجرها إلى متاهات غير مدروسة، ويمكن حتى أن يزلزل أنظمة تلك الدول ويهز عروشها، لهذا فإن أمريكا قادرة على أن تجني العسل من تلك الدول، من دون أن يلسعها نحل الرفض والغضب من تلك السياسة، وكذلك يمكنها أن تلتقط رطب نفطها فيتساقط في حضنها والكلام عن أمريكا من دون أن يهتز نخل دول الاعتدال، لهذا فهي لا ترهبها لأنها أيضا عاجزة جدا في الوقت الراهن عن استخدام النفط كسلاح يمكن استخدامه لردع أمريكا في نهجها المطلق في الدفاع عن إسرائيل، وكذلك هو الحال بالنسبة لباقي دول الغرب. ترى أن الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع إسرائيل، سيكون أفضل لها في أغلب الأحوال من انفتاحها على العرب، لأن نفط العرب يسهل وصوله إليها من دون عناء، ومصر على سبيل المثال لا الحصر في عهد مبارك كانت خير دليل على ذلك، حيث كانت رأس الاعتدال العربي في المنطقة !لهذا فإننا نرى فرنسا وهي إحدى دول الغرب لا يهمها إلا أن ترضى عنها أمريكا فهي لا تخشى الدول العربية لأن هذه الدول لن تحرجها في مالي ولن تساند المعارضة ولن تدعمها لوجستيا في حربها ضد من نصبتهم فرنسا.
لا يهز فرنسا إلا تفجير قنبلة الغضب الشعبي العربي أمام عيون الاعلام في مراكز الدول وعواصمها بشدة وحتى النهاية، لأن سياسة فرنسا الغريبة في تناقضاتها في التعامل مع الملفات السياسية تجاه الدول العربية، بدأت تظهر أنيابها وبدأ مكياجها المصطنع يذوب عن وجهها تدريجيا.
علينا نحن العرب أن نواصل احتجاجاتنا ضد سياسة فرنسا بسبب مواصلة احتجازها للمناضل جورج عبدالله بتوصية سافرة وفاضحة من أمريكا، وكأنه مجرم جنائي، وهو ليس إلا شخص يدافع عن أطفال وأحرار بلاده الذي انتهكها الاحتلال الإسرائيلي في غفلة من الزمن ومع سبق وإصرار من قبل دول العالم الكبرى وعلى رأسها أمريكا التي تساهم في تزوير التاريخ والجغرافيا منذ عقود وعلى حساب دماء الشعوب العربية، لهذا من الواجب علينا أن نحني هاماتنا ونتقدم لنآزر من ناصروا الأبطال المناضلين في سجون اسرائيل وفي سجون فرنسا ضد الهمجية الحديثة في التعامل مع مثل تلك القضايا التي تساندها كافة الشرائع السماوية والدنيوية في حقها بمحاربة الاستعمار والاحتلال بكافة أشكاله وعلينا أيضا أن نضع أكاليل نصر وغار على هامات من ناصروا المناضل البطل جورج عبدالله.

‘ شاعر من فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية