نيروبي: قال متحدث عسكري باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي اليوم الخميس إن قوات إثيوبية وإريترية متحالفة معها شنت هجوما على إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا واستهدفت قوات الجبهة، مع دخول أحدث تصعيد في الصراع أسبوعه الثاني.
وألقت الحكومة الإثيوبية باللوم على القوات التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في تجدد العنف، قائلة إنها كثفت هجماتها.
واندلع الصراع في شمال إثيوبيا، بين القوات الاتحادية وحليفتها الإريترية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تدير حكومة تيغراي، في نوفمبر تشرين الثاني 2020. وتجدد القتال في 24 أغسطس آب، في خرق لوقف إطلاق النار الساري منذ مارس آذار.
وقالت القيادة العسكرية لقوات تيغراي في بيان “العدو، بعد أن نشر بالفعل قوات ضخمة لدى إريتريا بدأ الآن حملة مشتركة مع قوات أجنبية غازية من إريتريا”.
وأضافت أن بلدة أديبايو الشمالية تعرضت للهجوم من أربعة اتجاهات بينما تواصل القتال على الجبهة الجنوبية لتيغراي. وقال المتحدث غيتاتشو رضا على تويتر إن قوات البلدين “شنت هجوما كبيرا من أربعة محاور” حول منطقة أديبايو.
وقالت الحكومة الإثيوبية إن هجمات قوات تيغراي تصاعدت مما أدى لمقتل مدنيين وفرار السكان وتدمير ممتلكات. كما اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالاستيلاء على المساعدات الغذائية المخصصة للمعوزين في الإقليم.
ولم يتطرق بيان الحكومة بشكل مباشر لما قيل عن هجوم شنته قوات إثيوبية وإريترية على شمال غرب تيغراي.
ولم يرد المتحدث العسكري باسم الجيش الإثيوبي الكولونيل جيتنت أدان ولا المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم ولا وزير الإعلام الإريتري يماني جبريميسكيل بعد على طلبات من رويترز للتعليق.
وكتب سفير إريتريا إلى كينيا بيين روسوم على موقع تويتر، أن قوات تيغراي ترتكب خطأ، وأضاف “انتصار قوات الدفاع الإريترية وشعب إريتريا أمر حتمي!”
استئناف الاعتقالات
قال محام من تيغراي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إنه تلقى تقارير عن عشرات الاعتقالات لأبناء عرقية تيغراي، من بينهم رجال دين، منذ تجدد القتال الأسبوع الماضي.
وفُقد هايلو كيبيدي، وهو شخصية بارزة معارضة في تيغراي ويعيش في أديس أبابا، منذ 29 أغسطس آب بعد مغادرته المنزل لإصلاح سيارته، حسبما قال أحد أفراد أسرته. وبحث أقاربه عنه في مراكز الشرطة لكنهم لم يتمكنوا من معرفة مكانه، ورد شخص مجهول على هاتفه قائلا إنه غير متاح.
ولم يرد المتحدثان باسم شرطة أديس أبابا والشرطة الاتحادية على طلبات للتعليق على ما ورد عن الاعتقالات أو على اختفاء هايلو.
وخلال فترات محورية سابقة في النزاع، اُعتقل آلاف المدنيين من تيغراي واُحتجزوا مع القليل من الطعام و الرعاية الطبية. ومات العشرات منهم. وقالت الحكومة الإثيوبية إن المشتبه بهم كانوا يدعمون الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. لكن أٌطلق سراح معظمهم فيما بعد دون توجيه تهم إليهم.
وأدى الصراع في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين ودفع أجزاء من تيغراي إلى شفا المجاعة. ويحتاج تقريبا جميع سكان تيغراي البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة إلى مساعدات غذائية، لكن الجولة الأخيرة من العنف أوقفت جميع القوافل الإنسانية.
تعود جذور الحرب إلى مظالم قديمة بين الجماعات العرقية، والتي تراكمت على مدى عقود من الاضطرابات وتغيير النظام الحاكم بالقوة، والنزاعات على الأراضي بين المناطق وأنظمة حكم استبدادية استمرت لفترات طويلة، آخرها ائتلاف سيطر عليه تحالف الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من 1991 إلى 2018.
واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالسعي لإعادة تأكيد هيمنة عرقية تيجراي على إثيوبيا، في حين تتهمه الجبهة الشعبية بالإفراط في مركزية السلطة وقمع أبناء تيجراي. ويرفض كل جانب رواية الآخر.
دور إريتريا
من الصعب التحقق من الادعاءات والادعاءات المضادة حول الأحداث على الأرض في تيغراي، حيث لا يُسمح للصحافيين بالدخول، والمنطقة لديها القليل من قنوات الاتصال مع العالم الخارجي منذ انسحاب القوات الحكومية في منتصف عام 2021.
وقال موظف إغاثة في بلدة شيري في تيغراي لرويترز إن شهودا أفادوا بوقوع قصف مدفعي عنيف من إريتريا على تيغراي حول بلدة شيرارو أمس الأربعاء وفي الساعات الأولى من صباح الخميس.
وأكد زعيم ميليشيات في مدينة جوندار في أمهرة، المتحالفة مع الحكومة الإثيوبية، نقلا عن مصادر على الخطوط الأمامية للقتال، وقوع “قصف عنيف من جانبنا” استهدف خنادق الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي حول بلدة شيرارو.
وخاضت إريتريا حربا ضد إثيوبيا، إبان حكم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بين عامي 1998 و2000، وناصبتها العداء منذ ذلك الحين. وأرسلت قوات إلى تيغراي لدعم الجيش الإثيوبي فور اندلاع القتال في نوفمبر تشرين الثاني 2020.
وأعلنت الحكومة الإريترية وقف إطلاق النار في مارس آذار الماضي، لكن في مايو أيار، أطلقت القوات الإريترية 23 قذيفة على الأقل على شيرارو، مما أسفر عن مقتل فتاة تبلغ من العمر 14 عاما وإصابة 18 شخصا، وفقا لبيان للأمم المتحدة. ولم ترد إريتريا آنذاك على طلبات للتعليق.
(رويترز)