لبنان: أضخم تحرك احتجاجي في سبت “تعليق المشانق”.. اقتحام وزارات وهتافات ضد عون وحزب الله- (صور وفيديوهات)

سعد الياس
حجم الخط
21

بيروت- ” القدس العربي” ووكالات: بعد أيام على الانفجار الكبير الذي وقع، الثلاثاء، في مرفأ بيروت، وتعبيراً عن حالة الغضب التي يشعر بها اللبنانيون إزاء الطبقة السياسية، نصب المتظاهرون في ساحة الشهداء مشانق لعدد من الرؤساء ورؤساء الأحزاب تحت عنوان “سبت تعليق المشانق”. وشوهدت مجسّمات لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وقد لُفّت حبال المشانق حول أعناقهم.

وتخلّل التحرك الاحتجاجي الغاضب وهو الأول من نوعه منذ ثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر هتافات وشتائم ضد عون وحزب الله ومطالبة بمحاكمتهم. وجرت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوى الأمنية لمنعهم من اقتحام مجلس النواب، حيث تمّ إلقاء القنابل المسيلة للدموع بكثافة، وسُجّل إطلاق رصاص مطاطي ووقوع إصابات حرجة بين المتحتجين. كما أطلق الجيش اللبناني النار في الهواء لحسم اشتباك في منطقة بشارة الخوري التي تخضع لسيطرة الثنائي الشيعي حيث يُعتقَد أن مناصري الثنائي رفضوا تعرّض المتظاهرين لكل من بري ونصرالله.

وأقام الجيش اللبناني حواجز على عدد من الطرقات الرئيسية على مداخل العاصمة لإعاقة قدوم المتظاهرين بسهولة إلى ساحة الشهداء، تزامناً مع بيان لقيادة الجيش أعربت فيه عن “تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمرّ بها وطننا”، لكنها ذكّرت المحتجين”بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة”، كما ذكّرتهم أن “للجيش شهداء جراء الانفجار الذي حصل في المرفأ”.

بموازاة ذلك، اقتحم متظاهرون مبنى وزارة الخارجية في منطقة الأشرفية والذي دمّره عصف الانفجار، ورفعوا على المبنى شعارين الأول “بيروت عاصمة الثورة”، والثاني “بيروت مدينة منزوعة السلاح”. وشوهدت امرأة وهي تُمسك بصورة رئيس الجمهورية وتحطّمها على الأرض. وأفيد لاحقاً بأن الثوار قرروا اعتماد مبنى الخارجية كمقر للثورة.

وفي وقت لاحق من مساء السبت، أخرج عناصر الجيش اللبناني بالقوة المتظاهرين من مقر وزارة الخارجية. واستقدم الجيش تعزيزات إلى محيط الوزارة بعد نحو ثلاث ساعات من اقتحام المتظاهرين للمبنى.

وتوجه عشرات المحتجين إلى المجلس النيابي وقاموا برمي الحجارة والأخشاب ومخلفات انفجار الثلاثاء على القوى الأمنية الموجودة لحماية المجلس، في محاولة للدخول إليه. وحاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام مدخل المجلس. وهتف المحتجون “بالروح بالدم نفديك يا بيروت” كما هتفوا “ثورة ثورة”.

ويشعر بعض السكان، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى. وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضا على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وقالت الطالبة الجامعية سيلين ديبو وهي تنظف بقع الدماء عن جدران المبنى السكني الذي تعيش فيه وتضرر بفعل الانفجار: “ليست لدينا ثقة في حكومتنا… أتمنى لو تتسلم الأمم المتحدة دفة الأمور في لبنان”.

وقال كثيرون إنهم لم يندهشوا على الإطلاق عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحياءهم المدمرة قرب مركز الانفجار بينما لم يفعل ذلك زعماء لبنان.

وقالت ماريز حايك (48 عاما) وهي أخصائية نفسية دمر الانفجار منزل والديها: “نحن نعيش في مركز الانفجار. أتمنى لو تتولى دولة أخرى شؤوننا. إن زعماءنا حفنة من الفاسدين”.

لا نملك تكلفة إعادة البناء

تساءل بعض السكان عما إذا كان بمقدورهم في يوم من الأيام إعادة بناء حياتهم.

وليس لدى بلال حسن سوى يديه ليحاول وهو يغالب دموعه أن يزيل الحطام في منزله الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من موقع الانفجار. ومنذ الكارثة، ينام الليل على أريكة يعلوها التراب بجوار شظايا الزجاج.

وعندما فر أبناؤه الثلاثة الجرحى، وهم في سن المراهقة، للنجاة بحياتهم خلفوا وراءهم بقعا من الدماء على الدرج والجدران.

وقال حسن وهو يقف بجوار صورة محطمة له مع زوجته: “ليس هناك ما بوسعنا فعله في الواقع. لا نملك تكلفة إعادة البناء ولا أحد يساعدنا”.

وتشق الجرافات طريقها بصعوبة عبر حطام المنازل المهدمة وبجوار صفوف طويلة من السيارات المهشمة فيما وقف جنود على جانب الطريق. ويسير في الشوارع متطوعون يحملون الجواريف للمساعدة في إزالة الحطام.

وقالت دانييلا شمالي إن منظمتها الخيرية، التي دمر الانفجار مقرها، قدمت مساعدات إلى 70 أسرة ممن شردتهم الكارثة.

وقالت: “قدمنا مساعدة مبدئية لكن لا نعلم ما بمقدورنا فعله للأسر في المستقبل. الأمر يتطلب مشروعات كبرى”. وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار وهذه فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 بالمئة من الناتج الاقتصادي وفي ظل جمود محادثاته مع صندوق النقد الدولي.

مساعدات من الخارج

سارعت فرنسا ودول أخرى لإرسال مساعدات طارئة إلى لبنان شملت أطباء وأطنانا من المعدات الطبية والأغذية. ودمر الانفجار الصومعة الكبيرة الوحيدة للحبوب في البلاد وتساعد وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقديم مساعدات طبية وغذائية عاجلة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعد اجتماع مع عون اليوم السبت إنه سيسعى لحشد الطاقات العربية لتقديم الدعم للبنان. وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، بعد اجتماع مع عون أيضا، إن بلاده مستعدة للمساعدة في إعادة بناء مرفأ بيروت بعد الانفجار.

وبالنسبة للبنانيين العاديين، فإن حجم الدمار يفوق التصور.

وقال جورج روحانا وهو يجلس بجوار متجر للبقالة دمره الانفجار: “بدا الأمر وكأنه انفجار قنبلة ذرية صغيرة”.

ووقفت ماريتا أبو جودة توزع الخبز والجبن على المتضررين من الكارثة.

وقالت: “ماكرون عرض المساعدة وحكومتنا لم تفعل شيئا. هكذا تسير الأمور دائما… بعد زيارة ماكرون قمت بتشغيل النشيد الوطني الفرنسي طوال اليوم في سيارتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    يالله ماأروعكم ياشعب لبنان خرجتم عندما كانت الظلمة حالكة فأعدتم الأمل إلينا وهاأنتم تخرجون اليوم من رحم الحزن. الله يعنكم ويكون معكم

  2. يقول سامح //الأردن:

    *المفروض هذه الأيام للتضامن لتجاوز
    فاجعة المرفأ..
    كل التوفيق لشعب لبنان بتجاوز أزمته.

  3. يقول كمال:

    اعتقد ان حزب الله تغول كثيرا في لبنان ولم يعد أحد أن يتصرف دون ادنه حتى الاءستقالات ممنوعة الان مادا يجب فعله
    لبنان لا يمكن إلا أن يكون موحدا بكل طواءفه غير أن تلك الطواءف لا يمكن ان تكون في خدمة ايران او السعودية او اي دولة خارجية وحدة لبنان يجب ان تكون موحدة حول وطن وليس وحدة اقليات مناصرة من هنا وهناك
    ومادام البعض يعترف ان ولاءه للآخرين اكثر من ولاءه لبلده الام وان قوته العسكريه تمنحه القوة التسييرية للبلاد فكونوا على يقين لن تقم قاءمة لبنان

  4. يقول .Dinars.#TUN.:

    لو أمكن للشعب اللبناني الإطاحة بإقطاعيي لبنان فإن التغيير سوف يشمل بقية بلدان المشرق العربي لذلك كان القمع على أشده ضد الذين ثاروا على مالكي لبنان عون ونصر الله وباسيل.

  5. يقول .Dinars.#TUN.:

    لو تراجع الشعب اللبناني عن افتكاك حقه فإنه سيزداد استعبادا من قبل ثالوث الإستبداد اللبناني عون ونصر الله وباسيل.
    # ثورة حتى النصر.

  6. يقول كامل:

    وذكّر الجيش أن لديه شهداء جراء الانفجار، قادة الجيش يحملون الناس جمائل بدماء أبنائهم، وكأن الجيش هو عبارة أشخاص من خارج البلد أو أنه كيان لا ينتمي لبلده أصلاً وهو ارفع وأسمى من الجميع، كل الشعب جيش في وطنه

  7. يقول Al NASHASHIBI:

    علينا أن نتحمل المسؤولية جميعا…
    وليس التطفل علي نكبة هذا الشعب..واستغلال الظروف المأساوية
    نعم للمقاومة ضد الاستعمار الصهيوامركانبيرطنوفرنسيروسي الإجرامي
    لن نركع ما دام لنا عقل حكيم وضمير حي يعشق الوطن والمواطن معا…
    دمت يا شبل التحرير ……
    بندقيتي شرف وجودي وكرامة عيشي ..وحياتي واستشهادي.. وبها نحرر أوطاني

    1. يقول بهاء ابو نبيل:

      احي بك هذه الروح المسؤولة النابضة بالعزة والكرامة…. والعار لكل من يستغل هذه المأسات لاغراض دنيئة..التحقيقات بدون شك الانفجار سببه صاروخ موجه من العدو الصهيوني الامريكي هم عملوا مرارا بدفع اتوات ورشوات لا بقاء هذه في المرفأ لتفجيرها عند الحاجة… والاسوئ من كل ذالك هم مستعدين لضرب قلب لبنان برئس نووي اذا اقتضت الحاجة والا لماذا اسرائيل تحتفض بمأتين من الرؤوس النووية… الطغمة العنصرية الصهيونية نت ياهو والاحزاب اليهودية المتطرفة مستعدين لاشعال حربا شاملة لتدميرة المنطقة وابادة الحجر البشر لاضعاف مضافعة من اجل بقاهم …لكن الله تعالى وعدنا انه لهم بالمرصاد “كلما اوقد نارا أطفأها الله…”
      عند توحدنا وترحمنا واجتمنا على كلمة سواء وهذه الاصوات النشاذ والمشاغبين والغوغاء عندما التظاهر في شوارع بيروت التي ترفع شعارات التعليق والتي تدعوا الى رجوع المستعمر لن تدوم والخونة والعملاء مصيرهم الرجوع من حيث اتوا. ( (استثناء البعض السلميين لهم الحق في التعبير عن سخطهم وامتعاظهم لانهم فقدوا الكثير ولكن اللوم يجب ان يقع على العدو الصهيوني)

  8. يقول محمد يعقوب:

    والله أحب لبنان وأحب أهلها الطيبين المضيافيين. أقول أيضا “أهل مكة أدرى بشعابها” وأقول حزب الله لا يستحق سوى ألإحترام!!!!

  9. يقول هوزان هكازي:

    هذه آخر فرصة للشعب اللبناني للتغيير
    المنشود واعادة بناء دولته .

  10. يقول بهاء ابو نبيل:

    .نحي الروح المسؤولة النابضة بالعزة والكرامة للبنانين الشرفاء…. والعار لكل من يستغل هذه المأسات لاغراض دنيئة..التحقيقات بدون شك الانفجارسيتبين ان سببه صاروخ موجه من العدو الصهيوني الامريكي.. هم عملوا مرارا بدفع الاتوات ورشوات لا بقاء هذه المواد في المرفأ لتفجيرها عند الحاجة… والاسوئ من كل ذالك هم مستعدين لضرب قلب لبنان برئس نووي اذا اقتضت الحاجة والا لماذا اسرائيل تحتفض بمأتين من الرؤوس النووية… الطغمة العنصرية الصهيونية نت ياهو والاحزاب اليهودية المتطرفة مستعدين لاشعال حربا شاملة لتدميرة المنطقة وابادة الحجر والبشر لاضعاف مضافعة من اجل بقاهم …لكن الله تعالى وعدنا انه لهم بالمرصاد “كلما اوقد نارا أطفأها الله…”عند توحدنا وترحمنا واجتمنا على كلمة سواء..
    وهذه الاصوات النشاز والمشاغبين والغوغاء عند. التظاهر في شوارع بيروت والذين رفعوا شعارات التعليق للمسؤولين والتي تدعوا الى رجوع المستعمر لن تدوم والخونة والعملاء مصيرهم الرجوع من حيث اتوا. ( (استثناء البعض السلميين لهم الحق في التعبير عن سخطهم وامتعاظهم لانهم فقدوا الكثير ولكن اللوم يجب ان يقع على العدو الصهيوني)

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية