قوات سوريا الديمقراطية تنتزع مواقع وتتقدم على حساب تنظيم «الدولة» شرق الفرات

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: أحزرت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمس الأربعاء، تقدما ملحوظا شرق محافظة دير الزور، على حساب تنظيم «الدولة» في آخر معقل له بمنطقة هجين عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، خلال معركة كان قد اطلقها تحالف «قسد» مع «جيش الثوار» بإسناد من طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حيث نفذ سلسلة من الغارات على مواقع الهجوم شرق البلاد.
وقالت الناطقة الرسمية باسم «عاصفة الجزيرة – التي تهدف إلى السيطرة على دير الزور والحسكة « ليلوى العبد الله إن مقاتلي «عاصفة الجزيرة تقدموا بشكل كبير في المنطقة، وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم، وذلك بمساندة طيران التحالف الدولي الذي يشن غارات جوية ضد أهداف ثابتة للتنظيم.
وحسب مصادر محلية فقد استقدم التحالف الدولي تعزيزات عسكرية إلى جبهات «هجين» استعدادا لهجوم عنيف ما مكّن ذراعه العسكرية لدى «حزب الاتحاد الديمقراطي» من انتزاع السيطرة على مسجد الفردوس وجزء من منطقة الأسواق، وتأمين الطريق إلى حقول النفط في الضواحي الشمالية.
وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على ثلث مساحة سورية، في منطقة شرق الفرات المعروفة بغناها بالثروات النفطية، حيث تبسط «قسد» المدعومة من واشنطن بشكل رئيسي، وباريس، سيطرتها على معظم مساحة محافظة الرقة، ومعظم ريف دير الزور شمال نهر الفرات، ومعظم محافظة الحسكة باستثناء مركز مدينتي القامشلي والحسكة اللتين تعتبران مربع النظام الأمني في المنطقة.
كما تمتد قوات «قسد» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري في شمال شرق حلب، شرقي نهر الفرات، ومدينة منبج وجانب من ريفها الواقع غربي النهر، وعدد من القرى الصغيرة جنوب نهر الفرات الممتدة على نحو 65 كيلو متراً بين مدينة الطبقة وحتى مدينة الرقة شرقا.
ويسيطر تنظيم «الدولة» على عدة بلدت على الحدود السورية العراقية، وتضم بلدات وقرى هجين، والشعفة والمراشدة، البوخاطر، البوبدران، السوسة، الشجلة، الباغوز فوقاني، الباغوز تحتاني.

مقتل 308 مدنيين بينهم 107 أطفال بقصف التحالف الدولي في دير الزور

المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد من جانبه أن اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة هجين ومحاور أخرى قريبة منها في الجيب الأخير لتنظيم «الدولة الإسلامية»، تسببت بوقوع المزيد من الخسائر البشرية، حيث رصد ارتفاع تعداد قتلى تنظيم «الدولة» في الاشتباكات المستمرة وقصف التحالف الدولي والتفجيرات والاستهدافات المتبادلة، خلال الأيام الثلاثة الفائتة إلى 28 قتيلاً من ضمنهم 3 انتحاريين، ممن فجروا أنفسهم بعربات مفخخة، وفي المقابل ارتفع عدد قتلى قوات سوريا الديمقراطية إلى 9 على الأقل ممن قتلوا في الاشتباكات.
وبلغت خلال الأشهر الثلاثة الفائتة خسائر تنظيم «الدولة» 820 مقاتلا ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم، كما وثّق المرصد السوري مقتل 473 مقاتلا من عناصر قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت مصادر محلية ان انفجارات عنيفة هزت امس منطقة الشيعطات بريف المحافظة الشرقي، إثر استهداف منطقة هجين، من قبل القوات المتمركزة في حقل العمر النفطي، أتى ذلك في اعقاب هجوم «نوعي» شنّه تنظيم «الدولة» على مواقع «قسد» قرب الحدود السورية – العراقية، كبدت الأخير مقتل نحو 20 مقاتلا، حيث استغلت القوات المهاجمة الظروف الجوية والعواصف الغبارية والأمطار التي سادت في أجواء دير الزور.
وقالت ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الأربعاء إن لديها تقارير عن أن تنظيم «الدولة» الإسلامية يعدم من يعتقد أنهم يتعاونون مع مقاتلي المعارضة في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وعبرت باشليه في مؤتمر صحافي في جنيف حسب «رويترز» عن قلقها العميق على سبعة آلاف مدني قالت إنهم محاصرون بين مقاتلي «الدولة» الإسلامية الذين يمنعونهم من مغادرة دير الزور، وبين الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وأضافت «لدينا أيضا تقارير عن أن تنظيم «الدولة» الإسلامية يعدم من يعتقد أنهم يتعاونون مع قوات سوريا الديمقراطية أو أطراف أخرى في الصراع». وتابعت «أن المدنيين يستخدمون «كرهائن وأوراق مساومة» في الصراع».
في حين وثّق المرصد السوري مقتل 308 بينهم 107 أطفال و69 سيدة، بسبب قصف التحالف الدولي على دير الزور، حيث تسببت ضربات التحالف بمقتل 5 مدنيين سوريين على الأقل، في الفترة الممتدة ما بين العاشر من أيلول/ سبتمبر وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري، فيما قتل 47 مدنيا بينهم 14 طفلاً و7 نساء في الضربات التي نفذتها طائرات التحالف الدولي حتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، حيث استهدف أيضا 4 مساجد على الأقل ومعهداً لتحفيظ القرآن ومنازل مدنيين، فيما قتل خلال الفترة الأخيرة 256 مدنيا بينهم 93 طفلاً و62 مواطنة في عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، والواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية