قواعد اللعبة الجديدة بين السعودية والسيسي: «القاهرة 1» بدلا من «جنيف 3»… وتفعيل قناة نبيه بري وتعزيز أجواء الثقة بإيران و«الجهاد الإسلامي» بديل حماس

عمان ـ «القدس العربي»: يتشكل في الأفق ما يوحي أن معادلات متعددة في طريقها للتغير بعد إنضمام الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي لقواعد اللعبة المستجدة بعنوان التمحور مجددا إقليميا خلف السعودية والسهر على تحويل «القاهرة» لمركز صناعة للقرار العربي الممثل للنظام الرسمي.
زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي أصر فيها على مصافحة السيسي وتهنئته على ارض المطار وداخل الطائرة وفي طريق عودته من مراكش إلى بلاده سبقتها الكثير من الإتصالات والتغييرات التي تستعد فيما يبدو لمرحلة جديدة في صناعة حالة تمحور على انقاض «الربيع العربي».
عملية «نفخ» في الدور المصري بزعامة السيسي تحديدا حصلت وستحصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة حسب المعطيات التي تؤشر على «تغييرات جذرية» في طبيعة التحالفات وتركيب التفاهمات على المستوى الإقليمي.
الهدف وفقا لما تيسر لـ«القدس العربي» من معلومات عودة القاهرة للعب دور مركزي على صعيد «الملف الفلسطيني» لكن بأدوات مختلفة هذه المرة وتكليفها بمهمة التعاطي مع «الواقع السوري» الجديد على ان تتحدث هنا حصريا بإسم المجموعة العربية والسعودية على رأسها بالتلازم مع تغذية القنوات المفتوحة أصلا مع إيران.
الأدوات تبدو مهمة في هذا السياق وتحديدا على الصعيد السوري والفلسطيني.
فلسطينيا غادر الرئيس محمود عباس حفل تنصيب السيسي منزعجا لإنه لم يحظ بـ«لقاء خاص» فيما بدأ خصومه العلنيون وتحديدا الذين فصلهم من حركة فتح بالتجمع والتحشد في القاهرة مما سيوفر لها زخما في نظام الإتصالات الأمنية والسياسية المعنية بالملف الفلسطيني.
معنى هذا الطرح أن القاهرة ستلعب فلسطينيا مع التيار المخاصم لعباس لكنها تظهر حرصا إضافيا على الإستمرار في «عزل» حركة حماس عن كل السياقات المحتملة وتعزيز وإسناد بديلها الجاهز في قطاع غزة وهو حركة الجهاد الإسلامي حيث تنامت بوضوح الإتصالات بالقنوات الأمنية المصرية مؤخرا مع الدكتور رمضان شلح ضمن حزمة مدروسة بعناية للتقارب أيضا مع «ممثلي» إيران في المنطقة. باللغة المصرية ستقايض القاهرة الإهتمام بالجهاد الإسلامي بالتعاون الأمني في سيناء. ومن الواضح أن حركة الجهاد ليست في وارد المجازفة برفض المغريات المصرية بسبب الحسابات الإيرانية المعقدة في السياق خصوصا وان بوابة القاهرة- طهران فتحت نصف فتحة في الآونة الأخيرة ليس فقط على هامش التهنئة الإيرانية الرفيعة للسيسي في حفل التنصيب.
لذلك يبدو السيسي مهتما بل موكلا بتنمية الظروف الملائمة التي تسمح بالمزيد من الإنفتاح الخليجي على الإيرانيين، الأمر الذي يفسر عمليا «التراخي» الإيراني النسبي في دعم وإسناد وتغطية كل تصرفات حكومة نوري المالكي في العراق حيث تضاعفت الإتصالات «الأردنية» مؤخرا مع إياد علاوي والسعودية مع أطراف متعددة في المعادلة العراقية الداخلية من ضمنها شخصيات من طراز هوشار زيباري والدكتور غسان العطية وحتى احمد الجلبي لكن بصورة أقل.
على جبهة الملف السوري تبدو التطورات السعودية- المصرية أكثر إثارة فعلى هامش لقاء «الطائرة» بين العاهل السعودي والرئيس المصري بحثت فعلا قبل وبعد اللقاء بدعم خلفي من «أبو ظبي» فكرة بسيطة تسأل عن إمكانية إستبدال «جنيف 3» بـ«القاهرة 1» فيما يتعلق بالبحث الإقليمي والدولي للمشهد السوري.
الفكرة سالفة الذكر تبدو أولية وطموحة إلى حد كبير لكن مصدر مطلع يبلغ «القدس العربي» بانها تستقر في المطبخ الخليجي والفلسطيني المتفاعل مع «جماعة السيسي»، ثمة فكرة لا ترفضها السعودية في السياق بعدما تواصل إعترافها بواقع «بقاء الرئيس بشار الأسد» في السلطة ورحيل مشروع «إسقاط» نظام دمشق وهي «تجريب» قناة السيسي الذي لا تربطه حلقات «عدائية» مع النظام السوري من ناحية عملية خصوصا وانه سبق ان أوفد مبعوثين عندما كان وزيرا للدفاع لدمشق في إطار تبادل الرسائل.
هنا حصريا يقفز دور محتمل لمعادلة الرئيس نبيه بري في لبنان في ظل إصرار السعودية المطلق على عدم التواصل بأي شكل مع حزب إلله، لذلك تفاعلت اتصالات السيسي مع نبيه بري وثمة برنامج لتبادل المشورة والتقارير والخبرات إضافة للمجاملة الكبيرة التي قام بها بري في حفل تنصيب السيسي.
عمليا تبدو أبو ظبي التي حافظت طوال الوقت على مسافة متباينة عن السعودية وقطر من المسألة السورية متحمسة لفتح قنوات الإتصالات مع معادلة الرئيس نبيه بري بالتوازي مع «نضوج» فكرة حلفاء السعودية في تيار المستقبل اللبناني بعنوان»لماذا لا نتصل بطهران ونتحدث معها ؟».
وهي معادلة تحدث عنها بوضوح وعلنا الأمين العام لتيار المستقبل الشيخ احمد الحريري في عمان كما ذكرت «القدس العربي» في وقت سابق.
حركة أمل من جانبها تبدو «مهتمة» بالإنفتاح أكثر على النادي «الخليجي» فرئيسها قد يزور عواصم خليجية قريبا بعد زيارة ثانية للقاهرة وبعدما وضع الأمير سعود الفيصل ونظيره الروسي لافروف حجر الأساس لتفاهم دبلوماسي اولي بالرياض يمكن أن يقود لتفاهمات أكبر مستقبلا تخدم هدفا لم يعد مخفيا وهو التعاون الإستراتيجي العسكري بين روسيا والسيسي بناء على نظرية تبدو مستقرة في الذهن الخليجي اليوم بعنوان «خيانة واشنطن» عندما دعمت الأخوان المسلمين.
ليس سرا في السياق أن تحالف السيسي مع المحور الخليجي العلني سيعمل ويعمل على إستهداف هوامش المناورة «القطرية» وسيعزز القناعة بالتواصل مع تركيا آردوغان عندما يعالج الأخير مشكلاته العراقية والسورية عبر بوابة حلف الأطلسي والمشاركة في حفلة» التصدي للإرهاب» حيث تقدم الاتراك خطوة في السياق بمعركة «كسب» الأخيرة لصالح النظام السوري.
ليبيا أيضا في الحسابات الضيقة للتحالف المصري الخليجي الجديد وكل أعين أجهزة الإستخبارات المصرية تراقبها والتواصل متفاعل جدا مع القوة الجديدة النامية في ليبيا الممثلة بقوات اللواء خليفة حفتر الذي أرسل فيما يبدو مبعوثا مؤخرا إلتقى السيسي وحصل على ضمانات بالتعاون.

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مسلم مغربي:

    22 يونيو 2014 09:54 م
    أخبار مهمة
    بشائر لقاء السيسي وعبدالله ..50 مليار مزعة على 5 سنوات ومليون فرصة عمل
    ظهرت بشائر زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر سريعاً، حيث تجري حالياً اتصالات بين مسؤولين رفيعي المستوى في مصر والسعودية والإمارات والكويت للاتفاق على المشروعات التي ستمولها دول الخليح الثلاث بحوالي 50 مليار دولار موزعةً على 5 سنوات، تمهيداً للإعلان عن تلك المشروعات خلال مؤتمر المانحين الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين.
    ويصل القاهرة، الاثنين، وفد كويتي من أعضاء حملة «خليجيون يحبون مصر» من أجل التحضير لانعقاد «القمة الاقتصادية للشباب العربي» في مصر، كما يصل أيضاً الدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة الإماراتي، المشرف على ملف المساعدات، لحضور حفل تخريج دفعة من متدربي مشروع «حرفي»، التابع لمجلس التدريب الصناعي والممول من الحكومة الإمارتية.
    وقال محمود الشربيني، رئيس المجلس القومي للتدريب الصناعي، إن دولة الإمارات خصصت حصة تصل إلى مليون فرصة عمل للمصريين، خلال 6 سنوات، في أعمال التجهيزات والتوسعات لافتتاح مدينة معارض الإمارات «اكسبو 2020»، فيما أعلنت شركة المراعي السعودية، أكبر منتج ألبان في الخليج، أنها ستضخ استثمارات جديدة بقيمة 4 مليارات جنيه عبر الشركة التابعة لها في مصر خلال الـ5 سنوات المقبلة على مرحلتين.
    وقال مصدر حكومي رفيع المستوى إن الحكومة طلبت من جميع الوزارات مراجعة الفرص الاستثمارية والمشروعات التي تحتاج إلى تمويل.
    وأضاف أن مصر ستعرض على دول الخليج تمويل مشروعات تطوير قرى الظهير الصحراوى والاستثمار في المشروعات التي ستقام على جانبى طريق الصعيد- البحر الأحمر وتمويل مشروعات في مجالات الطرق والكباري والنقل والري والاستثمار الزراعي ومشروعات سياحية وزراعية في الساحل الشمالي ومشروعات في مجال الإسكان الاجتماعى.
    وأوضح المسؤول الحكومى- طلب عدم ذكر اسمه- أن التمويل الخليجى سيتنوع بين ودائع بالبنك المركزى المصري ومنح لا تُرد ومشروعات استثمارية مشتركة بين السعودية والإمارات والكويت ومصر.

    1. يقول منصور محمد:

      من اين جئت بهذه الاخبار؟ يريدون فتح جبهة جديدة في العراق ضد المقاومة خاصة ضد ايران الشجاعة المخلصة لدينها .

  2. يقول محتار المانيا:

    حكام متخلفون الى ابعد حدود يتأمرون
    على شعوبهم لا استراتجيات ولا خطط طموحة لمستقبل شعوبهم
    يعتمدون فقط على المسكنات لحل مشاكل بلادهم المعقدة اي وكأن حكم القدر علينا ان نبقى هكذا
    ولا حوله ولا قوة إلا بالله

  3. يقول غادة الشاويش:

    مقال الاخ بسام هام جدا ويرسم صورة العلاقات الدولية القائمة ولننتظر ونرى

  4. يقول غادة الشاويش:

    اهم ما قرات اليوم مقالك يا اخ بسام خطير وجديد ومقنع

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    ذكرتني ياأستاذ بسام بأبوكلبشه وأنفه الذي لا يخطئ

    هذا السيناريو الذي تفضلت به مزعج جدا جدا لأمريكا وسوف لن يمر
    الخليج العربي وقاداته على الضفتين تحت السيطرة الأمريكية
    فالنفط والأسواق تحت رعاية مصالح أمريكا

    حتى ايران لا تقدر أن تتمدد بدون موافقة الأمريكان أقصد الشيطان الأكبر ههههه

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  6. يقول foufou lakhdar:

    العقل الواعي غائب عن الساحة
    العربية

  7. يقول محمد طاهات / عضو في رابطة الكتاب الأردنيين:

    بسم الله الرحمان الرحيم ,وبالله نستعين , وبعد .
    بداية أنا لست من الاخوان المسلمين ولامن حماس ولا من أي حزب حتى لاأتهم بما أريد قوله , بل أنا مواطن عربي يرى ويسمع , ويقرأ ويكتب ويتابع الأحداث بكل جدية واهتمام , أرى بأن ما جاء في هذا المقال طبطبة وتخدير أوجاع كما نقول في كلامنا , وهو أيضا تسكين للوجع وليس علاجا شافيا للمرض , كيف جاء بشار للحكم زكيف جاء السيسي والمالكي بعد قتل العشرات بل الألاف , وجاؤا على ظهر دبابة ليحكموا بالحديد والنار شعبا عربيا حرا تمرد على الظلم والقهر والاستبداد ,
    نريد حلا ناجعا لكل أوجاعنا في هذا الوطن العربي الكبير , نريد دولة مدنية عربية حرة يريدها الشعب وينتخبها بطريقة حرة ونزيهة يشارك فيها كل أطياف الشعب , لااقصاءلطائفة أو مذهب أو عشيرة ,بل الكل سواء أمام القانون .
    عندها يستقرالحال ويصير حالنا حال الدول الأوربية التي سبقتنا وحلت جميع مشاكلها بطرق ديمقراطية سياسية سلمية . لاعنف ولا اقصاء لمواطن مهما كان , بل يحمل صفة مواطن فقط , وهذا موجود في ديننا وفي أخلاقنا العربية الأصيلة , لسنا له مستوردين , والعكس تمام , نحن له مصدروون .

  8. يقول سوري - المانيا:

    للأخ محمد طاهات الشعوب الاوروبية تحررت من الجهل اولا ثم بنت دول ديمقراطية يحكمها رأس المال ويعيش فيها بسلام ومنها يقود حركة الاستعمار الاقتصادي الحديث والمخالب جاهزة وهي الناتو وهي ترفض فكرة الديمقراطية للشعوب العربية التي تحرها من نير العبودية والسؤال الجدلي هل السلطة تصنع شعب متعلم واعي ديمقراطي ام الشعب يصنع سلطة ديمقراطية تليق به .

  9. يقول عربي حر:

    المقال يعطي الحكومة السعودية حجم ودور اكبر منها ولايتناسب مع التطورات اللتي تحدث في المنطقة المقال ذكر بأن حرد الحكومة السعودية/ يعود الى نظرية تبدو مستقرة في الذهن الخليجي اليوم بعنوان «خيانة واشنطن»/ ونحن لانعرف ماهي الأوراق اللتي تملكها السعودية لكي تقف في وجه طهران او حتى امريكا عدا سلاح النفط وهو قد اصبح بدون فعالية بعد ان اصبحت امريكا مكتفية ذاتيا من النفط ثم لماذا تقبل ايران ان تتعاون مع آل سعود وهي الدولة اللتي تحقق انتصارات وتملك الكثير من الأوراق في المنطقة انا اعتقد ان التململ السعودي هو نتيجة لهزاشمهم المتكررة على كل الصعد وخاصة في تخلي امريكا عنهم بعد ان اصبحوا عبئا عليها وان كل هذه الجعجعات عن تحالفات وعن تشكل قوة اقليمية مقابل المدن الإيراني هو تخبط وقلة حيلة وخاصة كلنا يعرف الضعف الإقتصادي والسياسي اللذي تعاني منه مصر والسعودية

  10. يقول نجمه:

    لا تسقني ماء الحياه بذله بل فسقني بالعزه كاس الحنظل

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية