ياسر عبد الرحيم
أستانة- محمد شيخ يوسف: قال قيادي عسكري بالمعارضة السورية، إن النظام يسعى إلى “نسف” اتفاقيات مناطق خفض التوتر في إدلب (شمال)، وريف حماة (وسط)، بخروقات عديدة يقوم بها، بحجة قتال تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).
جاء ذلك في حوار مع القيادي العسكري في فيلق الشام، بالمعارضة السورية، ياسر عبد الرحيم، على هامش اجتماعات “أستانة8” التي اختتمت الجمعة، وهو عضو بوفد المعارضة المسلحة المشارك بالمؤتمر.
وأوضح عبد الرحيم أن “النظام يقوم بحملية كبيرة في المناطق الآمنة بإدلب، وقصف عدة أسواق، وارتكب مجازر بحق المدنيين في الأتارب (بريف حلب) ومعرشورين (بإدلب)، أمام أنظار العالم، وبتغطية ومشاركة روسية”.
وأضاف: “هناك عمليات في ريف حماة (وسط)، شارك فيها الطيران الروسي، وبمنطقة خان شيخون، (بإدلب) وعمليات وخروقات كبيرة يسعى فيها النظام مع حلفائه للتقدم لريف إدلب الجنوبي، وريف حماة، بغطاء ينسف اتفاقيات أستانة”.
وشدد على أن النظام يسعى إلى ذلك “بحجة وجود تنظيم القاعدة بالمنطقة، وهو غير موجود نهائيا على الأرض، ليقوم بقصف المدنيين”.
وحول تواجد تنظيم داعش الإرهابي، في منطقة ريف حماة، وسبب ذلك، أفاد القيادي العسكري المعارض، بأنه “في حماة لا يوجد تنظيم داعش، ولكن هناك عمليات عسكرية منسقة بين القوات الروسية، والنظام، وداعش، في محورين مستقلين”.
وكشف عن هذين المحورين بقوله: “يتقدم النظام على محور (سيريتل، أبو تريكة، أم خريمة، روبيضة شطيب) في ريف حماة، وبنفس التوقيت يتقدم في ريف إدلب الشمالي تنظيم داعش، بتمهيد من الطيران الروسي، على محور (قلعة حويص، بني هديم، أبو خندق)”.
وأردف أنه “بنفس التوقيت يمهد الطيران الروسي للنظام الذي يسمح للدواعش بالمرور في مناطقهم، وهذا يعني أنهم متحالفون بكل ما للكلمة من معنى، ويسعون للتقدم، واحتلو 7 قرى صغيرة بريف حماة من جهة إدلب”.
واعتبر عبد الرحيم، أن “هناك خرق كبير في المنطقة لخفض التوتر، بالتعاون بين النظام وروسيا وداعش، والطائرات تقصف لهم (لداعش)، ولا تقصفهم، ولا يصرحون (روسيا)، بأي عمليات عسكرية ضد داعش في المنطقة، ولكن هناك اشتباكات كبيرة”.
وفي اجتماعات “أستانة 4″، التي عقدت في 4 مايو/ أيار الماضي، اتفقت الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) على إقامة “مناطق خفض التوتر”، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق في 6 من الشهر نفسه، ويشمل 4 مناطق رئيسية هي: إدلب، وحلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وأجزاء من اللاذقية (غرب)، فضلا عن الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق.
وفيما يتعلق بتعاون النظام مع تنظيم “ب ي د” في سوريا، قال عبد الرحيم: “منذ انطلاق الثورة السورية في 2011، كان هناك تعاون بين (ب ي د) والنظام، وكان هناك وثائق بإمداد النظام له (للتنظيم) بالذخائر”.
وزاد: “ومؤخرا سمح النظام بدخول عناصر له (للتنظيم) عن طريق منبج، الباب، حربل، لتصل إلى جبال قنديل (في العراق)، (خط يصل منه المقاتلون الأجانب والإيرانيون)، ومن العراق إلى عفرين”.
وأوضح أنه “تم إلقاء القبض على عدة عناصر من المتسللين لعفرين، والمتحدث السابق باسم هذه القوات المنشق طلال سلو، أفاد بذلك، واعترفوا بوجود المقاتلين الأجانب في عفرين، وانتشار الجيش التركي (في إدلب) حد من تحركاتهم، وكانت نوايا المتسللين التقدم باتجاه إدلب مع تغطية أمريكية”.
وعن نوعية التعاون بين الطرفين أجاب القيادي السوري المعارض: “النظام كان متعاونا معهم، وسمح بمرور مقاتليهم، ومؤخرا في المنطقة التي يسيطرون عليها بمدينة حلب في الأشرفية، والهلك، والشيخ مقصود، سمح منذ أيام برفع علم النظام، وفي نفس اليوم ظهر بشار الأسد ليدعي بأنهم خونة”.
واعتبر أن النظام و”ب ي د”، “وجهان لعملة واحدة، ويطبقان الاتفاقيات، ويساعدان باحتلال أمريكا لسوريا وتقسيمها”.
وأشار عبد الرحيم، إلى أن “التراشق الإعلامي (بين النظام وب ي د)، هي مسرحية أمام العالم، ولكن تدار كلها من دمشق، وطيران النظام لا يقوم بقصفهم، ويقدم تسهيلات كبيرة لهم”.
وعن سبل مواجهة “ب ي د”، أوضح القيادي أن “التنظيم يقوم بتشريد الأهالي العرب، وظلم الكرد قبل العرب، ويقوم بالتجنيد الإجباري للأطفال والفتيات، وأخذهم للجبال، وإجبار أهلهم على ذلك”.
وأردف: “يقوم (ب ي د) بفرض إتاوات على التجار والمدنيين، ويضطهدونهم بشكل كبير، فضلا عن السيطرة على حقول النفط وبيعها لأمريكا والعراق وتهريب النفط السوري”.
وأكد عبد الرحيم أن “هناك بعض الأكراد الشرفاء يقاتلون مع الجيش الحر، يجب أن يشاركوا جميعا في القضاء على هذه التنظيمات، ونتمنى أن تكون العمليات قريبة لإنهاء هذه الانتهاكات”.
وحول التواجد الإيراني في سوريا، لفت إلى أنه “لا يزال بسوريا أكثر من 60 ميليشيا أجنية شيعية جاءت بتمويل إيران وعبرها من عدة دول، ومن حزب الله اللبناني، ولا يزالون يتواجدون في سوريا، وخاصة بالريف الجنوبي بحلب”.
وأشار إلى أن “الحرس الثوري (الإيراني) أيضا متواجد بكثرة، وهو من يقوم بقيادة العمليات البرية، والأسبوع الماضي كان هناك مقتل لقيادي كبير في هذه القوات، وإيران لا تنفي ذلك”.
وختم بأن إيران أرادت أن “تكون طرفا في الاتفاقيات، لأن لديها تواجد أكبر، فتضغط على روسيا حتى يكون لهم تأثير أكبر، نظرا للتواجد الكبير لهم (للروس)”.
واختتمت الجمعة، في العاصمة الكازخية أستانة، الجولة الثامنة من المحادثات حول سوريا، بتشكيل لجنتي عمل حول المعتقلين وإزالة الألغام، فضلا عن تحديد موعد لمؤتمر سوتشي بروسيا الشهر القادم، وتحديد الجولة التاسعة من أستانة، في النصف الثاني من شباط/ فبراير المقبل. (الأناضول)