شمال سيناء – الأناضول – قال قيادي قبلي في سيناء شمال شرقي مصر، إن 5 من المنتمين من تنظيم “ولاية سيناء” المبايع لـ”داعش”، سلموا أنفسهم لقبيلة الترابين، في استجابة لدعوات سابقة للمنتمين للتنظيم بتسليم أنفسهم مقابل الحصول على الأمن.
وفي بيان له، قال موسى الدلح، أحد مشايخ قبيلة الترابين، الخميس: “سلم 5 من المنتمين لتنظيم بيت المقدس بسيناء أنفسهم لقبيلة الترابين بسيناء، ومن قاموا بتسليم أنفسهم على علاقة بتنظيم داعش بسيناء، وقاموا بالاستجابة لدعوات القبيلة بتسليم أنفسهم، وبالفعل تم التسليم اليوم بمجلس الشيخ إبراهيم العرجاني (أحد قيادات القبيلة)، وجار اتخاذ اللازم”.
ولم يوضح القيادي هوية الأشخاص الذين سلموا أنفسهم أو توقيت عملية التسليم.
ووجهت القبيلة دعوات إلى المنتمين إلى داعش، من أجل تسليم أنفسهم، “مقابل الحصول على الأمن”.
وكانت “ولاية سيناء”، التي أعلنت ولاءها لتنظيم “داعش”، نشرت عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “توتير”، الاربعاء، صورا لتفجير منزل قالت إنه يتبع ابراهيم العرجاني أحد قيادات قبيلة الترابين، بجانب صورة تجمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من جهة أخرى، أصدر تحالف “بيان أحرار قبيلة الترابين وأبناء القبائل وعائلات سيناء” الخميس، بيانا أعلنه الشيخ موسى الدلح القيادى بالقبيلة.
وقال الدلح في البيان إن “قبيلة التربين، هي صاحبة حق الرد على هذه العملية حيث أن هذا الأمر يخصها وحدها، وإن المنزل يقع فى مدينة الشيخ زويد (بمحافظة شمال سيناء شمال شرقي مصر) التى تقع خارج نطاق معاقل القبيلة”، واصفاً البيت بأنه “كان طوب وحجر لا ينفع ولا يضر خال من السكان” .
واعتبر البيان عملية التفجير تدل على “همجية الدواعش التى أراد الله أن يكشف بها عن وجوههم ويبين لكافة الناس حقيقة معدنهم الصدئ ..”.
وفي وقت سابق من يوم الاربعاء، قال الدلح إن قبيلته “لن تدخل في مواجهة مسلحة مع تنظيم داعش في سيناء”، وأن ما ستقوم به هو الدفاع عن نفسها من هجوم التنظيم ومنع وصول أي إمدادات إليه، مؤكدا أن قبيلته لن تكون “بديلا عن الدولة”، في إشارة إلى الجيش الذي يقود منذ أكثر من عامين عمليات عسكرية موسعة ضد متشدديين في سيناء.
وحول الدور المتوقع أن تقوم به القبيلة لمواجهة المتشددين الذين زادت عملياتهم بصورة كبيرة ضد الجيش المصري في سيناء خلال الفترة الأخيرة، قال الدلح، الذي ينتمي لقبيلة الترابين التي نظمت استعراضا مسلحا الإثنين الماضي: “نحن ندافع عن كرامتنا ولسنا بديلا عن الدولة وسنقوم باتخاذ الاجراءات العرفية والقانونية التي تخول للدولة مواجهة هذا الإرهاب”.
واستبعد القيادي التدخل المسلح ضد تنظيم “داعش”، لكنه أشار إلى أهمية “التفاف قبائلي حول أهمية حصار هذا التنظيم المشدد وليس قبيلة الترابين فقط”.
وأوضح أن ملامح هذا الحصار تتلخص في منع كل الامدادات التي يمكن أن تقدم لأفراد التنظيم من وقود أو خلافه أو أي تعاون”، دون أن يوضح آلية تنفيذ هذا الحصار.
وبدأت بوادر مواجهة مباشرة بين ما يسمى تنظيم “ولاية الدولة الإسلامية بسيناء” (ولاية سيناء) وبين مسلحين من أبناء القبائل البدوية، بقيام نحو 200 مسلح من أبناء قبيلة “الترابين” وبمشاركة رموز وشباب من قبائل “السواركة” و”التياها”، وعائلات العريش والشيخ زويد، وقبائل وسط وجنوب سيناء (شمال شرقي البلاد)، باستعراض بسيارت دفع رباعى في مناطق يتحرك فيها أعضاء التنظيم المسلح ولهم فيها مخابئ، الإثنين الماضي.
وجاء هذا التطور اللافت في سيناء بعد يومين من قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتمديد فترة حظر التجول في شمال سيناء لثلاثة أشهر أخرى، بعد انتهاء الفترة الأولى التي بدأت في 24 يناير/كانون ثان الماضي، وتم اقرارها في أعقاب هجوم مسلح خلف 31 قتيلا، و30 مصابا، وهو الأمر الذي حفز القبائل على هذا التحرك.
وتسود حالة من الهدوء الحذر مناطق شمال سيناء التي دخلت فترة حظر تجول للمرة الثالثة لثلاثة أشهر أخرى بقرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي كانت بدأت فى 24 يناير/كانون ثان الماضي، في أعقاب هجوم مسلح خلف 31 قتيلا، و30 مصابا.
وتشهد عدة مناطق في مصر عامة، وسيناء خاصة، هجمات أغلبها بقنابل بدائية الصنع تستهدف رجال جيش وشرطة ومنشآت حكومية، بالتزامن مع حملة أمنية يشنها الجيش في منطقة سيناء، تستهدف ما يقول إنها “مجموعات إرهابية” تنشط في تلك المنطقة.
وأُطلق اسم “ولاية سيناء” على جماعة “أنصار بيت المقدس” المحسوبة على التيار السلفي الجهادي، بعد مبايعتها لتنظيم داعش، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وتنشط في محافظة شمال سيناء، بشكل أساسي وفي بعض المحافظات الأخرى، بشكل ثانوي، مستهدفة شخصيات ومواقع شرطية وعسكرية.