قيادي كردي: البيشمركه السورية و«قوات النخبة» بقيادة الجربا ستدير شرقي الفرات

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: بينما ينتظر عقد قمة سوتشي الرئاسية لثلاثي أستانة والتي ستبلور معالم خريطة شرقي الفرات، بانتظار قطع الطريق أمام المطامع الانفصالية في المنطقة، قال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة تستعد لسحب جميع قواتها من سوريا بحلول نهاية نيسان/إبريل المقبل، ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين مطلعين قولهم إن الجيش الأمريكي يستعد لسحب جميع قواته من سوريا حتى إن لم تتوصل إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى اتفاق لحماية حليفهم المحلي في المنطقة من التعرض لأي هجوم حين مغادرتها.
وقال ترامب إن الجيش الأمريكي سيسلمه إخطارًا رسميًا قريبًا جدًا بأن 100 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها «الدولة»، قد تمت استعادتها في العراق وسوريا.
وفي الوقت الذي يستعد فيه مقاتلو الولايات المتحدة من الانسحاب من سوريا، يبرز اسم رئيس الائتلاف السوري الأسبق احمد الجربا، الذي يبحث عن غطاء دولي لتمرير مشروعه بموافقة الفاعلين الدوليين والإقليمين، من اجل ادارة المنطقة الشاغرة شرقي الفرات، عبر قوات مشتركة «عربية وكردية» تحت اشراف دولي، تهـدف حسـب مصـدر مقرب من تيار «الغد السـوري» فضـل حجب هويـته لـ «القدس العربي» إلى تخفيف التوترات العرقية بين الجانبين، وتعمل على تمرير مشروع مضاد للمقترح التركي الراغب بالتوغل في المنطقة وذلك حماية للحركات الكردية التي في حال لم يقدم الأمريكيون الدعم الكافي لها فسيتولى المهمة حلفاء واشنطن من (الدول الخليجية) واذرعهم العسكرية على الأرض ولاسيما القيادي احمد الجربا المدعوم من دولـة الإمـارات.

سعي لدى موسكو

وأجرى رئيس تيار الغد السوري، أحمد الجربا، والوفد المرافق له من التيار والمجلس العربي في الجزيرة والفرات محادثات رسمية في مقر وزارة الخارجية في موسكو مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، لبحث الوضع في منطقة شرق الفرات بعد الإعلان عن الانسحاب الأمريكي، والحلول المطروحة من أجل تفادي التوترات الداخلية ومع دول الإقليم، وتحسين الظروف المعيشية والأمنية لأهالي المنطقة.
وأكد التيار ضرورة «قيام أبناء المنطقة من جميع المكونات بإدارة شؤونهم بشكل تشاركي بحيث لا يشعر أي طرف بالغبن أو الإقصاء، وضرورة أن يأخذ المكون العربي دوره الطبيعي والكامل». وتبع الاجتماع مباحثات مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، وفريق وزارة الخارجية الروسية.
وأعرب الطرفان حسب صفحة الجربا الرسمية على «الفيسبوك» «عن رغبتهما في دفع عملية السلام المستندة على الحوار السوري السوري، والحل السياسي المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية في سوريا، مع الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وحسب بيان للخارجة الروسية فقد «تم بحث مفصل لتطور الأوضاع في سوريا وحولها مع التأكيد على مهمة تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها في جنيف في أسرع وقت ممكن، وفقاً لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

الحاج جاسم: لن ينجح

الخبير في العلاقات الدولية د.باسل الحاج جاسم استعبد أن يجد مشروع الجربا طريقه للتنفيذ على أرض الواقع وبشكل مستدام، عازياً السبب إلى انه ليس لدى تلك الأسماء و مجموعاتها القدرة أو التأثير أو تمتلك مقومات تخولها لعب هذا الدور الذي يحتاج إلى دول وجيوش منظمة.
وتحدث الباحث في الشؤون الروسية – التركية لـ «القدس العربي» عن محاولات سابقة من اجل ادخال الجربا في محادثات أستانة بحجة انه يمتلك فصيلاً مسلحاً، «لكن المحاولة فشلت وهو ما يجعل إمكانية الكلام عن دور في شرق الفرات مبالغاً فيه».
ويمكن القول، اذا لم يحصل تنسيق تركي أمريكي عالٍ وهو أمر لا يبدو قريباً فقد يعود الامر للتنسيق الروسي – التركي، مع الأخذ بعين الاعتبار طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحياء اتفاق أضنة، وهذا الطرح حسب المتحدث يمكن النظر إليه ليس في سياق الاتفاق بحد ذاته وانما في إطار إحياء تعاون أنقرة – دمشق، اذ لا تختلف نظرة موسكو عن انقرة في ضرورة حماية والحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وعدم البقاء في دائرة المجموعات المسلحة مختلفة التوجهات والمشارب، مرجحاً ان تتضح أولى معالم الخطة بعد قمة سوتشي الرئاسية لثلاثي أستانة المرتقبة لإيقاف اي اطماع انفصالية أو استيطانية في المنطقة.
وقال سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا وعضو الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي «شلال كدو لـ»القدس العربي» ان الحراك المحموم الذي يقوم به تيار الغد برئاسة احمد الجربا لم يأت من فراغ، بل جاء بعد اقتراح المنطقة الامنة، ومن اجل قيادة المنطقة من قبل قوات كردية – عربية مشتركة قوامها البيشمركه السورية التابعة للمجلس الوطني الكردي وقوات النخبة التابعة لتيار الغد اضافة إلى ابناء المنطقة.
ويبدو أن هذا الاقتراح حسب المتحدث «سيجد طريقه نحو التنفيذ في حال تم التوافق على بناء هذه المنطقة الآمنة، مدللاً على حديثه بوجود الكثير من المعطيات التي توفر القبول بالمشروع أهمها أن هذه القوات المشتركة التي تضم أبناء المنطقة هي من ستحكم المنطقة، فضلاً عن «عدم وجود قوى سياسية وعسكرية منضبطة ومنظمة ومعتدلة سوى البيشمركه السورية والقوات المذكورة».
واعرب كدو عن ثقته بحصول الجربا على توافق دولي واقليمي قائلاً «أعتقد أنه لا يوجد فيتو روسي او تركي على خطته ولا على قوات النخبة او قوات البيشمركه السورية».
وترأس الجربا الائتلاف الوطني المعارض لدورتين متتاليتين في عامي 2013 و2014، وأسس مع حلول ربيع 2016 «تيار الغد» في القاهرة بحضور محمد دحلان، المقرب من الإمارات، وشكل «قوات النخبة» المنخرطة ضمن تحالف قوات «قسد» التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.
وتقول معلومات إنه زار العاصمة التركية أنقرة مرتين خلال الاشهر الماضية كما التقى قادة في كردستان من اجل تسويق خطته التي تدعم انشاء منطقة عازلة بعمق يقدر بـ 30 كيلو متراً، وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية إلى العمق السوري مع نزع السلاح الثقيل منها، وإيجاد قوات فصل بين الطرفين.
وفي هذا الإطار قال الباحث السياسي فراس علاوي ان قوات النخبة – الذراع العسكري لتيار الغد – الذي يقوده الحربا يناهز تعداد مقاتليه ما بين 3 و4 آلاف مقاتل، فيما يصل عدد مقاتلي قوات بيشمركه روج آفا إلى 8000 مقاتل تدربوا في كردستان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية