لا أدري لمَ أراك كلّما تنهدت المواويل
وكأنك تعيش في كل أحاديث الجوى
وكأنك الفراق في كل حكايات العشاق
وكأنك آخر يد في كل تلويحات الوداع
وكأنك دموع كل الاشتياقات
وكأنك الندم والزنازين والمنافي
وكأنك وحدك بكل قساوتك تحدث في هذه الحياة
ولا أدري لم أسمع صوتك كلما ذكرت
هل تسكن اسمك؟
إذا كان هذا ممكناً
فسأردده عليّ طيلة العمر
وسأعلق ملمحاً له هنا
على الجدار الخامس قلبي ـ
سأرتبه كجدائلنا المحناة نحن الفلاحات
أتعلم كم نحب جدائلنا في الريف؟
نلين قساوة الحناء بالماء وأغاني الحصاد
نقرأ عليها أسرارنا كالتعويذة
نخفيه من عين الشمس وعين الوشاة
نتركه ينضج على مهله ومهل الانتظار
كنبيذ جنوب القوقاز
نراقبه بشغف من خلف زهر الرمان
وحين يفوح،
كدفء العناق
نطفئ حواسنا غارقات في خيال الحبيب
نحن وهي وجدائلنا…
لكن الذي ألمني جداً
أنني أحببتك أكثر من جدائلي ومن الحناء ومن البلاد…
أمس رأيتك رغم أنك لم ولن تكون هنا
لكني رأيتك،
ضحكنا كثيراً
كنت تقلدني
حين تحدثت عن أرضنا المحتلة
وكدت ان أبكي.
لكنني ضحكت معك عليّ
ضحكت معك على بكائي
ضحكت حتى بكيت
بكيت كثيراً لأنك لم ولن تكون هنا
أهرب من الذين يعرفون كم طللاً لك في روحي
إنهم لا يتركون في الأيام إلا أثرك
تبقى أنت ونحترق أنا والأيام.
لِمَ تعيش في كل الكلمات
هل أنت الأبجدية؟
لِمَ تعيش في كل الوجوه
هل أنت العيون؟
هنا في ذاكرتي خبأتك مني
لا أحد يشبهك
القلاع فقط تشبه بعضها
أشعر بأن غيمة تهطل فقط على القلاع
وفقط عليك..
المطر القديم الذي كنت أحبه
أتذكره؟
كنت أتحايل على الشتاء
كلما لمّ مطره
أتيت إليك لأخبرك أنها تمطر!
رغم أنك كنت هناك تحت المطر ذاته
تلتقط صورة فوتوغرافية لاشتياقك لتلك الغريبة.
أما هنا لم يعد المطر يعنيني
فقط أشعر بالجليد يرفع رايته في عظام الزمن
أتوسد كتف الخيال
عبثاً أحاول القفز من على هذا الوقت
لو أنك لم تكن لئيماً
لم يكن لكل هذا الضياع أن يحدث
لم تكن الرغبة بالركض نحو الحقول لتُقتل
لبقي المطر رفيقاً طيباً،
لبقي الماضي بكل بهائه حاضراً
لبقيت ستائر الدانتيل ترقص للشوارع والمدينة والقطط والمارّة
ولبقيت أنا أضحك على كل شيء
لبقيت أضحك حتى على بكائي.
شاعرة من سوريا
حيّاك الله أيّتها المتألقة كقمر غاب في محاق وهلّ وطلّ بعد غياب طويل لفراق؛ذكّرني سطر قصيدتك الأخير: { لبقيت أضحك حتى على بكائي }.بعبارة كنّا نرددها في الدراسة الثانويّة كمثال لغويّ: { المطر ينزل لكن الشّمس طالعة }.أوبالعكس: { الشّمس طالعة لكن المطر ينزل }.سيّان.هذه الثنائيّة تمنح النصّ دراما الصراع الناعم في القصيدة ليدفعها كمجذافي زورق ضد مجرى النهر حتى الوصول إلى الساحل الأزرق…كي نصل إلى حانوت نحّام الخمّار في العصرالجاهليّ؛ لنشرب من نبيذ القوقاز…وما أدراك ما القوقاز؛ التي قضيت فيها أيامًا وليالي أبحث في كلّ شيء فيها…فوجدت نبيذها صولجان وخيولها خيرحصان؛ ثروة تمتدّ إلى ذي القرنين أيام زمان.
دكتور جمال البدري
تحية طيبة أيها الغريب القريب
الشمس والمطر حين يلتقيان تحدث أجمل ظاهرة طبيعية ( ظاهرة قوس القزح) كذلك البكاء والضحك حين يلتقيان معاً فتأكد بأنه يحدث فرح لم يحدث من قبل.
اللقاء والفراق وحسرة البعد أشياء سيئة حدثت على الدوام، كذلك الأمل بحياة ثانية ما زال يحارب تلك الأشياء.
كن بخير دوماً.
سيدتي بنت الجبل: كلماتك نثرًا صنو نبراتك شعرًا.ليلتقي المطروالشّمس فيكوّنا قوس قـزح.أتعلمين أنّ برجي هو القوس؟
بعد أيام سأحتفل بعيد ميلاديّ الألف؛ يانــوح.
قريباً سأطبع مجموعتي الثانية سأرسلها لك _إن حصلت على عنوانك _ هدية ميلادك.
كن بخير دوماً دكتور جمال البدري
سيدتي المحترمة خذي عنوان بريدي من الأخ المحرر؛ لك حصرًا.مع التقدير لشخصك الكريم ياخوناف.لأنّ نشر عنواني سيُستغل من قبل مجهولين لنشر رسائل باسمي زورًا.
كم هو رائع هذا الحوار الحضاري عن النص؟ ياليت كل الكتاب والأدباء في الجريدة يتفاعلون مع القراء هكذا.قصيدة جميلة لشاعر اجمل.
روناك يربطني معك اسم الأب أيضاً.
لوتعلمين كم أحب أبي وكم أحب من يحمل اسم رمضان.
وافر الودّ
الأخت خوناف: أبلغت السيد المحرر لتزويدك بعنواني البريدي…تواصلي معه مباشرة مع التقدير.