كاتبة جزائرية: تشبيه الغرب للاعبي المغرب بـ”الإرهابيين” عنصرية ومعاداة للمسلمين 

حجم الخط
2

إسطنبول: قالت الأكاديمية والصحافية الجزائرية وصال حريز، إن تشبيه وسائل الإعلام الأوروبية للاعبي المنتخب المغربي بـ”الإرهابيين”، معاداة للمسلمين وشكل آخر للعنصرية.

وتزامنا مع احتفالات غزت العديد من المدن الأوروبية بانتصار المغرب على البرتغال، وتأهلها لنصف النهائي في بطولة كأس العالم التي أقيمت في قطر، وصفت حريز التشبيهات المغرضة بحق لاعبي المنتخب المغرب على وسائل الإعلام الغربية بأنها عنصرية ومعاداة للمسلمين.
وتطرقت حريز المحررة في منصة “مسبار” (مركزها الدوحة) النشطة في مجال مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة إلى الموقف العدائي في الإعلام الغربي ضد المشجعين المغربيين المحتفين في أوروبا بإنجاز منتخبهم.
وأشارت إلى أن المغرب جعل العالم الإسلامي فخورا بكونه البلد المسلم الإفريقي الوحيد الذي وصل إلى الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم، لافتة إلى أنها لم تندهش من الخطاب والتصرفات العدائية ضد المشجعين المغربيين المحتفلين بعد المباراة.

يمين متطرف

الكاتبة تؤكد أنها ليست المرة الأولى في أوروبا التي يتم فيها التعامل مع المشجعين المهاجرين بالعداء وهم يحتفلون بفوز منتخباتهم التي يساندونها.
وأوضحت أن اليمين المتطرف في فرنسا “يستغل فرحة الجماهير هذه لنزع الشرعية عن انتمائه الوطني”.
“رد الفعل هذا تجاه المشجعين المغربيين ومن شمال إفريقيا هو فصل آخر في التاريخ الطويل للعنصرية بأوروبا”، تضيف حريز.
وتشير إلى أن الصحافة الألمانية ربطت رفع لاعبين مغاربة لأصابع سبابتهم فرحى بالانتصار على البرتغال بالتنظيم الإرهابي (داعش).
وأضافت بهذا الخصوص: “ادعاء قناة فيلت الألمانية بقيام لاعبي المغرب بأداء ما سموه بتحية داعش، هو مثال واضح للتضليل الإعلامي، ومعلومة خاطئة خبيثة لغش الرأي العام”.
وتشدد حريز على عدم اقتناعها باعتذار القناة الألمانية إثر الانتقادات التي لاقتها، وتأكيدها أن تعليقها حدث دون تحقق، وتقول: “سيكون من المضحك افتراض أن هذا تم بالخطأ، إذ أن بحثا بسيطا وسريعا كان سيمنع نشر هذه الاتهامات الباطلة”.
وتؤكد أن استخدام كلمة “إرهابي” بجانب المسلمين مقصودة، مبينة أن هناك تفسيرات عديدة لرفع السبابة في الهواء، وأنه يمكن استخدامها لتعني “رقم واحد” أو “المنتصر”، أو قول “لا إله إلا الله” في الثقافة الإسلامية.
وفي كل الأحوال، تضيف حريز أنه من الخطر ربط الإشارة بالإرهاب، وهذا مثل تغيير معنى عبارة “الله أكبر” بالقوة وربطها بالإرهاب.

أرواح مشوهة

وتطرقت الكاتبة الجزائرية إلى رفع المقدم التلفزيوني الدنماركي سورين ليبرت صورة لأسرة قرود يحتضنون بعضهم أثناء حديثه عن احتضان لاعبي المنتخب المغربي لأمهاتهم بعد الفوز بالمباراة.
وتقول: “مشاهدة فيديو الصحافي الدنماركي الذي يقارن اللاعبين المغربيين وأمهاتهم بالقردة، ذكّرني بتعليق الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل توني موريسون حول العنصرية الذي قالت فيه إن لدى العنصريين أرواحاً مشوهة يمكن للجميع رؤيتها إلا أنفسهم”.
وتشير إلى أن رفع المنتخب المغربي لعلم فلسطين في الملعب أثار اتهامات بـ”معاداة السامية” في الصحافة الأوروبية، مؤكدة أن تضامن العرب والمسلمين مع فلسطين لم يتزعزع، متسائلة: “لماذا الإعلام الغربي مصدوم إلى هذه الدرجة؟”.
وتبيّن حريز أن استخدام السياسيين والإعلام الأوروبي لخطاب تفرقة شجع الجماعات اليمينية المتطرفة في القارة، مستشهدة باعتداء مجموعة ملثمة في إيطاليا على مشجعين مغربيين أثناء احتفالهم.

استشراق ونفاق

تلفت حريز إلى أن المغرب كان مستعمرة فرنسية حتى نيل استقلاله عام 1956، وأن لقاءه مع فرنسا في نصف النهائي يحمل معاني رمزية للغاية.
وحول أحداث شغب وقعت في شوارع باريس بعد خسارة المغرب في النصف النهائي، تقول حريز: “وفقًا لتقارير الصحف الفرنسية، تم اعتقال نحو 50 شخصا من اليمين المتطرف لحملهم أسلحة غير مرخصة”.
وتضيف: “كانت المجموعة تخطط للذهاب إلى شارع الشانزليزيه الأكثر ازدحاما في باريس، بعد فوز فرنسا على المغرب في نصف نهائي كأس العالم. وبحسب صحيفة “لو باريزيان” فإن المجموعة كانت تنوي القيام بممارسات عنيفة ضد المشجعين الداعمين للمغرب”.
وتشير إلى أن من بين المعتقلين مارك دو كاكراي فالومنييه زعيم جماعة “زواف باريس” اليمينية المتطرفة التي حظرتها فرنسا في يناير/ كانون الثاني 2021.
الكاتبة الجزائرية تقول: “بالنظر إلى كل هذا، يبدو أن الجماعات اليمينية المتطرفة تشكل تهديدا كبيرا على المهاجرين”.
وفي نفس السياق، تذكر حريز أن انتقادات تنظيم قطر لكأس العالم تواصلت خلال فعاليات البطولة، ووصفت تعامل الصحافة الغربية مع تنظيم قطر للمونديال بأنه استشراق ومركزية أوروبية ونفاق.
واختتمت بأن الإعلام الغربي استخدم خطاب حقوق الإنسان كسلاح للهجوم على قطر والعالم الإسلامي بشكل عام.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فضيل الجزائر:

    شكرا للأستاذة وصال حريز، أتمنى أن يعتبر الحكام العرب وأن ينحازو الى شعوبهم بدل أن يكونو وكلاء للاستعمار.

  2. يقول نور الدين:

    لم لاتحتج الدول العربيّة بالطرق الديبلوماسيّة والأعلاميّة على الممارسات العنصرية التي تنال من مواطنيها ؟ لماذا لا تقاضي السفارات العربيّة الأفعال العنصريّة التي تستهدف مواطنيها وثفافتهم ؟ أليس بإمكان 22 دولة عربيّة إن توّسس هيئة لرصد الممارسات العنصريّة ضد العرب وتكلّف مكتب محاماة دولي لرفع الدعاوي قانونياً/ لكنني أظنّ أن الأنظمة العربيّة هي آخر من يهتمّ بالموضوع، وللأسف، بعض الغربيين لايبالى بالتعببير عن عنصريته في عقر دار العرب،مثل الصحافي الفرنسي الذي جاء إلى قطر وتشاكى متهكماً من كثرة أعداد المساجد في الدوحة.

إشترك في قائمتنا البريدية