كولونيا ـ «القدس العربي»: مدينة كولونيا الألمانية والتي اشتهر اسمها نسبة إلى ماء الكالونيا المعطر، والذي تم تصنيعه بداية القرن الثامن عشر في المدينة، وانتشر في انحاء العالم، على موعد اليوم الاثنين لتكون مسرحا لمظاهرات حاشدة مع خشية السلطات من أن تتحول هذه المظاهرات إلى مواجهات عنيفة بين الاحزاب الالمانية المتطرفة وبين الاجانب ومن يساندهم من الالمان.
حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» المتطرفة والمشهورة بأسم «بغيدا» دعت لتظاهرة كبرى اليوم الاثنين، لتجوب أنحاء المدينة، في مسعى واضح لاعادة التظاهرات الكبرى التي شهدتها مدينة دريسدن الالمانية في وقت سابق، والتي استطاعت فيهاالحركةمن جمع أكثر من 17 الف متظاهرا، من أجل اجبار الحكومة الالمانية على اتخاذ اجراءات صارمة لمنع المزيد من المهاجرين خاصة من الاصول الإسلامية من دخول المانيا.
الى ذلك دعت منظمات إسلامية المانية إلى تنظيم مظاهرة مضادة كبرى تنطلق اليوم الاثنين ومن المتوقع أن يشارك بها عشرات الاف من المتظاهرين لمواجهة حركة «بغيدا» . حيث أصدر كل من مجلس التنسيق الإسلامي، والجمعية السلفية الإسلامية، والاتحاد التركي للجمعيات الثقافية الإسلامية في أوروبا، واتحاد الجعفريين الأتراك بأوروبا، واتحاد أهل البيت العلويين بأوروبا، والاتحاد الإسلامي العلوي بألمانيا، واتحاد الكتاب الأتراك – الألمان، وجمعية الصناعيين المستقلين ورجال الأعمال التركية، واتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين بيانا دعت فيه انصارها وجميع الراغبين في وقف «بغيدا» إلى المشاركة في التظاهر في المدينة والتصدي لها بطرق ديمقراطية.
وفي موقف لافت أعلنت كاتدرائية كولونيا، عن رفضها الواضح لحركة «بغيدا» وقالت أنها ستطفئ انوار الكاتدرائية التي تشتهر بها المدينة، في حال قرر المتظاهرون المتطرفون التجمع امام مبناها، وفقا لصحيفة كولنر شتاد الالمانية. حيث تريد الكاتدرائية من موقفها الرمزي أن تعلن أنها ضد التطرف في المانيا ولا تؤيد ما تدعوا له الحركة.
وكان استطلاع للرأي، قد كشف عن تزايد واضح لنفوذ الحركات المتطرفة في المانيا حيث أفاد 29٪ من المشاركين في الاستطلاع، بأنهم يرون أن حركة بيغيدا، اليمينة المتطرفة، محقة.
وأشار الاستطلاع الذي أجرته شركة فورسا لصالح إحدى المجلات على 6000 شخص، أن 61٪ يعتقدون أن «أسلمة» ألمانيا أمر مبالغ فيه، فيما أوضح 13٪ من المشاركين أنهم يمكن أن يشاركوا في الاحتجاجات التي تنظمها بيغيدا في حال نُظمت بمناطق إقامتهم أو مناطق قريبة إليهم..
كما لفت الاستطلاع إلى أن 71٪ من المهتمين بحزب «البديل لأجل ألمانيا» الداعم لاحتجاجات بيغيدا، يساندون المظاهرات المناهضة للإسلام والأجانب، مضيفاً أن 45٪ من مؤيدي حزب البديل لأجل ألمانيا المشاركين في الاستطلاع، و26٪ من ناخبي حزب اليسار أعلنوا أنهم يمكن أن يشاركوا في المظاهرات التي تنظمها بيغيدا.
كما ذكر الاستطلاع أن 10٪ من المشاركين أوضحوا أنهم يمكن أن يصوتوا لحزب يكافح الإسلام في ألمانيا بالانتخابات المقبلة.
من جانب آخر أكد رئيس وكالة التوظيف الاتحادية فرانك يورغ فايسة أمس الأحد لصحيفة «دي فيلت» الالمانية أن المهاجرين إلى المانيا لا يعتبرون منافسين للالمان العاطلين عن العمل في الحصول على وظائف، معتبرا أن أمورا أخرى تتحكم في هذا المجال، وقال فايسة بأن معظم المهاجرين هم متعلمون ولديهم كفاءات ولا يشكلون منافسا للعاطلين عن العمل من الالمان. وأكد فايسه أن الدولة الالمانية لديها نقص كبير في العديد من المهن التي تحتاج إلى تعلم وكفاءة وبأن وجودهم يشكل رافدا لشغر هذه الوظائف.
يذكر ان التظاهرات تجري في سياق حركة هجرة كثيفة إلى المانيا، حيث كشفت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في مطلع كانون الاول/ديسمبر الحالي أن ألمانيا اصبحت عام 2012 القبلة الاولى للمهاجرين في اوروبا حيث استقبلت في تلك السنة 400 الف مهاجر كما اصبحت الوجهة الاولى لطالبي اللجوء وباتت منشآتها لايواء طالبي اللجوء مكتظة. وهي استقبلت منذ مطلع العام 2014ما يقدر بـ 180الف لاجئ بزيادة 57٪ عن الفترة ذاتها من العام 2013، وأن بلدان تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وافغانستان والصومال، فضلا عن العديد من غجر الروم من البلقان شكلوا الجزء الاكبر من طالبي اللجوء.
علاء جمعة
ولكنك تقاوم الإسلام وأنت غير أوروبي والأخر مغتاظ غيرة وحسد لأنه لا يعيش في أوروبا ولو أنه يعيش فيها لما قال ماقال.
اذا أوروبا أحسن من بلاد المسلمين، أهذا ما تود قوله؟ الا تعتقد ان السبب هو علمانية هذه البلاد وهذا سبب تطورهم إنسانيا