“كارتل” المخدرات السوري يضغط والأردن يقترب من سيناريو “منطقة عازلة” وقد يبحث عن “بيرقدار”

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

هل أصبحت طائرات بيرقدار التركية المسيرة المسلحة محطة لوجستية مهمة تساهم في تقريب الأردن من سيناريو “منطقة أمنية عازلة” على التماس مع جنوب سوريا؟

هذا هو السؤال الذي لا يطرح الآن سياسيا فقط، بل على مستوى مؤسسات الدولة العميقة في الأردن في سياق تضاعف التحديات والتهديدات المرتبطة بما يصفه اليوم خبراء أجانب بـ”كارتل المخدرات السوري“.

أغلب التقدير معلوماتيا أن الأردن أشعر الجمهورية التركية بأنه قد يحتاج استيراد طائرات بيرقدار نظرا لاختلاف صنف التحدي الأمني والمرتبط حصرا بالمخدرات وإرهابها على خاصرة الحدود الشمالية حيث التماس مع درعا السورية والجنوب السوري بدون مظاهر الوجود السيادي السوري التي يمكنها التعاون مع الأردنيين بأكثر من معلومات استخبارية بين الحين والآخر.

طائرة البيرقدار التركية قد تخدم استنادا إلى مصدر مطلع البرنامج الأمني الأردني قريبا في تطبيق قواعد الاشتباك مع شبكة المخدرات السورية المسلحة والكبيرة والمنظمة جدا والتي تقول عمان إنها تدار بمسار إقليمي وعبر ميليشيات مسلحة خارجة من بيت الطاعة السوري ولها أصابع وأدوات إقليمية.

التفكير بالمسيرة التركية كخيار محتمل إذا ما أنجزت صفقة ما خلف الستارة بمثابة الرد على تلك العصابات التي أرسلت لا بل هاجمت الأراضي الأردنية بخمس مسيرات تم إسقاطها جميعا منذ بداية العام الحالي، فيما جاهزية حرس الحدود الأردنية بحالة طوارئ واستنفار دوما والدفاعات الجوية الأردنية كذلك.

سياسيا لم يعلن عن أي تفاصيل لها علاقة بصفقة بيرقدار محتملة مع تركيا لكن مباحثات واستشعارات جرت في ذلك السياق وسط ما يمكن وصفه باستعدادات أردنية لعمليات أمنية أوسع نطاقا لكنها هذه المرة قد تطال العمق السوري.

سبق لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن وصف بحضور “القدس العربي” شبكات تهريب المخدرات السورية بأنها تشكل التحدي الأمني الأكبر لبلاده واعتبرها الشغل الشاغل.

الإيحاء فنيا ملموس ومرصود بأن عمليات أمنية قد تبدأ لملاحقة مصدر التهديد المخدراتي في العمق السوري.

عمليات أمنية قد تبدأ لملاحقة مصدر التهديد المخدراتي في العمق السوري

وما يبدو عليه الأمر عموما أن حكومة دمشق التي ترتبط الآن بعلاقات ودية مع حكومة عمان تبلغ ضمنا بأن مناطق الجنوب وزراعة وصناعة المخدرات وحبوب الكبتاغون ذائعة الصيت والشهرة خارج سيطرة قوات النظام السوري.

يحصل ذلك في الإبلاغ رغم التقييمات الأمنية الأردنية التي تربط بين بعض إدارات فرق جيش النظام السوري وبين إما التواطؤ أو المشاركة في “بزنس” تهريب المخدرات.

بيرقدار التركية قد تغير في المعادلة أمنيا على الأقل خلافا لأنها ستسمح بنقاش ما رفضته عمان من سنين طويلة فيما كانت أنقرة تصر على اقتراحه وهو العمل الثنائي والمشترك مع المجتمع الدولي باتجاه إقامة مناطق أمنية عازلة على حدود البلدين شمالي وجنوبي سوريا.

تركيا ليس سرا أنها انتظرت سنوات من عمان مشاركتها في منطق المنطقة العازلة الأمنية.

وليس سرا أن عمان طوال الوقت رفضت الاتفاق مع الأتراك على هذا السيناريو، لكن حرب المخدرات التي تزداد خشونة وغلاظة يبدو أنها بدلت في المعطيات، حيث تهامسات خلف ستائر القرار بأن ملف المنطقة العازلة قد يصبح الآن مطروحا للنقاش خصوصا إذا ما توفرت التقنيات الدفاعية اللازمة وتجهيزات الوسائل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية