مغاربة يرتدون الشورت، ليس بسبب الحر، ولا بسبب التدليل على حرية الملبس، بل في مسيرة تضامن جابت شوارع الدار البيضاء، مع بلجيكيات غادرن المغرب، والسبب تدوينة علي لعسيري، أحد أعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية، معتبرا ما قامت به البلجيكيات دعوى للتغريب والعري، وتدوينة أخرى تحريضية ضد المتطوعات لمعلم شاب على الفيسبوك.
البلجيكيات كن يقمن بحملة تطوع لتعبيد طرق مهترئة في منطقة تارودانت في المغرب، وهن يرتدين الشورتات.
الحدث أثار استنكارا كبيرا على المواقع الالكترونية والتواصل الإجتماعي، وصل لحد توكيل محام ضد النائب البرلماني، وكذلك تنظيم وقفة احتجاجية في الدار البيضاء للتنديد بما حدث وبخطابات الكراهية وضد الظلامية. والاحتجاج سيكون شعاره «وي شورت».
تنوعت ردود أفعال المغاربة حول الحدث، هناك من رأى أنه من الأجدى أن تكون المسيرة، ليس في «عين ذياب» في الدار البيضاء، بل في عين المكان في تارودانت.
وكان على من شمروا عن سيقانهم أن يشمروا عن سواعدهم ويبادروا في تهيئة طريق تارودانت قبل أن تتقدم متطوعات من بلجيكا لذلك!
الكل رفض الدعوة التحريضية، لكن كان على البلجيكيات أو من استقدمهن، أي الجمعية المشرفة على العملية، أن تحترم خصوصية المجتمع المحافظ فيها.
ربما السبب، الذي جعل شباب المنطقة يعزفون على التطوع جنبا الى جنب مع البلجيكيات. لماذا استدعت الحادثة كل هذا الصخب، بينما عاملات الفراولة غادرن الحياة وليس المغرب ولم تلبس النساء – اللواتي لبسن الشورت هذه المرة – لباس تلك الريفيات ووضعن أوشحتهن على الرؤوس للتنديد بالغبن والبؤس، الذي تعيش فيه ملايين المغربيات الكادحات، أم أن التعاطف فقط مع من لا يحتجن ذلك!
يبدو أن حال الدنيا تكون مع «الواقف» القوي ولا تأبه بالضعيف، من لا صوت يسانده ولا مسيرة تنور مسعاه للرأي العام.
التعليقات حول الخبر كثيرة جداوانتشرت في الدول المغاربية، والمغرب لا يحتاج لتضخيم الأحداث، فقط لكون الانتخابات على الأبواب.
والبلجيكيات المتطوعات إن غادرن المغرب بإيعاز من حكومتهن. فالأجانب لا يمكنهم مغادرة المغرب تحت أي سبب من الأسباب، ومهما بلغت الظلامية، التي ينادي بها دعاة «الشورت»، ومهما بلغت حدة خطابات التحريض، لأن القصة مسألة مصالح استراتيجية في بلداننا، وإن شوهوا الكثير من الوجهات السياحية بها، إلا أنه، أي الغرب كله يمتص الخيرات بصمت ودون السماح لأن تقع رجل مواطن من مواطنينا في تلك المناطق، التي تعج بالثروات. مناطق سيجت ودجنت لمصالحه من كل خوف وإرهاب. وزرعوا بيننا التوتر والخوف من بعضنا البعض وكراهية بعضنا البعض، لدرجة أننا نخاف عليهم ونحميهم من الهوا الطاير.
خطاباتهم أكثر كراهية ومخططاتهم أكثر «جهنمية» من أجل مصالحهم. لكننا نحن من فتحنا لهم الأبواب على مصارعها بسياسات انبطاحية وفاشلة ومؤسسات مدنية لا تخرج من قلب المدن، ومن نخب قتلتها الموالاة والمصالح مع هذا وضد ذاك!
وفي الأخير الكلمة لساكنة تارودانت بإمكانهم إن أزعجهم مظهر الأجنبيات بلباس الشورت أن يحتجوا. أما غياب المؤسسات الحكومية ومشاريع التنمية فجعل من مقدم البلجيكيات حبل نجاة!
منع الشورت واحترام عادات وتقاليد المجتمع المستقل ليس من الظلامية في شيء، وليس تحريضا ولا هو تطرف، إلا أن هناك لافتة تعترض أي واحد يزور قصور منطقة غرداية في وادي ميزاب، تمنع على الداخلين من السياح للقصر ارتداء الشورت وألبسة تتعارض وتقاليد المجتمع الميزابي وسلوكيات أخرى مرفوضة كالتدخين. إنها السيادة الدينية والثقافية في مجتمع منظم بدقة.
القمامات تغزو الشواطئ
رافقت الحراك الشعبي الجزائري شعارات كثيرة ومن بينها «نترباو ڤاع»، والذي استحسناه جميعا، لا سيما ومنظر الشباب وهم ينظفون الشوارع والأزقة والملاعب وكل مكان يمرون به، من آثار تواجدهم.
اعتقدنا أن تنظيف المحيط أصبح أولوية من الأولويات التي نجح الحراك في تأسيسها وترسيخها. بل هناك من قام بتزيين الجدران والأدراج وغيرها من الأماكن. سلوكيات كأنها خيال. وعلى ما يبدو فإنها مجرد تطبيق لتعليمات حراكية لم تدم طويلا، وإن بقي الحراك فاترا فالنظافة أصبحت من آخر اهتماماتنا. والصور التي تناقلتها الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي لشواطئ وغيرها تغزوها القمامات من كل نوع من أكياس بلاستيكية وعلب الجعة وبقايا الأكل. توحي بمحيط مقزز وروائح تخترق الأنوف. حتى الحرائق المهولة التي عرفتها البلاد لا يمكنها التهام ما لا يمكن بلعه وألسنتها وأسنانها لا يمكنها القضاء على مواد مستعصية تدوم في الطبيعة وتقضي على تنوعها.
نشوة الانتصار على نظام كتم الأنفاس، زالت وبقيت العادات، التي ترسخت منذ سنين طويلة، التي تجعلنا نهتم بما هو ملكية جد خاصة وترك ما يملكه الغير أو «البايلك» بقاذوراته وأوساخه. وإن كنا نحن مصدر كل المصائب فلا يهم.
نغادر المكان ونعود إليه متذمرين من حال المحيط وقد شب الشعب والحكومة على التسيب، ولا نتذكر أننا لوثنا الهواء في الغابات والمياه في البحار والشوارع والمساكن!
الشعارات ما أكثرها لكن أفكار وفلسفة العصابة والفساد ما زالت متغلغلة في القاعدة. فلا نتفاجأ من أي شيء سيحدث بعدما ميع الحراك، وعاد الشباب لقوارب الموت لأنه أحس بأن الأمور لم تتغير والعصابة تصطاد دائما وإن في المياه العكرة.
صيف المهرجانات بلا متعة والجماهير تحاصر الوزيرة
من مهرجان «تيمڤاد» الفني إلى مهرجان «الجميلة» تستقبل وزيرة الثقافة مريم مرداسي بالتصفير وبعبارات من وحي الحراك: «كليتو لبلاد يالسراقين». فبعد «تيمقاد» جاء دور الدورة الخامسة عشر لمهرجان «الجميلة»، الذي شُنت حملة لإلغائه على وسائل التواصل الاجتماعي بعد عملية سبر للآراء قام بها موقع «صوت سطيف» والنتيجة كانت الإلغاء بنسبة 87 في المئة ومع اقامته بنسبة 13 في المئة من عينة اجمالية قدرت بـ 7600 شخص، باعتباره مهرجانا دوليا لم يغير من المنطقة ولم يدخل عليها أي انتعاش اقتصادي وتنموي، ناهيك عن أن الطرق غير صالحة للسير والتي تحصد مئات الأرواح سنويا.
تزامن المهرجان مع حوادث مرور كارثية في ولاية سطيف وعلى غرار الجزائر، التي تشهد حوادث مرور متزايدة، حيث صنفت سطيف خاصة في شهر المهرجان، الأولى من حيث ضحايا حوادث المرور، بعد حادث لعراعير في الطريق المؤدية لجميلة، والذي خلف اثني عشر قتيلا، إلى جانب حوادث أخرى. كما أن المهرجان لا يرقى الى المدينة العالمية، حيث أن التسيير لم يتغير والأغاني نفسها تكرر كل سنة. والمهرجان ليس سوى هدر للمال العام في مثل الظروف التي تعيشها المدينة. ومما زاد من المطالبة بإلغائه، تصريحات محافظ المهرجان المستفزة، والتي ماثل فيها بين المغني والمعلم، معتبرا أنه من حق المغني أن يأخذ راتبه من وزارة الثقافة، كما من حق المعلم أن يتقاضى راتبه من وزارة التربية.
الفيديوهات الكثيرة التي بُثت للوزيرة، وهي مستمرة في إلقاء كلمتها في المهرجانين الدوليين – تحت وقع الرفض بكل أشكاله لها ولحكومتها – تبين أنّ على الوزيرة الشابة أن تتحمل وزر وأعباء الوزيرين السابقين، وميراث الثقافة الثقيل على كاهلها، إن استطاعت ذلك. وقد تستطيع إن آمنت فعلا بأنها ليست مرفوضة.
٭كاتبة من الجزائر
يجب إحترام العرف وعادات أي مجتمع! يا غريب كن أديب!! ولا حول ولا قوة الا بالله
OK 100%
لا مشكلة مع أن تعتبر نفسك متفوق أخلاقيا لأنك لا ترتدي الشورت أو ترفض ارتداء الشورت , هذه تبقى فكرة يحق لمن يريد الاعتقاد بها أو لا و لو أن هذا يجري غالبا لأسباب تتعلق بما وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا , لكن لماذا : إذا كان هذا ضرورة في مكان ما تضع الإيمان به فوق أي شيء آخر لماذا لا يكون نقيضه ضرورة أيضا في أماكن أخرى لا تعترف به و تعتقد بنقيضه
حقا ما قلت استاذة. ولكن للاسف الشديد. يقول المثل المغربي. تابعين جيلالة بالنافخ. هذا هو حال المغاربة.
نعم لسنا مع التحريض على اي احد كان او من اي جنسية او عرق ولكننا ضد الانتقائية في التعامل مع الملفات او الاحداث التي يشهدها العالم وبطبيعة الحال المغرب فلمادا لا نجد هدا التعاطف مع الفلسطينيات والسوريات والعراقيات واليمنيات والليبيات اللواتي يغتصبن ويقتلن ويهجرن ويشردن والامثلة كثيرة توحي بالانتقائية في اتخاد المواقف فليس هناك من تفسير سوى تبعية المهزوم للمنتصر فهكدا نتعامل مع الغرب في الوقت الدي ندير ظهورنا للماسي والكوارث التي يعرفها العالم العربي المنكوب.