لندن ـ «القدس العربي»: «سأموت يوم الأربعاء» و«كتاب المراثي» و«جثتي في النهر» إلى جانب قصائد أخرى، تضمنها كتاب «مطبخ الصديقة» للشاعر السوداني الصّادق الرضي، صدر حديثاً عن (مركز ترجمة الشعر) في لندن بالعربية والإنكليزية ضمن «سلسلة الشعر العالمي»؛ ترجمة الشاعر الأمريكي ديفيد شوك» والشاعر العراقي «بريار باجلان» وتتضمن فعاليات الجولة الشعرية الخاصة بالكتاب، التي تستمر في المدة بين (2- 23 يوليو/ تموز 2023) في لندن وعدة مدن بريطانية بالشراكة بين مركز (ترجمة الشعر في لندن) وعدة مهرجانات شعرية ومنظمات أدبية مثل مهرجان (الشباك) و(ليدبري) و(الكتاب الافارقة) و(ساوث بنك) تبدأ بفعالية «نزهة شعرية في غرب لندن، قراءات شعرية في الهواء الطلق مختارة من قصائد الكتاب عبر جولة في الأماكن العامة، تبدأ من (Queen’s way tube station) وتنتهي في الموقع الذي كانت تشغله حتى شهر ديسمبر/كانون الأول من السنة الماضية مكتبة «الساقي» العريقة، التي تعتبر من أبرز معالم الأدب والثقافة العربية في لندن.
وكان قد صدر للشاعر عن مركز ترجمة الشعر عدة كتب بالعربية والإنكليزية: «قصائد»- 2008 و«كأنما يروي عن مروي»- 2014 و«قردٌ على الشبّاك» 2016؛ بالإضافة إلى مقدمة الكتاب، تضمن الكتاب تنويهات من عدد من الشعراء من المجتمع الشعري البريطاني مثل الشاعر Stephen Wattsوالشاعر W. N. Herbert.
وقد أشار الشاعر والمترجم العراقي بريار باجلان في مقدمته للكتاب: « كتب الصادق الرضي هذه القصائد مستخدماً تيار الوعي المصمم لتجاوز رقابة الشاعر الذاتية مستوحيا من الخيال التفاعلي للدادائيين، عبر كتابته ونشره لها مباشرة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منفتحاً على جمهور القراء ومشاركاتهم الحية على الإنترنت، تم تداول بعض القصائد من مؤيدي الثورة السودانية بما تضمن من إشارات حاشدة نحو توصيل رسائلهم؛ ترتكز تجارب الرضي مع الكتابة الارتجالية على التقليد الشفهي لقراءة الشعر العربي في السودان، وربما القصائد نفسها غارقة في اللغة القرآنية.؛ ولشعره مراجع وارتباطات عميقة بالصوفية بشكل عام وفي تجلياتها السودانية. هو يغلف شعره في صور معقدة باستخدام لغة بسيطة مخادعة، لنقل مفاهيم عميقة، تنقل القارئ إلى حالة روحية مرهقة ومخفّفة في الوقت نفسه.
وكتب الشاعر البريطاني W. N. Herbert: «كتاب الصادق الرضي الجديد قادر على أن يكون عدة أشياء في وقت واحد، فهو احتجاجٌ سياسي بكل تأكيد، عمل يحمل روح المقاومة للقمع في السودان وكذلك الضغوط التي يتعرض لها المنفيون سياسياً في المملكة المتحدة، لكنه في الوقت نفسه احتفال بهيج ومربك للغة والخيال، ومجموع من المراثي الطازجة والمؤلمة في التعبير عن فقدان الحب والصداقة وحرية الخيال؛ نحن مدينون لمترجمي الكتاب إلى الإنكليزية كثيراً لنجاحهم في نقل ما يعرفه كل من استمع للرضي يقرأُ أعماله في أداء مذهل وصوت قوي ومعبّر».
وقال الصّادق الرضي لـ«القدس العربي»: «هي قصائد كتبت في المنفى وليست بالضرورة قصائد المنفى، وإن تضمنت في بعض أجوائها أطيافا من مرارة اللجوء وتعثرات بدء حياة جديدة في مكان جديد، والكتاب في مجمله تجربة جديدة بالنسبة للعمل مع فريق ترجمة شعرية لأول مرة بعد تجربتي الطويلة مع مترجمتي الراحلة الشاعرة سارة ماغواير، وهو تجربة جديدة في سياق تجربتي الشعرية، ربما اختبرت فيها مناخات لم يطرقها صوتي في تجربتي السابقة».