مدريد-»القدس العربي» صادقت حكومة كتالونيا التي تتمتع بالحكم الذاتي ضمن اسبانيا على مخطط يحمل اسم «مخطط المغرب 2014-2017» ينص على تفاهم مع المغرب حول إشرافه على تسيير الشأن الديني الإسلامي وكذلك قضايا أخرى مرتبطة بالهجرة مثل تعليم العربية والأمازيغية بشكل رسمي في مدارس هذا الإقليم. ويخلف القرار غضبا وسط الحكومة المركزية في مدريد التي تتفادى ما يسمى الدبلوماسية الموازية لحكومات الحكم الذاتي مع المغرب، لاسيما وأن المقترح يتزامن وقرار كتالونيا إجراء استفتاء تقرير المصير.
وكشفت جريدة «الموندو» الواسعة الانتشار في عدد أمس الأربعاء عن هذا المخطط الذي صادقت عليه حكومة الحكم الذاتي يوم الاثتين الماضي دون نشر مضمونه في موقعها الرقمي. ومن أبرز الخطوط التي نشرتها «الموندو» هو مقترح حكومة كتالونيا تكليف السلطات المغربية السهر على تسيير الشأن الديني للمساجد وكذلك تعليم اللغة العربية والأمازيغية. في الوقت ذاته، تعهدت بالترخيص للمهاجرين التصويت في الإنتخابات البلدية. وانطلقت حكومة كتالونيا من منطلق أن الجالية المغربية في كتالونيا هي الأكبر عددا حيث تقارب 280 ألف.
وتفسر الجريدة هذا المخطط بمحاولة حكومة كتالونيا إرضاء المغرب وامتصاص رفضه لإستقلال كتالونيا خوفا من انتقال العدوى الى الصحراء الغربية وفي الوقت ذاته استمالة المهاجرين المغاربة المتجنسين الى التعاطف مع تقرير المصير وتصويت المتجنسين منهم ويفوق عددهم 40 ألفا على إستقلال كتالونيا في استفتاء 9 تشرين الثاني /نوفمبر.
ويتزامن المقترح وقرار حكومة كتالونيا إجراء استفتاء تقرير المصير يوم 9 تشرين الثاني / نوفمبر المقبل للبقاء أو الإستقلال عن اسبانيا، وهو ما جعل القلق يتعاظم وسط الإدارة الإسبانية التي ترى في المقترح دعوة دولة أجنبية للتدخل في الشؤون الداخلية.
وعمدت حكومة مدريد على إقصاء ممنهج للمغرب طيلة السنوات الماضية من تسيير الشأن الديني في اسبانيا لأنها ترتاب من توظيفه للمسلمين المغاربة ضد مصالح اسبانيا مستقبلا، أي على شاكلة «الطابور الخامس»، لاسيما في ظل المشاكل الكثيرة بين البلدين. وكانت حكومة مدريد قد طردت خلال السنة الماضية مواطنا مغربيا بتهمة التجسس ولكنها في الواقع كانت قلقة من تزعمه لحركة من الجمعيات الإسلامية التي تساند إستقلال كتالونيا.
كما عمدت حكومة مدريد الى تقليص علاقات حكومات الحكم الذاتي مع المغرب مخافة من ما تعتبره دبلوماسية موازية يستغلها المغرب للضغط على مدريد. وكانت مدريد قد احتجت على كتالونيا خلال العقد الماضي عندما فتحت تمثيلية لها في مدينة الدار البيضاء، واعتبرتها سفارة غير معلنة.
ورسم المغرب مسافة بينه وبين مطالب كتالونيا، حيث طالب في مناسبات وبشكل غير علني من المغاربة عدم الانخراط في مسلسل إستقلال كتالونيا للحفاظ على علاقات متينة مع مدريد وبسبب تشابه ملف كتالونيا والصحراء الغربية.
ويبدي بعض مغاربة المهجر تعاطفا مع مطالب كتالونيا ويشاركون في أنشطة الإستقلال وخاصة بعض الجمعيات المغربية-الأمازيغية.
حسين مجدوبي