كتيبة الـ15 المتهمة باغتيال خاشقجي تشغل الإعلام الالكتروني وتثير جدلاً واسعاً

حجم الخط
0

لندن –”القدس العربي”: يتزايد الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت في العالم العربي بشأن “كتيبة الموت” أو “كتيبة الـ15” التي كشفت عنها تركيا، والتي يسود الاعتقاد بأنها قامت باغتيال الصحافي والكاتب السعودي المعروف جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول.

وتقول المعلومات المتداولة إن “كتيبة الـ15” تضم عدداً من كبار ضباط جهاز الاستخبارات في السعودية، وعدداً من المقربين شخصياً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن هؤلاء الـ15 شخصاً جاءوا على متن طائرتين خاصتين وصلت الأولى من دبي في دولة الإمارات بينما وصلت الثانية من العاصمة المصرية القاهرة، وذلك على سبيل التمويه، كما أن الـ15 كانوا قد حجزوا لأربعة أيام في أحد فنادق اسطنبول لكنهم مكثوا أربع ساعات فقط في غرفهم الفندقية، حيث وصلوا تركيا وغادروها في يوم اختفاء خاشقجي نفسه، ولم يزوروا أي مكان فيها سوى مقر القنصلية الذي دخلوه قبل موعد وصول خاشقجي بفترة قصيرة.

وتحوَّلت كتيبة الـ15 التي أطلق عليها بعض النشطاء على الانترنت اسم “كتيبة الموت” إلى مادة للجدل الواسع وتبادل الاتهامات على شبكات التواصل ومواقع الانترنت في العالم العربي، خاصة في السعودية التي ينفي إعلامها وجود هذه الكتيبة، كما تنفي التقارير الإعلامية داخل السعودية أن تكون الصور المتداولة للأشخاص الذين وردت أسماؤهم، بمن في ذلك مدير الطب الشرعي في الأمن العام السعودي صلاح الطبيقي الذي يسود الاعتقاد أنه هو الذي نفذ عملية القتل والتقطيع داخل القنصلية.

سياح عاديون

 

ونشر الموقع الالكتروني لقناة “العربية” السعودية تقريراً يزعم أن السعوديين الـ15 الذين يتم تداول أسماءهم وصورهم ليسوا سوى سياح سعوديين سافروا إلى تركيا في أوقات سابقة وغادروها وفوجئوا بأنه تم التعامل معهم على أنهم “خلية الموت” التي نفذت مهمة اغتيال خاشقجي.

ورغم أن التقرير قال إنهم مجرد “سياح” إلا أنه لم يكشف هوية أي منهم، كما لم تتمكن القناة من استضافة أي من هؤلاء الذين تقول إنهم سياح، ولم تكشف كيف عرفت بأنهم سياح وليسوا من كتيبة الـ15، في الوقت الذي نشرت فيه وسائل الإعلام التركية الكثير من المعلومات عن هؤلاء الأشخاص الـ15 وأبرزهم الطبيقي، الذي تم نشر معلومات كاملة عنه، فضلاً عن أنهم حجزوا في أحد فنادق اسطنبول بأسمائهم الحقيقية.

وحسب المعلومات التي جرى تداولها على الانترنت فإن الطبيقي هو المسؤول عن عملية قتل خاشقجي وتقطيع جثته وهو الذي طلب من زملائه الاستماع للموسيقى أثناء عملية التقطيع.

والطبيقي حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الأدلة الجنائية من جامعة الملك فيصل، وماجستير ودكتوراه الطب الجنائي من جامعة غلاسكو في أسكتلندا في بريطانيا، وتخرج عام 2000 من المعهد السعودي العالي للدراسات الأمنية وكان الأول على زملائه في مجال الدراسات الأمنية.

أحدهم متوفى

 

وفي سياق النفي السعودي لقصة كتيبة الـ15 ومحاولة شن حملة إعلامية مضادة، نشرت صحيفة “الوطن” السعودية تقريراً أكدت فيه أن أحد أفراد الوفد الذي ادعت السلطات التركية أنه قتل خاشقجي توفي منذ عامين.

وقالت إن الضابط السعودي عبد العزيز شبيب البلوي، من أهالي محافظة طريف شمال السعودية، توفي قبل عامين في حادث مروري، ورغم ذلك فإن اسمه ورد ضمن قائمة الـ15 الذين وصلوا تركيا وغادروها يوم اختفاء خاشقجي.

ونقلت الصحيفة السعودية عن أحد المقربين من الضابط المتوفى تأكيده أن عبد العزيز البلوي، توفي في حادث مروري قبل عامين، متسائلا: “كيف لميت أن يعود ويُتهم في قضية اختفاء مواطن سعودي في تركيا! فالشخص العاشر في القائمة عبد العزيز شبيب البلوي متوفي منذ 2016”.

ونشر الإعلامي المصري الموالي للنظام مصطفى بكري، جملة تغريدات أيضاً يشير فيها إلى أن البلوي متوفي، وقال بكري: “أليست هذه المعلومة كفيلة بدحض الرواية كاملة؟ لقد اصطنعت تركيا رواية كتيبة الإعدام التي جاءت على متن طائرتين خاصتين، كما أن الأخطر أن خبيراً تركياً في شؤون الطيران دحض الرواية وقال إن الصور المأخوذة والتي بثتها إحدى القنوات التركية ليست سوى لسياح سعوديين”.

وأضاف: “الدليل أنهم سياح سعوديون أنهم كانوا يعبرون من البوابات العادية وأن راكبي الطائرات الخاصة لهم بوابات أخرى.. لمصلحة من يورط أردوغان بلاده في سيناريو تآمري هابط الهدف منه التحريض ضد السعودية؟”.

في المقابل فإن مواقع الكترونية وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي رصدتها “القدس العربي” أظهرت أن اسم عبد العزيز شبيب البلوي لم يرد أصلاً في قائمة الـ15، وإنما شخص يُدعى فهد شبيب البلوي، ما يعني أن الإعلام السعودي ربما يكون قد حاول الخلط بين الاسمين كون أحدهما متوفي بالفعل.

قرصان الكتروني

 

ولاحقاً للكشف عن كتيبة الـ15، فقد كشف موقع “ويكيليكس” المتخصص في التسريبات أن العقيد في الاستخبارات السعودية ماهر عبد العزيز مطرب الذي كان ضمن الـ15 هو أحد قراصنة الانترنت في السعودية، وهو ما يعيد إلى الواجهة قضية القرصنة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية صيف العام الماضي والتي أظهرت تحقيقات الدوحة أن مصدرها كان عاصمة دولة مجاورة.

ويتبين من المعلومات التي نشرها موقع “ويكيليكس” أن مطرب شارك في عمليات قرصنة عديدة نيابة عن السعودية، فيما تقول مصادر تركية أن الرجل مقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان.

وأفاد “ويكيليكس” أن مطرب شارك برفقة مسؤولين سعوديين في تدريب على استخدام برمجية للقرصنة الإلكترونية مدته 8 أسابيع في إيطاليا عام 2011، واستخدم اسم “albwardy” في شن عمليات قرصنة عديدة نيابة عن المملكة العربية السعودية.

وماهر عبد العزيز مطرب من مواليد العام 1971 وهو عقيد في الاستخبارات السعودية، وعمل سابقاً ضمن الملحق الأمني لسفارة بلاده في لندن.

مقرَّبون من ابن سلمان

 

وحقق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” انتشاراً واسعاً بعد أن أكد أن خمسة من بين قائمة الـ15 هم مرافقون مقربون من ابن سلمان، ومن بينهم الضابط مطرب الذي يشغل منصباً مهماً في جهاز الاستخبارات السعودية.

وحسب الصحيفة فإن ثلاثة مشتبه بهم غيرهم هم: عبد العزيز محمد الحساوي وثائر غالب الحربي ومحمد سعد الزهراني، مرتبطون بأجهزة أمن ولي العهد السعودي بشكل مباشر، إضافة إلى مطرب الذي كان قد رافق ابن سلمان في زيارات عدة خارج السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك رجلاً خامساً أيضا هو طبيب شرعي تم التعريف عنه على أنه صلاح الطبيقي وقد شغل مناصب عليا في وزارة الداخلية السعودية وفي القطاع الطبي السعودي، هو أحد المقربين من ابن سلمان أيضاً.

وقالت إنّها تأكدت من أنّ “تسعة على الأقل من الأشخاص الـ15 كانوا يعملون في أجهزة الأمن السعودية أو الجيش أو وزارات أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية