طولكرم-نابلس- “القدس العربي”:
أعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، حالة العصيان المدني في مخيم نور شمس في طولكرم بعد ساعات من مواجهات مسلحة وقعت بين رجال أمن فلسطينيين وعناصر من كتيبة المدينة.
وأغلق عناصر الكتيبة كافة مداخل المخيم، ومنعوا الخروج من المخيم أو الدخول إليه، معلنين حالة الاستنفار و”العصيان المدني”، احتجاجًا على محاولة الأجهزة الأمنية اعتقال قائد الكتيبة، وإصابة أحد عناصرها بالرصاص.
واعتبرت كتيبة طولكرم الأحداث التي وقعت، يوم السبت، “أمرًا جللاً وكبيرًا وخطيرًا”، مضيفة في بيانها، “بلغ السيلُ الزُّبى، وتمادى الأقزامُ على الرِّجال”.
ونقلت مصادر محلية أن عناصر كتيبة طولكرم أغلقوا منذ ساعات الصباح مداخل مخيم نور شمس بالمتاريس الحديدية، وهناك حالة احتقان وتوتر شديد، والأنظار تتجه نحو الحالة الصحية للشاب معتصم حمامة الذي أصيب برصاص الأمن خلال محاولة اعتقاله الليلة الماضية.
لحظة محاولة أجهزة أمن السلطة اعتقال قائد كتيبة طولكرم "أبو شجاع" pic.twitter.com/S6Bc1Jm5ra
— 180 تحقيقات (@180news180) March 31, 2024
وقالت مصادر محلية إن عناصر الكتيبة أغلقوا مداخل المخيم، عقب محاولة اعتقال الأمن لقائد الكتيبة “أبو شجاع” وإصابة الشاب معتصم حمامة، مبينة أن هناك جهودًا للوساطة والحل من أجل إعادة فتح مداخل المخيم.
وذكر مصدرٌ أمنيٌ فلسطيني، أن عناصر من كتيبة طولكرم كانوا يستقلون سيارة غير قانونية وسط طولكرم، وعندما أوقفهم عناصر أمن، وقعت مشادة وبادر عناصر كتيبة طولكرم لإطلاق النار، وبعد ذلك أطلق عناصر الأمن الرصاص فأصيب شخصان.
في المقابل، قال شهود عيان ومصادر محلية إن عناصر الأمن حاولوا اعتقال قائد كتيبة طولكرم “أبو شجاع” من داخل مركبة كان يستقلها في مدينة طولكرم، لكنه ترجل من المركبة وحاول الانسحاب، فأطلق عناصر الأمن النار في الهواء، فأصيب “أبو شجاع” بشظايا الرصاص، ورد من جانبه بإطلاق النار أيضًا في الهواء.
ورغم نجاح “أبو شجاع” في الإفلات من قبضة عناصر الأمن، إلا أن حالة غليان سادت المخيم وتطورت إلى اشتباكات مسلحة بين عناصر كتيبة طولكرم وأجهزة الأمن في طولكرم.
وتفاقم الموقف بين الطرفين بعدما حاولت أجهزة الأمن اعتقال عناصر آخرين من الكتيبة في منطقة “المسلخ”، وأثناء ذلك أطلق عناصر الأمن الرصاص عليهم، فأصيب الشاب معتصم حمامة، وهو الآن بحالة مستقرة ويرقد في المستشفى لتلقي العلاج.
وتجددت الاشتباكات في مناطق عدة بمحافظة طولكرم في الضفة الغربية بين مقاومين والأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ووصفت الكتيبة، ما جرى بأنه “عمـل جبان تأبى الرِّجال فعله، من اعتراض سيارةٍ كان يستقلها قائد الكتيبة والناطقُ باسمها، حاول الأخ القائد حلّها دون الوصول لما وصلناه للأسف ولكن من يَصغي لأوامر عدوه لا يأبه بحرمة دم المسلم ولا حرمة رمضان ولا شيء، فحاولت العصابة المأجورة اعتقال الإخوة ومصادرة سلاحهم رغم أنَّ قلوبهم ترتعد خوفاً منهم كما عدونا، فقاموا بإطلاق النار بالهواء بدايةً فتمكن الأخوة من الفرار من بين أيديهم ولم يُطلقوا النار حقناً للدماء”.
أجهزة السلطة في الضفة تلاحق قائد كـتيبة طولكرم "أبو شجاع" pic.twitter.com/aeWmKbqDQG
— العلوي بنو علي القُرشي (@alalwiAlqurashi) March 31, 2024
وقالت كتيبة قفين- سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي إن ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تجاه عناصرها “فعل شنيع ودنيء يدل على تخاذل السلطات ومعاونة الاحتلال على قتل أبناء شعبنا”، فيما طالبت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الأجهزة الأمنية الفلسطينية بكف أيديها عن المقاومين.
ودعا بيان الكتيبة المسؤولين في السلطة إلى وقف ما وصفها بأعمال التفاهة قبل تدهور الأمر، كما ناشد أبناء الشعب الفلسطيني “الوقوف بجانب الحق والتنديد بهذه الأفعال المشؤومة، لأنها تقود لحرب داخلية لا يستفيد منها إلا إسرائيل وجواسيسها”.
وقالت كتائب شهداء الأقصى في بيان إن “مجاهديها خط أحمر، وإن من يحاول المساس بهم سيلقى الرد الأليم”، وطالبت الأجهزة الأمنية بكف أيديها عن المقاومين وبالإفراج عن المحتجزين منهم لديها.
يذكر أن هذه ليست الحالة الأولى منذ بدء معركة طوفان الأقصى، فقد تم توثيق عدة حالات أصيبت بالرصاص وأخرى فارقت الحياة، عقب ملاحقة الأجهزة الأمنية مطاردين في شمال الضفة الغربية المحتلة، أبرزها في منطقة جنين.
ومؤخرًا، أصيب المطارد للاحتلال والأسير المحرر القيادي في كتائب القسام في جنين قيس السعدي، برصاص الأجهزة الأمنية خلال مطاردته ومحاولة اعتقاله بالقرب من حيّ الهدف بمحيط مخيم جنين.
وفي نابلس، اعتقلت الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية الصحافي أحمد حامد البيتاوي، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وبحسب مصادر عائلية، فإن عناصر من جهاز المخابرات العامة، أحاطت بالبيتاوي خلال تغطيته مسيرة لنصرة غزة في مدينة نابلس أمس الجمعة، وصادرت هاتفه.
وأدانت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة في بيان صحافي، ما أقدم عليه جهاز المخابرات العامة في السلطة من اعتقال الصحافي أحمد حامد البيتاوي من دوار الشهداء بمدنية نابلس خلال عمله الصحافي في تغطية مسيرة خرجت نصرة لغزة.
وقالت اللجنة، “إن ممارسة السلطة غير الأخلاقية والوطنية وفي ظل ما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة مستمرة تتطلب على الجميع من مؤسسات مدنية وجهات حقوقية وشخصيات اعتبارية للتدخل لوضع حد لانتهاكات الأجهزة المتواصلة بحق النشطاء والصحافيين والأسرى المحررين على خلفية سياسية”.
وأكدت أن هذه الاعتقالات تأتي ضمن سلسلة انتهاكات تمارسها أجهزة السلطة في الضفة وحملتها المتواصلة لملاحقة النشطاء وتقييد حرية الرأي والتعبير وممارسة سياسة تكميم الأفواه.